الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقديس النص

داود روفائيل خشبة

2014 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أخطر ما يعوق تقدم أى مجتمع، بل يقضى على أى مجتمع بالجمود والموت والتحجّر، هو تقديس النصّ. وأنا أعنى النص على إطلاقه، النص الماركسى بنفس القدر وعلى نفس المستوى كالنص من الكتاب المفدس لهذا الدين أو ذاك. وينطبق هذا بنفس القدر على النص القانونى والنص الدستورى. حين نكفّ عن مناقشة النص أو إخضاعه للمساءلة، حين نعُدّ النص فوق المساءلة، أو حين نراه من المسَلـّمات التى لا تقبل المساءلة، لا يعود النص معنى حيّا فى عقولنا بل يصبح إطارا من مادّة جامدة، إطارا صلبا يحبس أفهامنا ويسلبها القدرة على على الانطلاق والابداع والابتكار. وحين أفول هذا لا أريد أن يؤخذ قولى على أنه مجاز لغوى، بل أريده أن بؤخذ حرفيّا.
كل نص، بما فى ذلك نصوص "قوانين" العلوم الطبيهية، كل نص، مهما بلغ من المعقولية ومن البداهة، قد جاء فى ملابيات معيّنة، داخل إطار منظومة فكريّة معيّنة، بمقوماتها واشتراطاتها ومفاهيما الخاصة، التى تشكـّلت فى حدود زمانية ومكانية محدّدة، وككل شىء محدود، ككل شىء ذى وجود يجتزيه الزمان زالمكان، فإن تلك الملابسات وتلك المنظومة الفكرية،تخ ع لتحوّل وتغيّر دائم لا يتوقف أبدا. ، وبالضرورة يفقد النص الذى أتى فى ملابسات زمانية مكانبة محدّدة مضمونه الذى أتى به أولا، وتصبح عوامل جمود وموت وفناء بدلا من أن تكون عامل إبداع وحياة. ومرّة أخرى أقول أنى فى كل هذا لا أتكلم بالمجاز اللغوى بل أتحدّث عن ضرورة ميتافيزيقية.
وإذاكنت قد تحدّثت هن النص هلى إطلاقه، حتى نص "القانون" العلمى، لقد كان غرضى إرساء المبدأ، لكنّنى معنى أوّلا وأساسا بالنص الدينى.
إن جمودنا العقائدى وتقديسنا اللاعقلانى للنص الدينى هو (لا أقول هما، فهذان فى منتهى الأمر شىء واخد) سبب تخلفنا ومنشأ كل مشاكلنا وبلاوينا.
إذ أردنا الانفلات من أسر فهمنا الجامد للدين، الذى يثضى علينا بالتخلف، غالسبيل لذلك هة إدراك تاريخية الدينأ أى إدراك أن كل دين هو انعكاس للملابسات الزمانية والمكانية لنشأته.
بغير التحرّر من عبودية النص الدينى لا تقدّم ولا حياة.
القاهرة، 12 يونية 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البديهيات مسلمات لا يمكن الاخذ منها
باسم ( 2014 / 6 / 13 - 16:23 )
النصوص الدينية جاءت لحاجة الناس لها، اذ انها تنظم حياتهم و تعطيهم الامل فى غد افضل--حتى و ان كان بعد الممات. و حيث ان الكثير من الناس لا يسعهم الوقت للتفكير او فلسفة الامور نتيجة لظروف حياتهم، فالدين هنا يملا ذلك الفراغ و يشغله.
و لذلك نجد ان معظم المتدينين اليوم (ان لم يكن جلهم)، ينتمون للطبقات الفقيرة التى لم تتلق اى حظ من التعليم او نالت الجزء اليسير منه، و بالمقابل نجد الطبقتين الغنية و الوسطى يسلكان دونما ان يكون الدين له تاثير يذكر فى حياتهم.
غير ان الدين يمكن ايضا استغلاله اسوا استغلال فى ترويض العامة من الناس لتقبّل ما هو منفر، او تاليبهم على القيام بما هو قذع دون شفقة او رحمة. و التاريخ يحفل بوقائع مؤلمة تؤكد لنا ان ابشغ الجرائم يمكن ان ترتكب باريحية تامة اذا ما تمّت تحت ستر الدين.
الحل الوحيد للتخلص من الافكار البالية و عدم الوقوع تحت اسر هذه الموروثات الهدامة هو التعليم المستنير. و كما ان الطبقتين الغنية و الوسطى تحررتا الى حد كبير من وطاة هذه التعاليم، فايضا سوف يشمل التغيير الطبقة الفقيرة اجلا او عاجلا، كما هو الحال الآن فى الغرب.

اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل