الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنتهكوا براءتهم

حسن الطيب

2014 / 5 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إذا أردنا أن نحقق السلام الحقيقي في العالم، فعلينا أن نبدأ بتعليم الأطفال .
- غاندي

الاطفال في العراق اكثر شريحة اصبحت تنتهك حقوقها بلا تردد وهم الجيل الذي نأمل فيه الاصلاح ومستقبل زاهر ولكن أي جيل هذا الذي نراه امامنا تغتصب براءته وحرياته وهو لم يكتمل العمر ولم يشبع بعد من دميته والعابه الطفولية الجميلة واحلامه البريئة وعن أي طفل نتحدث وهم يفتقدون لشروط ووسائل عيشهم من البيئة المملوءة بالعنف والقتل الى مؤسسات صحية وتربوية مهملة غير قادرة على استيعابهم واحتضانهم وتربيتهم تربية علمية على اسس عقلانية صحيحة وغياب الرؤى والتخطيط السليم لمؤسسات الدولة التي عجزت عن وضع خطط منهجية وفلسفة تربوية لبناء الطفل حتى اصبحت هذه الشريحة لقمة سهلة لمن يرد يخضعهم لهيمنته رجالات الدين كانت لهم الحصة الاكبر تسارعوا لضم الاف الاطفال ممن دخلوا الدراسة تتراوح اعمارهم من 6 _12 سنة مقابل اغراءات واموال لهم ولعوائلهم احيانا ،لفتح مدارس دينية (حوزة ) تعلم الاطفال العقائد والتكاليف الالهية والجنة والنار مستغلين اموال المراقد الدينية واموال الفقراء من الخمس والزكاة لتحقيق مشاريعهم .
لا اعرف من اعطاهم الحق للتلاعب بشخصية الاطفال وتكوينها وفق مزاجهم وكيف ينتهكوا براءتهم وهم لم يبلغوا سن الرشد القانوني ؟
سياسة ممنهجة وخطيرة يتبعها رجال الدين باسم الله تقف خلفها قوى دينية لها نفوذ دولي وسياسي كبير يراد منها نزع براءة الاطفال ونظافة قلوبهم البيضاء وتدجينهم بأباطيل واساطير وخرافات لا حقيقة لها وغير منطقية وعقلانية ليحولوا الطفل الى كتلة عاطفية مشبعة بالحقد والاكراه من الاخر كونه يختلف مع ما يعتقدون ، بالإضافة الى انماء الروح العدوانية والرعب والخوف الذي سيرافقهم طيلة حياتهم بفضل ما يتعلموه من قصص وحشية وقاسية ، واخضاعهم للطاعة العمياء وغرس ثقافة المقدس والتبعية والتصديق والتسليم ، وضع الطفل بهذا النفق وغسل دماغه وإكراهه للحياة بالقوة سيخلق لنا حتماً بيئة عدوانية ممزقة معدومة من ابسط مقومات الحياة والتسامح والحب والاعتدال.
هذا يجعلنا ان قلقين على مصير هؤلاء الاطفال تحت هيمنة وتسلط رجالات الدين ، الطفل في العراق يعاني من فقدان أبسط مقومات حياته من سكن أمن وحقوق اجتماعية واقتصادية وثقافية التي لها العامل المهم في بناء حياته بالإضافة الى فقدانه لمؤسسات حكومية تحقق له رغباته وطموحاته بالإضافة مؤسسات صحية توفر لهم بيئة سليمة . اخضاع الطفل للتكاليف والواجبات بهذا العمر مرفوض اخلاقياً هو انتهاك لحقه وبراءته واستغلاله ابشع استغلال .
الاطفال في كل دول العالم التي سبقتنا بالتقدم العلمي والبحثي تركز على بناء الطفل عبر توفير مستلزمات الطفولة له من عيش وبيئة غير ملوثة واليات تغرس به ثقافة الحب والتسامح والاخلاق والتعاون مع بقية اقرانه بالمجتمع على اسس علمية صحيحة وليس اخضاعه للتكاليف والواجبات والعقائد والجنة وهذا من حقه الشخصي الذي سيقرره ويفصح عنه عندما يبلغ النضج العقلي وبكل حرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات