الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي والانتخابات

بتول قاسم ناصر

2014 / 6 / 1
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


الحزب الشيوعي والانتخابات
لا نقول شيئا غير معروف اذا قلنا إن الحزب الشيوعي له دور مهم في التاريخ السياسي الحديث في العراق ، وهو صاحب التاريخ العريق في النضال لصالح تحرير الوطن وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد الشعب ، وأنه صاحب التضحيات البشرية الكبيرة والكثيرة على طريق هذا النضال ، وكان له امتداده الطاغي في الشارع العراقي منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى سبعينياته ، وقد قدم رموزا كبيرة في العلم والثقافة والنضال هم مفخرة للعراق يشمخ بهم مفاخرا .
ومع أنه من أبرز القوى التي كانت تناهض النظام الفاشي السابق وكنا نتوقع أن يكون من أبرز القوى التي تدير العملية السياسية الجارية بعد سقوط النظام ألا ان غير المتوقع هو ما نشهده من تراجع لدوره وحضوره وفشله في الانتخابات لا سيما الأخيرة فكان الخاسر الأكبر فيها ، فقد فشل في إيصال عضو واحد الى مجلس النواب الجديد . وكان قد أعلن أنه سيخوض "الانتخابات باسم التحالف المدني الديمقراطي، مؤكدا أنه سيحقق فوزا أمام كتل فشلت في مشروعها الطائفي . وأن هذا التحالف ستكون حملته مركزية وسيخوض الانتخابات ببغداد والمحافظات وأن الحزب سيعزز هذا التحالف ويوسعه بقوة مدنية وشخصيات سياسية واجتماعية يشكلون نخبة نوعية من السياسيين الديمقراطيين الذين لم تتلطخ ايديهم بالفساد والدم العراقي، ومواقع عملهم تشهد لهم بالنزاهة والقدرة والكفاءة، والحرص على المشروع المدني الديمقراطي".. ولكن شخصية واحدة له لم تفز من بين هذه الشخصيات ، وهذا يعني أنه لم يعد له الرصيد الجماهيري الذي كان يتمتع به في ما مضى وأنه لم يعمل على تلافي أسباب تراجعه الواضح والمتكرر عقب العمليات الانتخابية السابقة بصورة جادة . و لو حاولنا البحث عن أسباب وعوامل موضوعية لتبرير هذا الفشل، فسنجد من هذه الأسباب:
1- افتقاد الحزب الشيوعي العراقي الى القيادات والكوادر الفاعلة التي كانت له في سنوات النضال السابقة والتي لها حضور في الأحداث الوطنية والتصاق شديد بالجماهير، فلم يستطع وكما حدث سابقا ان يستقطب الجماهير التي كانت ترى في شخصياته قادة كبار وأبطالا وطنيين .
2 - لم يعتمد الحزب على وسائل إعلام واسعة الانتشار تطل به على الجماهير الواسعة كالفضائيات واقتصاره على وسائل محدودة الانتشار كالجريدة والمجلة التي يكاد انتشارها ان يكون محدودا بأفراد الحزب ، وكان يمكن ان يكون للحزب دور في التوجيه الثقافي خاصة وان المثقفين العراقيين أغلبهم ينتمون الى اليسار وكان بإمكانهم أن يثروا وسائل الاعلام المتطورة هذه ويمدوها بما يجعلهم يستقطبون الناس لما يقدمونه من مواد ثقافية تعبر عن وجدان وتاريخ العراق .
3- كان نضاله سابقا منصبا على كل القوى الامبريالية لا سيما بريطانيا وأمريكا التي يراها مصدر الشرور في العالم وكان سر هذا الموقف هو تحليلاته النظرية السياسية التي تعود الى فلاسفته ومفكريه ومثقفيه الكبار إلا اننا نجده الآن يلين في موقفه منها ربما لأنه أصبح يدين بالديمقراطية التي تدين بها امريكا ولهذا لم نسمع له صوتا قويا في مناهضة الاحتلال الامريكي وفي إدانة ما اقترفته يد امريكا في العراق وفي هذا لم يجده الشعب مدافعا قويا عنه ضد قوى الامبريالية كما كان سابقا .
4– في حين وجدنا ملاينة وخفوتا في صوته المناهض للامبريالية وجدناه على موقفه القديم من الدين فلم يعمد الى مراجعة نظرية في موقفه من الدين تجعل له موقفا رائدا بين الاحزاب الشيوعية ، فالدين شيء راسخ في ثقافتنا وهو موجه قوي في العراق والتغافل عن هذا الدور هو تجاوز لثقافتنا وانسلاخ عنها وهو يبقي الحزب بعيدا عن المعتقدين بالدين وهؤلاء هم أفراد الشعب خاصة في ظل توجيه معاد يركز على الموقف القديم للشيوعية من الدين ويدينها بالالحاد مما يجعل الناس يخشون وصول الشيوعيين الى الحكم وإدارة الدولة .
5 - سطحية الوعي الشعبي التي لا تدفع الى اختيار الكفوء والوطني المتميز بل تدفع الى من ترتبط به مصالح الناس المباشرة ، وهذا التبسيط للوعي عمل عليه النظام السابق كثيرا فقاوم كل ثقافة عميقة مستنيرة وقتل ولاحق أتباعها لأنه لا يستطيع أن يمد سلطانه إلا حيث يسود الجهل وما زلنا في العهد الجديد لا نرى اهتماما ببناء وعي معمق وثقافة تبني الانسان وترتفع به وهذا أدى الى ان يفوز بمجلس النواب بعض من الناس يناسبون هذا الوعي المبسط المحدود .
6- معاداة امريكا للحزب الشيوعي العراقي وهي عامل مؤثر في الأحداث في العراق وكذلك بعض قوى النفوذ الداخلية - وهو موقف قديم - وعدم رغبتها في ان يتولى الحزب دورا في قيادة وتوجيه الشعب .
لابدّ للحزب من الاعتراف بأخطائه وأن يدرسها على نحو جاد ومعمق وان يعمل على تلافي أسباب الفشل المتكرر وأن يعمد الى إجراء مراجعه شامله لدوره ومنهجه ليستعيد شعبيته في الشارع العراقي ويسعى الى تجديد بعض مواقفه ومنطلقاته النظرية خاصة وأنه أكد إصراره على "التجديد ومواصلة نضاله" وهو يستهل احتفالاته بالذكرى الثمانين لتأسيسه في مدينة الناصرية التي شهدت ولادته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قيمة الدين
فؤاد النمري ( 2014 / 6 / 1 - 12:01 )
السيدة بتول قاسم ناصر
مع كل الإحترام فإن الدين هو القيمة السالبة في الإنسان التي تجسد الجهل والتخلف وأولى واجبات الشيوعيين هو تحرير الإنسان من الأوهام الدينية
قصور الشيوعيين قبل انهيار المعسكر الاشتراكي متعدد الأوجه وأهمها هو أنهم لم يتخذوا موقفاً شيوعياً صارماً تجاه الخرافات الدينية والمتدينيين
نجاح الشيوعيين لا علاقة له بالشعبوية وعدد الشيوعيين في المجتمع بل على نوعية الشيوعيين ومدى وعيهم المنافي للتدين
التناقضات في المجتمع التي تحتم الثورة لا تتطور ولها أدنى علاقة بالدين المنافي للثورة في جميع الأحوال
من المفيد للأخت بتول قراءة ورقة (الرسالات السماوية) المنشورة على النت في موقعي
مع خالص التقدير والإحترام

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي