الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساطير...

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2014 / 6 / 21
الادب والفن


من أعراض مرض "فقر الدم بعوز الحديد": الميلُ لأكل التراب...
تذكرتُ هذا فيما أقرأ كلام " علي" عن كون الأرض مكونةً من أجساد الأجداد..
قلتُ له:
عندما يمرض الحيّ يأكلُّ الميت!
و هذا ما حدث عندما كتبوا تاريخ الأنبياء.. وصلوا من شدة مرض السياسة و حب السُلطة إلى درجة زوّروا فيها من القصص و الحكايا ما لا يقبله عقل طفل!
اليوم المطلوب منّا أن نعبد الأصنام مجدداً، و الويل.. كل الويل لمن يعترض!.. يقولون: "القرآن" صالح لكل زمان و مكان.. فعلاً.. ها نحن نرى الأصنام بأم أعيننا، و نرى عشرات ال"ابراهيم" يحرقون كل يوم...

من رواية " علي السوري"بقلم: " لمى محمد"
**********

أسطورة ( العلماء):

احتكرتم حتى الله و جعلتموه يتكلم لغتكم؟! و تعيشون على كل ما اختراع صنعته لغاتٍ أخرى.. لمَ التزمتُ إذاً؟

الأديان التي نتعلمها في المدرسة، تُنسى بعد الامتحانات..
الأديان التي نتعلمها في دور العبادة، تخضع لقوانين العباد لا " الله"..
الأديان التي نرثها كاسم العائلة لا يعوّل عليها...
و تلك التي نتحزب فيها دونما عقل.. لا تحطمُ الأصنام...
الدين الحقيقي هو الذي يجبر عقلك على العمل.. و يمنحك صفة إنسان...
لا تصدقوا أن "الله" يسكن القصور.. بينما يبكي اليتامى في الخيام.
الشعوب تتشابه هذا صحيح ..
لكن حتماً هنالك فرق بين أمة تُسّمي من قضوا أعمارهم في الجدّ و الدراسة "علماء"..
و بين أمة أخرى تسميّ من فشلوا في الدراسة و مضوا يرددون كلام الأوليّن: " علماء"...
إذا كنت تريد من يفكر في الحلال و الحرام و يشرعن لك حياتك عوضاً عن عقلك..
فإما أنك ناقص عقل.. أو أنّك تحاول أن تُريح نفسك من التفكير و السباحة عكس السائد و الموروث.. في كلتا الحالتين يا عزيزي:
لن يصبح من اتبعهم نقصكَ (علماء)…

في البداية: كان العقل.. أول و آخر اللغات…
***********

أسطورة العورة:

تقول الأساطير أن كرة القدم لعبة قديمة بدأت منذ ما قبل الميلاد بركل الجماجم البشرية للأعداء بعد الانتصار عليهم في الحروب..
حوّلت الإنسانيّة بتطورها هذا الفعل الهمجي إلى رياضة...
اليوم و في القرن الحادي و العشرين..و في زمن كأس العالم عاد ركل الجماجم البشريّة تحت اسم الدين!
ما نسبة الألم في أن يجتمع كثير من شباب العرب بروح رياضية على تشجيع اللعب الجميل في كأس العالم.. في حين مازالوا يتحزبون في فرق طائفية في حروب على بلدانهم؟!
أي شيء أسوأ من أن نشجع فريقاً رياضياً لأننا ندعم سياسة حكومة بلاده سوى أن نتعصب لدين ورثناه عن أجدادنا و لم نستخدم عقلنا في أي شيء لأننا ( تقاة)!

و مع هذا .. المشكلة في عمرها لم تكن في الأديان، هي في من ألبس الدين عباءة السياسة..
في من أقحم نفسه في علاقات الناس بربهم، في من يتكلم بلسان " الله" فيكفِّر هذا و يُعَظِّمُ ذاك..
هي في تحويل الأشخاص إلى أوثان.. و الموروثات إلى أصنام..
هي في سلبنا حق الحلم.. حق الاعتراض.. حق المواطنة.. حق الحياة
الكارثة في كون الحقائق الواضحة منقبة.. في كون المزاودة إيمان!!
في كون شعر المرأة عورة.. و جوع الفقير قدر..
في تصيير المثقف عميل.. و تحوير الجاهل إلى وليّ!..
في تزوير تاريخ الأنبياء.. و محاكمة من يرسم ما صمتنا على تزويره..
الكارثة في أننا لا نريد الاعتراف و لا حتى الشك بأننا نسير إلى الوراء و سيدفع أطفالنا الثمن!
الفاجعة يا أخوتي.. تبدأ بصمتنا و لم تنتهِ و لا تنتهي بموشحاتٍ حفظناها و رددناها دون تفكير…
**********

أسطورة الرعب:

تختلف الروايات حول الظهور الأول لقصة طوفان "نوح"..
قامت بعثة أثرية أمريكية -أمريكية:طبعاً لأن العرب مشغولين بالأمر بالمعروف!- بالتنقيب في العراق.. و عثروا على لوح طيني احتوى على القصة السومريّة للطوفان..
حوت كل قصص الطوفان في جميع الحضارات و الأديان على فكرة مغزاها أن السائد و المعترف عليه لا يعني الحق و لا الحقيقة.. و أن الأولياء و الأنبياء يتعرضون للرجم و الاستهزاء إذا ما حاولوا الإشارة إلى الأصنام.

المهم تحولت قصة طوفان "نوح" إلى قصة رعب لترهيب العباد من " الله".. و بدلاً عن أخذ الكناية من هذه القصة.. تم رسمها كصنم و تجاهل البشر أنهم في الطريق إلى طوفان تزمت ديني يذهب بالبلاد و العباد..
الفقر و التخلف ينهش مجتمعاتنا و ما زال ( التقاة) يختلفون على وجوب تغطية المرأة كي لا تحرك غرائز المتحيونين من حولها!

اقتباس:
"تضم دائرة الفقر بلـيون فرد في العالم، ومنهم 630 ملـيون في فقر شـديـد (حيث متوسط دخل الفرد يقل عن 275 دولار سنوياً)، وإذا أتسعت الدائرة وفقاً لمعايير التنمية البشرية لشملت 2 مليار فرد من حجم السكان في العالم البالغ حوالي 6 مليار فرد، منهم مليار فرد غير قادرين على القراءة أو الكتابة، 1.5 مليار لا يحصلون علي مياه شرب نقية، وهناك طفل من كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية، وهناك مليار فرد يعانون الجوع، وحوالي 13 مليون طفل في العالم يموتون سنوياً قبل اليوم الخامس من ميلادهم لسوء الرعاية أو سوء التغذية أو ضعف الحالة الصحية للطفل أو الأم نتيجة الفقر أو المرض."
انتهى الاقتباس.
***********

أسطورة فرض النقاب:

طبعاً في زمن (تقدم ) الدول المتأسلمة.. (غناها).. (اختراعاتها).. في زمن سكنت فيه اللحى (الفيسبوك) لتدعو على زمن العولمة.. صدحتْ أصوات المتاجرين بالأديان و طلبت حفظ أذيال الحيوانات متدليةً مكان دماغ منتصب.. و تمتْ خطوات عملية في طريق إلصاق النقاب بالدين الإسلامي..
اليوم: "تلبس (قيادات) داعش النقاب و تتنقل بحرية بين المدن"!
-النقاب: أحد الرصاصات المعيقة في رأس الإسلام و أحد أصنام هذا العصر ..
يوجد من يدافع عنه من الحمقى باسم:( الحرية الشخصية)!!.. يعني حريتك في(التنكر)؟!
-يوجد من يسمي شيوخ الدجل و الكسل علماء!..هذا صنم آخر.. هل منكم مؤمن يجرؤ على تحطيمه؟!
كيف لكسول غبي أن يرشدك إلى طريق الله؟!
-أول خطوة في القضاء على داعش هي إلغاء النقاب نهائياً.. و إخراس اللحى الفاشلة.. غير ذلك أنتم أول عبدة الأصنام.. و لستم آخر الضحايا...
**********

أسطورة الخوف:

تقول الأساطير: أنّ " سيزيف" خدع ملك الموت و كبله بالأصفاد.. بعدها لم يعد يمت أحد من البشر و أصبحت المعارك مملة!
كعقاب من الآلهة ل "سيزيف" على خداعه، أُرغِم سيزيف على دحرجةِ صخرة ضخمة على تلٍ منحدر، ولكن قبل أن يبلغ قمة التل، تفلت الصخرة دائماً منه ويكون عليه أن يبدأ من جديد مرة أخرى.

دفع "سيزيف" غالياً ثمن معارضته.. فقد كان الملوك و عبر التاريخ محط النفاق و التزلف..
و كم من " سيزيف" في عصرنا حمل صخرة قراراته لوحده..
إن كان " سيزيف" قد وُجِدَ حتماً.. فهو غالباً كان شخصية شجاعة و صادقة.. و عقابه الحقيقي ( مع هول كناية الصخرة..) كان لحفظ ماء وجه ملكٍ ضعيف..
الملوك يتشابهون عبر التاريخ.. ملوك النفط.. ملوك الكرسي.. ملوك الطوائف…
لا فضل لملك على ملك إلا بالاستقالة…

عندما تسمع أحد الأشخاص العرب يسب و يلعن في كل الحكومات العربية عدا حكومته..و يشيطن كل الملوك عدا ملكه.. اعلم أن الخوف تملك منه.. من خوف على حياته.. إلى خوف على عياله.. لقمته.. عمله.. صحته..
الخوف مارد عملاق تخاف حتى من الاعتراف بوجوده!
عندما نشاهد الكاريكاتيرات الساخرة من الرؤساء الأجانب.. "أوباما" مثلاً.. نعتبرها طبيعية.. مع أننا ممكن أن نكون من مؤيدي أوباما.. لماذا؟
ببساطة لأن تصيير الشخص إله لا ينبع إلا من الخوف، و حتماً ليس من الحقيقة.
**********

ليست أسطورة:

كل يوم يأتي الظلام حاملاً قمره و جبروته..
ينثر نجومه إشاعات صغيرة.. تهمهم أن الشمس لن تشرق من جديد.

ساعاتٌ حالكةٌ و تأتي الشمس في موعدها تماماً:
-أما علمتكم ألا تخافوا، كنتُ أشرق على خائفين آخرين...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/