الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائرٌ يُصِيبهُ حَجَرٌ كريم

عدنان الزيادي

2014 / 6 / 1
الادب والفن


طائرٌ يُصِيبهُ حَجَرٌ كريم


عدنان الزيادي

أرأيت ,
كأننا العينُ التي شَهِدتْ , في لحظةِ الهبوطِ الى الياقوتِ
في الاعماق , إذ وصلنا باللهاثِ على السلالم
الى المنزلةِ الاخيره , حيثُ لنْ تزلَّ خُطاكَ إثرَ قبلةٍ مُدَوِّخَه
وتقعَ فريسةَ التصاويرِ وقد التقطتْ لكَ مِنَ الزمانِ عُمراً تقصُّ أطرافهُ
وتضعهُ في إطار .
ومِنَ النُحّاتِ مَنْ جاءَ بإزميلهِ وتفنَّنَ في بازلته
وأقعانا في البهو
ليرانا مُمْتدِحاً قبلَ السهرةِ
أحدٌ مِنَ السُّواحِ في هيئةِ مَنْ سيؤرِّخُ حادثنا
لمّا أطبقنا على الارضِ بِروحَينِ سماويين
وطلعتْ أعشابُ خلودي وخلودكَ
فحطبتُ أنا البَريّةُ بفأسِ الفجرِ لكَ حطباً
كانَ طوالَ الليلِ يتذوقُ ناراً ما كانتْ , بعدُ , تلكَ النارَ ,تُضئ وتُحرقُ ورمادها يَحْميكَ من الذكرى
الى أن جئتَ أياواقفُ بِقِدْرٍ مِن فَخَّارِك,
فقضينا سَحابةَ يومٍ في إعداد وليمتنا , تبرَّجنا لها في مِزاحٍ يسبقُ أبناءً
يأتونَ برماحٍ وَيَدقُّونَ علينا هواءً يَسْترُنا ,فنفتحُ لهمُ بابَ الريحِ
ونتصاعدُ نحن معَ الدخانِ في أ شْكالِ خيول .
وهذا الصوت ,
-أرأيتَ
ماذا عنه ؟

- سمعتُهُ يتناثرُ مملكةً مِن بلُّورٍ على أرضٍ لَمَعتْ في الارجاء.
أحدٌ صَقَلَ مرآته ,فرأى التاجَ على رأسه
فنادى حاشيته
أن تخرجَ للذئبِ في رسومٍ يعلمُها مَن هبطا الى الياقوت
وعملا هذا الضوءَ في لمحِ بصرٍ كالسهمِ الى هدفه .

أمّا هوَ ما أدراه ,
بثيابهِ أو دونَ عناءٍ مِن خيّاطينَ لهذا المنسوجِ بأشكالهِ
إنْ بدّلَها بُدِّلَتِ الأحوالُ
سيرى أن مياههُ سوداءَ بجواميسَ قَعَدتْ كشعبٍ لحليبهِ
صارتْ لهُ أثداءَ فأرضعَ آلهته .
ولأنَّ الحالمَ لا يعرفُ أنهُ في حُلمهِ يَحلُم
ويعودُ ينامُ ليَحلُم ويحلمُ بالنومِ في حُلُمه ,
بحثنا عنهُ في ليله
بفوانيسَ ومشاعلَ ومصابيحَ بالآلاف
يتبعنا كلبُ حراستنا في النومِ ,أعني نومنا في حلمه
أضئنا نفقاً في متاهتهِ ,كنا نحفرُ بالضوءِ غياهبَ ما
ما عدا ركناً مِن أركانِ جِداريَّتهِ باغَتَنا فيه أمراءُ ظلام
قادةُ ليل
فرسانُ سواد
أخذوا مِنّا مفاتيحَ ذَهَبٍ لبيوتٍ شَيَّدناها
طبقاتٍ في هواءٍ يرمي الينا شَبَكاً وهو يبحرُ معَ أسماكهِ ويعودُ الينا
كعائلةٍ تعرفُ أين البيت , إذا سألَ الحاجز .
استعمروا ما يستعمرهُ الدورقُ بزجاجه
الموجُ ببحره
الزبدُ بالصخره .

بالحقِّ ما جاءَ ليعيش
جاءَ ليحلمَ
وتركَ لنا أثراً في نومِنا نَتتبَّعه ,
وتتبعناه .
نتساقطُ جرحى أمامَ البوابةِ
عاليةٌ كانت ,
ونحنُ بأعمار ٍ ما زالتْ لم تصلِ العشرةَ في أصابعِ أيديهنَّ الممدودة ,
أُمَّهاتُ الضَّيمِ أعْددنَ لنا الاعمارَ على قَدْرِ أصابعنَّ
كأنَّ العمرَ ليس أكثرَ مما ضمَّتهُ يدُ أمٍ على الأولاد
فإذا هربوا سقطوا جرحى
وتساقطنا ,بعضنا يسندُ بعضاً في الوصفِ , فإنْ تعثّرَ أحدٌ منا أكملهُ أخوه
كمُنتدَبٍ في استعاراته
وعليهِ كطائرٍ أن يعودَ الى شجرته ,ها هناك
ما بعدَ البوابةِ بسبعةِ أيامٍ بين حَلْقِ السبعِ وعشٍ لا بابَ لهُ كي تطرقهُ
ويُقالُ لك أدخل , وصلتَ بسلامٍ ,تحتَ جناحيكَ جرحٌ لم نَرهُ
كان بعيدا كأنهُ وطنٌ لا يشكو
رموهُ بأحجاره ,
فصارَ يرفرفُ , أغاريدهُ شجرةُ ريشٍ ستطيرُ معهُ
ومعها أيضا تلكَ الآثارُ على الجدرانِ
في مملكةِ الياقوت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا