الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الباردة وقضية داعش

قصي طارق

2014 / 6 / 26
الارهاب, الحرب والسلام



يتساءل البعض في الغرب الذي يشن حملة قوية لكسب عقول وقلوب المسلمين عما اذا كان قد حان الوقت لنفض الغبار عن كتب الحرب الباردة بحثا عن افكار مفيدة لكسب الحرب ضد الارهاب.
ولكن هؤلاء الذين يدافعون عن شن حملة اعلامية ودعائية مستمدة من معركة الحرب الباردة التي كانت ناجحة الى حد كبير ضد الشيوعية يواجهون منتقدين يقولون ان هذه الحملة يمكن ان تكون لها اثار عكسية مثيرة كما تنقل رويترز ذلك.
وأثار جوردون براون وزير المالية ورئيس الوزراء البريطاني المنتظر هذه القضية خلال زيارة قام بها للهند في يناير كانون الثاني حيث اعلن انه لابد من محاربة الراديكالية الاسلامية "على كل المستويات" مثل الشيوعية.
وقال براون الذي من المتوقع ان يخلف توني بلير هذا العام"بدأنا نتعلم بعض الدروس التي كان علينا ان نتعلمها خلال الحرب الباردة..انه من اجل التصدي للايدلوجية المضادة عليك ان تتصدى للمتطرفين ولكن علينا ايضا ان نكسب الرأي العام المعتدل."
وفي واشنطن شبه الرئيس الامريكي جورج بوش الحرب على الارهاب بالصراع ضد المانيا النازية والشيوعية السوفيتية وقال في خطاب حالة الاتحاد الذي القاه الشهر الماضي ان المتطرفين الشيعة والسنة يشكلون "تهديدا استبداديا."
ويعكس الحديث المتكرر عن كسب القلوب والعقول الاحباط الغربي ازاء قوة ما يصفه صانعو السياسة ب"قصة القاعدة"..وهي رسالة ان الاسلام يتعرض لهجوم من الغرب وان هناك حاجة للرد بالجهاد.
وجادل الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني/ام اي 6/ خلال مؤتمر عقد في اوكسفورد في الاونة الاخيرة بان الوقت حان لشن حملة دعاية على"جبهات مختلفة في شتى انحاء العالم" لاجتذاب المسلمين الشبان.
وقال السير كولين مكول الذي ادار جهاز ام اي 6 عندما كانت الشيوعية تنهار في شتى انحاء اوروبا الشرقية ان صناعات الدعاية والاعلان الغربية الضخمة يجب ان تعمل لشن هذه الحملة من خلال المشاهير والدعابات والرسوم المتحركة وبرامج الاطفال والاخبار.
واردف قائلا "لابد من اعدادها لا قناع المجتمعات الاسلامية من خلال مسلمين برسالة انه مهما كانت شكاوهم فان اسوأ وسيلة لحلها تسليمها لمجموعة من قطاع الطرق." مشيرا الى القاعدة.
ولكن بعض المحللين الامنيين يرون إن المقارنة بين الحرب الباردة والحرب على الارهاب في غير محلها لان التشدد الاسلامي خصم مختلف تماما عن الشيوعية.
ويضيفون أن القاعدة تقول للمسلمين الساخطين ان الغرب مصمم على تشويه صورة دينهم في كل مكان واحتلال اراضيهم وان السبيل للرد على هذا الخزي يكون من خلال العنف "والاستشهاد".
وهي تعتبر نفسها في حرب مع كل شيء يمثله الغرب بما في ذلك اسلوب حياته"المنحط" والاباحي.
ويختلف هذا اختلافا كبيرا عن الشيوعية التي كانت تسعى الى التنافس مع الديمقراطية الرأسمالية الغربية وكانت تعد بأسلوب حياة أفضل وهو وعد اخفقت في تحقيقه.
وقال اناتول ليفين من مؤسسة نيو امريكا في واشنطن ان"الراديكالية لا تحاربنا على هذه الارض .لا يمكن التأثير على تعاطف كثيرين من المسلمين العاديين مع القاعدة بمجرد ان نظهر لهم ان الشعوب في الغرب تعيش حياة افضل مالم نستطيع ايضا مساعدتهم على تحقيق هذه الحياة."
وقال سيبستين جوركا وهو محلل امني يتخذ من بودابست مقرا له ونجل منشقين مجريين ان محطات مثل اذاعة اوروبا الحرة كانت تدافع عن وجهة نظر كان الناس مقتنعين بها بالفعل خلال الحرب الباردة.
واضاف "لم يتعين على وكالة المخابرات المركزية الامريكية ووزارة الخارجية الامريكية اقناع والدي بأن الديمقراطية شيء طيب.. كانا يريدان ان يصبحا احرارا ولكن لم تكن لديهما فقط الامكانية السياسية لان يكونا أحرارا."
ولكنه اضاف ان المحطات المشابهة الحديثة مثل قناة الحرة الناطق بالعربية وتمولها امريكا تستهدف جمهورا من المسلمين معاديا بشكل اكبر بكثير.
واردف قائلا ان"فكرة ..فلتكن لدينا محطة تلفزيون عربية ومحطة اذاعة عربية في العراق وهذا سيقنع المعتدلين بالتحدث ضد المتطرفين هراء بمعنى الكلمة ولا يعكس الواقع."
وقال ليفين ان احد الدروس المستفادة من الحرب الباردة والتي لها صلة بشكل أكبر بهذه القضية هي الحاجة الى تقديم مساعدات غربية بشكل كبير مثل الدعم الامريكي لشرق وجوب شرق اسيا من الخمسينات وحتى السبعينات والذي وضع أساس الاقتصاديات الفعالة في كوربا الجنوبية وتايوان وبلدان اخرى.
واردف قائلا مشيرا الى باكستان كمثال ان"الامر الاساسي هو انه يتعين عليك تقديم مساعدات اكبر للدول المهمة.
"ان مجرد حث الناس ليس أمرا طيبا. عليك ان تثبت لهم ان تحالفهم معنا سيحدث اختلافا في حياتهم وفي اقتصادياتهم."
وهذه الرسالة تردد أفكار براون الذي ركز بقوة على مساعدات التنمية خلال عقد من توليه منصب وزير الخزانة.
ولا يساور المسؤولون أي شكوك بشأن حجم هذه المهمة.
وقال مسؤول بريطاني "انها رسالة متطورة جدا وفعالة جدا علينا ان نوجهها.
"الحقيقة المرة الان هي ان اداء الجانب الاخر-القاعدة- أفضل."
رأى الاستراتيجيون العسكريون والسياسيون، أن الحرب الباردة بدأت عام 1945 بانتهاء الحرب العالمية الثانية، ونتيجة مباشرة لانتصار (الاتحاد السوفييتي والحلفاء) فيها. وتشكيل قوتين عالميتين يتزعمهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، وحلفين عسكريين (الأطلسي ووارسو). وتأسست حركة دول عدم الانحياز منذ 57 عاماً، أي عام 1955. وحضر مؤتمر (باندونغ) 29 دولة، وصدر عنه (مبادئ باندونغ العشرة). وفي عام 2011بلغ عدد دول حركة عدم الانحياز 118 دولة، وفريق رقابة من 18 دولة و 10 منظمات.
وخلال هذه العقود برز دور حركة عدم الانحياز، قوةً سياسية تحررية غير منحازة للمعسكرين (الرأسمالي والاشتراكي). تناضل من أجل تأييد حق تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة، ومعارضة الفصل العنصري، والابتعاد عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى، والكفاح ضد الاستعمار بكل أشكاله ونزع السلاح، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، وتدعيم الأمم المتحدة وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي والتعاون الدولي على قدم المساواة.
لم تكن مواقف هذه الحركة خلال هذه المسيرة الطويلة واحدة موحدة، بل تعرّضت لاهتزازات وحالات صعود وهبوط، خاصة بعد فشل التجربة الاشتراكية وانهيار الاتحاد السوفييتي، وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وتحكّمها في البوصلة العالمية، وهيمنتها على المنظمات الدولية ومؤسساتها المالية. ووضعت دول عدة نفسها تحت مظلة الولايات المتحدة. وبرزت دول عظمى (روسيا والصين والهند) مناهضة لسياسة الولايات المتحدة وحلفائها، واستمر تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي تفجرت في الولايات المتحدة ، ودعمها للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية، وفشلها في إدارة السياسة العالمية، وإعادة بناء إمبراطوريتها، وهزيمتها في أفغانستان والعراق والصومال، وتشغيل عملائها في المنطقة (إسرائيل ودول الخليج وتركيا)، وتصدير الإرهاب المنظم لتفتيت سورية والسيطرة عليها، كمقدمة للوصول إلى إيران والقضاء على المقاومة وإنهاء القضية الفلسطينية.


إن ما تقدَّم من أسباب ونتائج إقليمية ودولية، ترافقت مع الحراك السياسي في المنطقة العربية، ومحاولة الإسلام السياسي من مختلف الانتماءات الفكرية السيطرة على معظم البلدان العربية، جاء انعقاد الدورة السادسة عشرة في طهران بعد مؤتمر (شرم الشيخ) عام 2009 ، وبالتالي سترأس إيران الحركة للسنوات الثلاث القادمة.. وشارك في هذه الدورة 120 دولة. وتضمَّن البيان الختامي للقمة قرار تشكيل مجموعة اتصال تضم (إيران ومصر وفنزويلا)، لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، ورفض الحل العسكري والتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية، والترحيب بجهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي. وبالنسبة إلى فلسطين، تشكيل مجموعة عمل لمتابعة القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، وإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وأشارت البيان إلى قلق دول حركة عدم الانحياز من امتلاك إسرائيل السلاح النووي، والدعوة لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وشددت الحركة على حق الدول في الاستفادة من الطاقة الذرية للأغراض السلمية.
لقد توترت أجواء المؤتمر في اليوم الأول، عندما وصف الرئيس المصري النظام السوري ب(النظام القمعي) وأنه (نظام غير شرعي). ورحَّبت واشنطن بالانتقادات التي وجهها مرسي لسورية، وكذلك بتلك التي وجهها بان كي مون لإيران. وانسحب الوفد السوري من الجلسة احتجاجاً. ورد وزير الخارجية السوري بحزم على مرسي، وقال: إن مرسي يحرض على سفك الدم السوري، وهذا يمثل خروجاً على تقاليد رئاسة القمة. ويعتبر تدخلاً في شؤون سورية الداخلية، ويعبر عن رئيس حزب لا عن رئيس حركة عدم الانحياز. ووصف المستشار الدولي لرئيس البرلمان الإيراني الرئيس المصري، بأنه يفتقد للنضج السياسي الضروري ليرأس قمة حركة عدم الانحياز.

http://im56.gulfup.com/9Aqzcj.jpg
داعش ؟ مطبعة ليث فيصل للطباعة المحدودة الكاتب : قصي طارق 2014 بغداد. ص50-68.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE