الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزي ضابط أمن الدولة - احبك في الله-

محمد مختار قنديل

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت علاقتي بأمن الدولة بصفة مباشرة تتشكل قبل ثورة يناير وتحديدا أثناء دراستي في السنة الثالثة من الجامعة، تلك المرة يتم استدعائي من قبل ضابط الأمن بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية للتقابل مع مسئول أمن الدولة بالجامعة ويحاول تجنيدي في صفوف جماعة الأخوان المسلمين المعارضة، ولكني بعد تفكير ممزوج برهبة وخوف قررت الرفض، ليس فقط لرفضي أن أكون جزء من تلك المنظومة، ولكن أيضا لرفضي الانتماء ولو حتي الصوري لتلك الجماعة.
بتلك الحادثة كانت البداية المباشرة مع امن الدولة، وكانت أيضا وسيلة للبقاء "جنب الحيط" كلمة في سرك عزيزي القارئ " أنا جبان"، واستمرت العلاقة ولعل ما كان الغريب بالنسبة لي هو أن اكثر من رأيتهم معارضين لنظام مبارك آنذاك كانوا ضباط أمن الدولة لست أعلم السبب ولكنه كان الواقع.
أتت الثورة وعلاقتي بهم تغيرت، أخذت أنتمي لمجموعات الشباب الموفرين كل وقتهم للبحث عن المفقودين في احداث ثورة يناير، واجتهني العديد من الحالات والأحداث المختلفة، لعل أهمها وأشد تأثير علي حتي الأن، تلك الطفلة صغيره السن من أحد المناطق العشوائية -أساس دولتنا- التي تم القبض عليها في وقت الأحداث، وكان أهلها يستقبلوا كل يوم تقريبا مكالمة هاتفية من أمن الدولة بلا أرقام، تخربهم بضرورة البعد عن الحديث مع الاعلام ومعنا كباحثين عن المفقودين، وان فعلوا هذا ستعود الطفلة إلى منزلها في ظرف يومين وهذا ما حدث بالفعل، ولكن ليته ما حدث، عادت الطفلة إلى المنزل ولكنها لم تعد لحياتها الطبيعة فقد توقف لسانها عن الكلام وأظنها إلى الان كذلك، حالات عدة ومتنوعة ما بين تعذيب جسدي وما بين ضغط نفسي وعصبي وفقدان ذاكرة.
وصلت بعد ذلك حادثة " محمد الجندي" ذلك الشخص الذي أحببته وجعلته صديقي دون أن اراه سوى مرة واحدة دون كلام أو حديث بينا، ولكني أحببته من حب اصدقاءه المقربين لي صفوة شباب " طنطا" الذين لا يخشون في الحق أحد، ولكن فات الوقت قبل أن نحل قضية الجندي وانتقل إلى الرفيق الأعلي، واكتفينا برفع صوره على " الفيسبوك وتويتر" كما عبر الشاعر عبد الله حسن قائلا " شهداء اللايك والشير".
تملك مني الخوف وقررت أن "أمشي جنب الحيط" لذا لم اترك إي مظاهرة ضد الداخلية أو المجلس العسكري لم اشارك فيها، فكسر الخوف أساسها المواجهة.
قررت بواقع عملي أن أنظر إلى الواقع وابحث عن حل، قررنا العمل في اطار الحلول الأصلاحية وإعادة هيكلة الداخلية، فاتخذت الوزارة ذلك الأجراء الهش الذي لا قيمة لها وهي انشاء هيئة متعلقة بحقوق الانسان داخل الوزارة ولكنها هشة كما قولنا، فمن المفترض ان يكون الموكل له هذا الموقع مدني حتى يتحقق نوع من أنواع الفاعلية ولكن لا حياة لمن تنادي " فيك الخصام وأنت الخصم والحكم" ولعل أكبر دليل على هذا هو كون " أكرم سليمان" المحكوم عليه في قضية النيابة العامة :رقم 12155 لسنة 2009 س . جابر ورقم 1089 كلي" بالسجن 5 سنوات في تعذيب طفل هو مسئول حقوق الانسان بمديرية أمن الاسكندرية.
واليوم كنت بصدد قضية تمسني بشكل شخصي قضية اختفاء "حاتم مدحت"، يوم الثلاثاء التاسع والعشرون من مايو، حاتم ذلك الشاب الاسكندراني ذو الاصول النوبية للأسف مواطن مصري يحلم ببناء وطنه، يرفض أن يكون مثل أباءنا وأجدادنا يتجاهل مستقبل أبناءه وأحفاده وينظر لواقعه فقط، غير وجهة نظري عن أبناء جيله وجيلنا، قدر من الثقافة والقراءة لا يقارن بسنة، ذلك الشاب الذي انتقل من واقعنا الاحمق بعمل محاولات جدية لإصلاح المجتمع بمشاركته في حملات اجتماعية مختلفة أشهرها قضية التحرش.
قمنا بداية بعمل محضر اختفاء بعد 24 ساعة من اختفاءه " 71 ح تاريخ 28 -5-2014 قسم المنتزة ثان" ولكن لا فائدة، ولكنه منذ أيام كان في أحد معتقلات أمن الدولة " الأمن الوطني كما تلقبونه" وصلتنا أخبار مؤكدة بأنه داخل مديرية أمن الاسكندرية تحديدا في الدور الرابع " السلخانة" ولكن كل القيادات كالعادة تنكر، ما بين الانكار والتأكيد مرت تلك الايام علينا لا نعلم ماذا نفعل؟ قررنا التصعيد، لذا قمنا بعمل شكوى مسئول وزارة الداخلية لحقوق الانسان رقم 481 بتاريخ 29 مايو 2014، ولكن كما قولت كانت بلا جدوي بسبب كون " أكرم سليمان" هو المسئول.
جاء السبت المنتظر، في صباحه يتصل بنا حاتم، ليرجع لنا روحنا، ولكن إلى أن رأيته انتظر أن اسمع منه ماذا حدث، ولكنه لم يكن مختلف عما هو مألوف ومعتاد عليه من قبل ضباط داخليتنا الموقرين، وعاد حاتم ولكن لم يعد زملائة، ففي اليوم الأول وأنا احاول أن أطمئن عليه داخل المديرية، قابلت تلك السيدة التي تنتظر أن ترى أبنها الذي تم اختطافه من داخل أحد محلات" العصير" في شارع رشدي بلا أدني تهمة والى الآن نحاول في حل قضيته وقضايا عدة يباشرها الناشطين والحقوقيين بلا دافع سوى الاصلاح.
رسالتي اليوم إليك عزيزي ضابط أمن الدولة، يقول السيد المسيح " أَحِبُّوا أعداءَكم" لذا أني احبك في الله من واقع حب أعدائنا ، وأتوسل لك بحبي هذا، إلا تحاول تدمير المستقبل، أعلم أننا في دولة قمعية ومستقبلك يقوم على أنقاض مستقبلنا، ولكن رجاء من أجل ابنك لربما تنقلب الاحوال ولا يجد وسيلة ليكون مثلك، فيتبدد مستقبله فتذكر " الأيام دول".

أرجوك لا تدمر مستقبلنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة