الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفريد سمعان !

اسحاق الشيخ يعقوب

2014 / 6 / 20
الادب والفن


أراني رجف ذاكرة قوافيك من ليلة البارحة : رجف ذاكرتك الشعرية الراجفة رجيف حب الانسان لأخيه الانسان !!

و مع ظهور نجمة الصباح و انا اعرك عيني المتعبة نعاساً ما زالت ذاكرتي رجف ذاكرتك في العراق ... كأن العراق عندي انت و كأن انت العراق : بلى انت العراق يا ابا شروق !!

ان اوباش ( داعش ) و نعيق غربان البعث حولهم و سقوط الموصل تحت سنابك خيولهم المطمورة بوحل الغدر و الخيانة ... هو ما شكل رجف القلق عندي ليلة البارحة ... من حيث انّك تشاكلني العراق فأخاف على العراق و اخاف عليك في العراق ... و ان من الانسانية ان يخاف كل احد على العراق ... أدري يا صديقي ان روحك قوافي شعر تتوالد مقاتلة ضد ظلام داعش و البعث على تراب العراق ...

ان هذا النعيق البعثي الفاجر الذي يتاجر بقاذورات العنف و الارهاب و الظلام ملوّحاً بأعلام داعش السوداء الملطخة بدماء نساء و اطفال العراق يتكشّف على خزي حقيقته ... و قد فقد أبسط ما لديه من قيم في ( رسالة امّته الخالدة )و هو يخوض في دم اطفال و نساء الموصل و نينوى و تكريت و صلاح الدين مرتزقاً ذليلاً خلف كتائب فاشست داعش ...

لقد اصبح العراق نهب العنف و الارهاب الطائفي ... و ان المالكي و من لف لفه في الحكم العراقي يتحركون على اطراف اصابع الجنرال قاسم سليماني الحاكم الفعلي في العراق و انهم احد الاسباب الفعلية التي اوصلت العراق الى لعنة العنف و الارهاب و الاقتتال و تمزيق العراق عبر وحوش داعش و مرتزقتها في محاولة شنيعة بدفع العراق على سكة قطار الموت في التقسيم و التمزيق ( قطار الموت ) في تاريخ العراق ... أيُعيد التاريخ نفسه ؟!

ألهذا رجف رؤيا و يقظة ليلة البارحة فقد كان الفريد سمعان احد رُكّاب قطار الموت الذي قال عنه " قطار الحقد و الاحزان و الخوف " و كان قطار الموت سيء الذكر في الحقد و الخوف يحمل اكثر من ( 500 ) سجين سياسي من الضباط و المدنيين في عربة حديد صماء رثة مغلقة و كان ذلك صباح الرابع من تموز 1963 اذ تحرك ( التابوت الحديدي ) الموصدة ابوابه في قيض ترتفع الحرارة فيه في الظل الى 50 درجة و كان القطار متجهاً الى سجن نقرة السلمان الصحراوي و بتوجيه من جلادي 8 شباط الاسود الذي استباح دم الشيوعيين و الوطنيين بشكل موجع و خسيس .. و في كتاب ( القطار ) من اشعار الفريد سمعان يقول في مقدمة كتابه : " انها انشودة حزن و صرخة احتجاج و اصداء عذاب ... بين سطورها ترتعش آهات الموت و يتعالى هدير التحدي و ترتفع مواجع الكبرياء ادانة للقتل و الارهاب و استغلال القوي المدجج بالسلاح لعري السواعد الجرداء ... إلا من الاصرار على الموقف و الايمان بالعدالة و الثبات امام العاصفة "

هو هذا الفريد سمعان عراقياً شامخاً بقوافيه القابض على جمر وطنه و حزبه وجهاً لوجه أمام و في قطار الموت في الأمس و لا اراه اليوم الا و هو شامخ بقوافيه الشعرية و مواقفه الوطنية ضد داعش و خفافيش البعث الملطخة ضمائرهم بخزي و عار الغدر و الانتقام !! إذ يقول : الفريد سمعان :

انهم يبنون من طين الدعارة
سقف امجاد ملوّثة
و أبشع ذكريات ...

ان الاوطان تجترح آمال انتصاراتها في مواقع قوافي شعرائها من رجالها و نسائها ... و ها هو العراق كله بشيبه و شبابه ينخرط قتالاً و تأهباً ضد داعش و فلول البعث التي تلتقط انفاسها من خلف مظلة داعش و من لف لفها من مرتزقة الارهاب و التكفير !!

اقول ...
لمن يتوعدون
لن تنطفي فجر الحقيقة

حقاً ان فجر الحقيقة لن تنطفي كما يؤكده لنا الفريد سمعان ...

هيهات تركع للسياط خيولنا
لن نترك الاعصار يجلدنا...
و يقتلع النسائم من تراثنا
هيهات يطوينا هدير الذعر ...
او تكبوا بنا الطرقات ...

الفريد سمعان هو قوافي شعر راسخة النضال في المقاومة ...
و هو مخاض قوافي شعر مقاوم ضد داعش و فلول البعث في عراق الرافدين !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81