الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة بلا أنياب !!

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2014 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يجب أن لا يفهم من العنوان إنّها دعوة لاستخدام العنف فخيارنا دائماً بالدعوة للسلمية ولكن بالمقابل أصبح شعار السلمية وفقا للاستخدام الحالي مقيتا لأنه بالطريقة المتبعه حاليا يعني الاستسلام وفق مفهوم قاصر ذو مغزى سياسي نتائجه تكون كارثية بامتياز.
فإذا كانت السلمية تعني كافة الاحتجاجات التي يقوم بها الأفراد والجماعات بهدف تغيير الأوضاع التي لا يرضون عنها بشكل غير عنيف، فإن السلمية مجال واسع يشمل ويدرك وسائل نضالية عديده فهو يشمل الإضراب والعصيان المدني ووسائل أخرى استخدمها المصريون مند عام 1919.
والثورةالسلمية تتضمن في مفهمومها تحدّي القوانين وتغييرها وليس الخضوع لها فجزء مهم من الحركة السلمية للجماعات هي الثورة على القوانين غير العادلة كما حصل في حركة المقاومة المدنية الأمريكية، وفي ثورة المصريين بعام 1919 ضد الاستعمار البريطاني.
لذلك إنّ الثورة السلمية تحمل في طياتها أنيابا كالعصيان المدني والإضراب لتحدّى القوانين الجائرة، فالإضراب اليوم ليس وفق مفهوم العلاقة بين أصحاب العمل والعمال والضرورة الاقتصادية لثورة العمال بل أصبح أكثر شمولا ليكون جزء من أنياب الثورة السلمية ضد القوانين غير العادلة ومن الخطأ اقتصار الإضراب وفق مفهوم قاصر حول العلاقة مع أرباب العمل وهو تقليص لدور العمال في الحراك والتغيير.
لذلك فإنّ التغيير القائم على الثورة السلمية لا يمكن أن يقتصر على التظاهرات المحددوة التى تسجل موقف ولكنها بالمقابل لا تحدث تغيير وتساير وتثبت الأوضاع القائمة بكل اخطائها بما فيها القوانين الجائرة.
ولأن الثورة السلمية تحمل غايات في مجملها تغيير القاعدة محل النزاع وتثبيت قواعد جديدة للمجتمع لذلك لا يمكن إبعاد شرائح هامه من المجتمع عن هذا الحراك وفي مقدمتها حركة الطلاب، فتاريخ جميع الثورات بدأ من ثورة الطلاب بماليزيا ووصولا إلى ساحة مظاهرات ساحة تيانانمن بالصين لعام 1989 ووصولا لثورات الشعب المصري وحركة شعب جنوب أفريقيا ضد العنصرية جميعا كان الطلاب في قلب الحركة وكان يغلب عليها الطلاب لذلك فإن إبعاد الطلاب عن الحراك هو إنهاء للثورة السلمية.
لا توجد ثورة ناعمه بلا أنياب بما فيها الثورة السلمية والعمل وفق هذا المفهوم القاصر يعطي احتمالات عديده جزء منها غياب الإيمان بالثورة أساساً كوسيلة تغيير بالمجتمع واستخدام مصطلح السلمية للعمل وفق الأمر الواقع بعيدا عن المفهوم الحقيقي والعلمي للثورة السلمية، وهي تتحدى القوانين غير العادلة وتغييرها والثورة السلمية هدفها الأساسي تغيير القوانين من خارج القانون بشطبه والثورة عليه وليس بتغييره من داخله وإلا أصبحنا أمام شئ آخر غير الثورة وبغير ذلك المفهوم يتطلب الأمر مراجعة استخدام مصطلح الثورة السلمية فهو شيء آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة