الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاربة الإلحاد

داود روفائيل خشبة

2014 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محاربة الإلحاد
داود روفائيل خشبة

جاء فى الأنباء أن "وزارة الشباب تطلق حملة لمواجهة ظاهرة الإلحاد". تبادر لذهنى عند قراءة هذا العنوان أمران. الأول صدى لبيت شعر حفظناه فى المرحلة الابتدائية يقول: "زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا فابشر بطول سلامة يا مربع"، ولنا قياسا على ذلك أن نقول (ومعذرة لإفساد الوزن الشعرى): زعمت وزارة الشباب أن ستحارب الإلحاد فابشر بمزيد من الانتشار يا إلحاد". والخاطرة الثانية التى طرأت لى عند قراءة النبأ أن اعتراف جهة حكومية بأن الإاحاد أصبح ظاهرة هو أمر إيجابى من وجهين، الأول أن انتشار الإلحاد دليل على أن شبابنا بخير، فهم يفكرون، والثانى أن الحكومة جرؤت أو أجبِرت على أن تفتح عينيها وتعترف بالواقع. أقول هذا مع أنى (كما يعرف من قرأ لى من قبل) أعارض الإلحاد من منظور فلسفى ميتافيزيقى لا من منظور دينى عقائدى.
لكن اعتراف الدولة بواقع انتشار الإلحاد لا يعنى أن الدولة، ممثلة فى وزارة الشباب، تدرك ما هى بصدده. وسَنـَدى فى هذا القول ثلاثة مؤشـّرات، أتناولها تباعا فيما يلى.
تربط الوزارة بين مواجهة الإلحاد ومواجهة الفكر التكفيرى، ومعنى هذا أن الوزارة لا تعرف شيئا لا عن الإلحاد ولا عن الفكر التكفيرى ولا عما يجوز وما لا يجوز للدولة أن تفعل. ما يُسمّى بالفكر التكفيرى هو مشروع تنظيم إجرامى يدعو ويعمل على سفك دم كل من يخالفه فى عقيدته، وبالطبع فإن أولى واجبات الدولة أن تحمى مواطنيها من العدوان الذى يحَرّض عليه ويقوم به مثل هذا التنظيم الإجرامى.
أما الفكر الإلحادى فهو إعمال للعقل فى حدود حرّية التفكير والتعبير التى يكفلها الدستور، ولا يجوز للدولة لا أن تحارب ولا أن تواجه ولا أن تمسّ هذا النشاط الفكرى لا من قريب ولا من بعيد. وكل ما يقوله ممثلو الدولة فى هذا الصدد، وكل ما يجىء فى تشريعاتنا وقوانيتتا عن تجريم الإلحاد وعن ازدراء الأديان هو خلط معيب بين مفهوم الدولة المدنية والدولة الدينية، خلط علينا أن نسعى أولا لتخليص عقولنا منه ونسعى ثانيا لتطهير نُظـُمنا وتشريعاتنا من شوائبه.
كيف تزمع وزارة الشباب مواحجهة ظاهرة الإلحاد؟ بالوعظ الدينى! الملحد يرفض الأسس والمسَلـّمات التى تقوم عليها العقيدة الدينية، ويأتى خطيب المسجد أو واعظ الكنيسة ليدلل على صحة هذه العقائد بالاستشهاد بنصوص مقدّسة لا يعترف الملحد بقدسيتها ولا بحجيتها. هل يقبل أو يستطيع خطيب المسجد أو واعظ الكنيسة منافشة عقائده ومُسَلـّماته عقلانيا؟ كلا! إذن فكل هذا الجهد عبث.
لا شأن لأى جهة حكومية بالتصدّى للفكر الإلحادى، أما المؤمنون بالأديان فلهم كل الحق فى نشر فكرهم والدفاع عنه بوسائل وأساليب الفكر لا بأجهزة الدولة واستخدام سلطات الدولة التى يجب أن تبقى بعيدة عن المعترك الفكرى. وكما أن لدعاة الأديان الحق فى الدفاع عن معتقداتهم فمن حق العقلانيين، وبينهم الملحدون، الحق فى الدفاع عن فكرهم، ووظيفة الدولة وواجبها أن تكفل حق هؤلاء كما تكفل حق أولئك.
القاهرة÷ 20 يونية 2014
http://khashaba.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حح
rami ( 2014 / 6 / 20 - 16:14 )
يا رجل وهل صدقت ، هم يتكلمون من اجل الشو الاعلامي ، ام على ارض الواقع فلا شيء يحدث الارهاب مستمر و الالحاد مستمر وكل موبقات الدنيا مستمرة


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 20 - 22:37 )
قبل كل شيء , نحب أن نبيّن للقراء الكرام , من أن الإلحاد = اللا أخلاق , راجعوا :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.co.uk/2012/11/blog-post_2522.html


3 - نقد الإلحاد1
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 20 - 22:39 )
حدوث الكون مبني على استقراء بمعدل 99.999% ، والتسعات الخمسة لأن عالم الجسيمات الأولية الدقة فيه يجب ان تكون 5 سيجما والرصد للخلفية الميكروية الناجمة عن الإنفجار الكبير هو في هذا الإطار كما حدد مفاعل سيرن، الآن هل من المنطق أو العقل أن نترك 99.999 من أجل 0.001 هل هذا اتجاه عقلي أو منطقي رشيد؟ .
مشكلة الإلحاد الأزلية هي مجادلة الحق بالباطل، لو ذهبنا لأي عالِم وقلنا نحن عندنا معطيات نظرية بنسبة 99.999 هل هذه كافية؟... سيقول : إن العلم قائم على 51% ويعتبرها مُسلمات .
إننا نتصور أن بغلاً يبني الأهرام ولا نتصور ما يقوله الملحد , من أن 0+0=1 , أو أن اللاشيء اجتمع مع اللاشيء فأنتجا شيئاً .
مشكلة الملحد أنه ينتقد البديهيات ، ويأتي إلينا نحن ويطالبنا بدليل على صانع الكون، وبهذا يكون قد ارتكب مغالطة منطقية .
عقول الناس كلها تعمل بطريقة واحدة نُسميها (مباديء العقل) , عندما تلتفت يميناً وتجد ساعة يد أمريكية فوق الطاولة ؛ لم تكن موجودة فإن جميع الناس سيقولون إن لها صانع .
الشخص الوحيد الذي يقول بل وُجدت دون صانع هو المُلزم بتقديم الدليل .


يتبع


4 - نقد الإلحاد2
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 20 - 22:39 )
يستحيل تجاوز جدار بلانك، فكيف تُلحِد؟ .
تخيل أنك داخل قصر منيف يا أيها الملحد ، وتعيش عمرك كله داخل هذا القصر، ويستحيل طبقاً لقوانين ذلك القصر أن تتجوز جدران القصر لتطلع على ما في خارجه، هل الموقف العقلي والمنطقي السليم أن تُنكر وجود صانع لذلك القصر؟... نحن في كون مُعد بمنتهى العناية والمعايرة الدقيقة fine-tuned universe ويستحيل تجاوز جدار بلانك والتي تعني جدران الكون، فيستحيل علمياً معرفة ما قبل (الهيجزات الأولى) ولا ما قبل (ثابت بلانك الزمني)، الذي يعادل 10 أُس -37 ثانية، هل من المنطقي أو العقلاني أن نقول أن الكون بلا صانع؟... اليس هذا قول غيبي معارض لضبط الكون ومعايرته الدقيقة ووجوده في حد ذاته؟... الإلحاد هو ميتافيزيقيا 100% .

يتبع


5 - الفيزياء تقرّ بوجود الخالق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 20 - 22:40 )
هنالك نظريات فيزيائيه ترى أن كوكب الأرض هو مركز الكون , ما رأيك؟ .
يرى الفيزيائي | (ديفيد بوهم) أن (مجموعتنا الشمسية مُحاطة بهولوغرام كوني عملاق... المجرات حولنا مجرد هولوغرام) .
حديثا قام الفيزيائي (رافائيل بوزو raphael bousso) بـ(جامعة ستافورد) بطرح فكرته المدهشة والتي تعتبر الأفلاك والمجرات الأخرى أشبه ما يكون بظلال لمجرتنا وما داخل مجرتنا أشبه ما يكون بظلال لمجموعتنا الشمسية ....
http://www.cosmolearning.com/videos/...as-a-hologram/
خرج (ليونارد سسكايند) -العالِم الأبرز حاليا في ميكانيكا الكم- بمفاجأته الكبري لقد أثبت المبدأ الهولوغرامي في كل ما يسود حولنا من مجرات .
(ليونارد سسكايند) أستاذ الفيزياء النظرية بـ(جامعة ستافورد) ؛ كان مُلحدا وله كتاب (وهم التصميم الذكي ) صدر عام2005 لكن بعد أبحاثه الأخيرة أعترف أنه يستحيل أن ينشأ الكون إلا من خلال تصميم ذكي وتَرك سسكايند الإلحاد جانبـا وهو مدافع شرس الآن عن أنه لابد لهذا الكون من خالق (فبداهة يستحيل أن ينشأ الهولوغرام الكوني من تطور أو انفجار كبير أو صدفة) .


6 - محاربة
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 21 - 00:03 )
حرية الفكر وحرية الإعتقاد والتدين وحرية التعبير هذه من بنود المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وبعض الدساتير في البلدان العربية تسمح بذلك لكنها على أرض الواقع لا تقوم بتفعيلها وحماية الناس وحريتهم في اختيار الدين الذي يناسبهم . فكثر من الدساتير عبارة عن حبر على ورق وبس . حتي الدين الإسلامي يقول لا إكراه في الدين . ولكم دينكم ولي دين . لكن البعض الآخر يتشبث بآيات أخرى تأمر باستعمال حد الردة فيبقى المجتمع يعيش في تناقض لا يعرف ما يريد ولا ما عليه أن يفعل
وقد تفرخت عدة مداهب في الإسلام أشعلت نار الفتنة بين المسلمين
وهذا ما يحدث في العراق الذي دمره الغزو الأمريكي وقبله صدام الذي أعطى للمجتمع الدولي المبرر الضروري لهذا الغزو وزاد في تدميره أبناؤه من الشيعة والسنة والأكراد
في حين العراق بلد غني وكان لولا هذه الفتن أولى به أن يكون في مقدمة الدول العظمى بالمنطقة
وما زاد الطين بلة هو تجنيد مقاتلين بالمال وتصدريهم للعراق من أجل القتل وتدمير البلد وأبناءه

اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل