الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الا الصمونة يادولة لرئيس

جمال المظفر

2014 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لااحد من العراقيين ينسى المقولة المأثورة للزعيم الراحل عبدالكريم قاسم حين خاطب صاحب فرن بأن يُكبر الصمونة ويصغر صورته اي صورة الزعيم نفسه ولو كان اي قائد غيره لاثنى على صاحب الفرن ولقال له بارك الله فيك متناسيا ان مصلحة الشعب ومكانته اعلى من الكرسي ومن يغوص في احضانه ..
قوت الشعب خط احمر لايجوز تجاوزه او التعدي عليه لان الشعوب ان جاعت ثارت وزلزلت العروش ، لن تقف امامها الطائرات ولا الدبابات ولاالصواريخ التي تمتلئ بها مخازن اسلحة الانظمة الدكتاتورية والديمقراطية وخير دليل على ذلك الثورة التي اشعل شرارتها البوعزيزي في تونس يوم احرق نفسه بسبب الجوع الكافر الذي لم يرحمه وهو صورة مصغرة لواقع الحال في العالم العربي ..
تمادي بعض القادة وعدم مراعاة مصالح شعوبهم يوصلهم الى مرحلة لايمكن وقف زحف الجياع ولايمكن اخماد جذوة غضبهم وحينها لاينفع الندم ولاعض الاصابع ، فامتداد الثورة من تونس الى مصر وليبيا واليمن وسوريا صورة مستنسخه من واقع حال متردٍ يكشف عن فوارق طبقية مقيته لايمكن قبولها في مجتمعات وحكومات تدعي انها اسلامية المنهج ..
مقولة فيلسوف الازمان علي بن ابي طالب (لو كان الفقر رجلا لقتلته ) فيها الكثير من الحكمة والموعظة لمن يتعظ ويصف فيها بشكل دقيق وواضح الكفر الذي يصل اليه ولاة الامر حينما يتمادون في تجويع شعوبهم او السكوت على استغلال المواطنين من قبل التجار ..
الصمونة في العراق بدأت تصغر فيما تضخمت كروش المسؤولين وتجار الازمات الذين لايرحمون الشعب ولايراعون وضعه المعيشي الصعب .. كيف لمسؤول ان ينام وهو مطمئن على روحه وفي العراق جوع او كيف يرضى تاجر او صاحب فرن ان يأكل مال الفقراء وصدق من قال ان اموال الفقراء في بطون الاغنياء ..
الصمونة باتت بحجم كف طفل لاتشبع الصغار فكيف بالكبار وكم صمونة تكفي لاشباع عائلة كبيرة وكيف لكاسب غير قادر على توفير مستلزمات الحياة اليوميه ان يشتري مايسد جوع عائلته الكبيرة ، هل يوفر المال لدفعه لصاحب المولدة ام لشراء الخضروات او لدفع الايجار هذا ان كان يسكن في شقة وليس في بيوت الصفيح ..
الصمونة يادولة الرئيس باتت بحجم كف طفل وربما تصبح بحجم علبة كبريت ليدخل الشعب في مرحلة ريجيم قسري اسوة بالريجيم القاتل الذي فرضته علينا راعية الديمقراطية امريكا في زمن الحصار الظالم يوم اكلنا النخالة وتعسر الهضم عند الشعب لاننا اكلنا بل زاحمنا الحيوانات في طعامها ..
الا الصمونة يادولة الرئيس ، لاتعتكف في حصنك ولايغرنك كرسيك الوثير انزل الى الشارع وقم بزيارة افران الخبز والصمون وانظر الى حجم (الشنكه ) وانذر من يتمادى ويتاجر بقوت الشعب وليكن الدعم غير محدود للافران من اجل توفير صمونة بحجم طموحات الشعب لابحجم طموح صاحب الفرن ولتكن هناك حصة من الطحين ومثلها للوقود كي لايتذرع اصحاب الافران بارتفاع اسعار هاتين المادتين .
نحن لانريد ان نظلم اصحاب الافران عندما تكون اسعار الطحين والوقود عاليه لايمكن سد ثمنهما بل نريد ان يكون الدعم غير محدود من اجل المحافظة على رغيف خبز بحجم قرص القمر وهو يرقص في النهر فرحا بهطوله السماوي ..
انزلوا الى الشارع يا ايها السادة ولاتضيعوا في دفء الكراسي لان الاخيرة مارفعت من شأن ولاة الامر الا بما يخلفونه من مآثر ومبادئ فكم من كرسي دفر مؤخرة ولي النعمة لانه لم يحافظ على الامانة بل تمادى في الثراء والطغيان ونسي انه نُصب لخدمة الناس لاللتعالي عليهم ومص دمائهم عبر سرقة اموالهم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية