الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب ((داعش)) والحروب الإعلامية

قصي طارق

2014 / 6 / 26
الارهاب, الحرب والسلام



يلعب الاعلام دورا هاما ومؤثرا في توجهات الرأي العام واتجاهاته ، وصياغة مواقفه وسلوكياته من خلال الاخبار والمعلومات التي تزوده بها وسائل الاعلام المختلفة. اذ لا يستطيع الشخص تكوين موقف معين او تبني فكرة معينة الا من خلال المعلومات والبيانات التي يتم توفيرها له ، ما يؤكد قدرة الاعلام بكافة صوره واشكاله على احداث تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والمجتمعية عن طريق تعميم المعرفة والتوعية والتنوير وتكوين الرأي ونشر المعلومات والقضايا المختلفة . وفي الوقت الذي اصبحت فيه وسائل الاعلام جزءا اساسيا من حياة الشعوب والمجتمعات .

بفعل استجابتها ومواكبتها للتطورات والمستجدات الحاصلة في شتى المجالات الحياتية ، وقدرتها على الوصول الى الجماهير ومخاطبتها والتأثير فيها ، فان هذا يتطلب ضرورة مراعاة ظروف كل مجتمع وبيئته الثقافية والقيمية والفكرية بشكل يضمن احترام هوية هذا المجتمع وخصوصيته. دون ان يعني ذلك تجاهل الآخر وعدم جواز التعرف على ثقافته وحضارته ، اذ لا بد من التواصل والتفاعل معه والاستفادة بما لديه من علوم ومعارف بعد ان اصبح العالم بفضل الثورة العلمية والتقنية والاتصالاتية اشبه ما يكون بقرية كونية صغيرة تتداخل فيها المصالح والاعتبارات بين دول العالم وشعوبه.
1- كلما كانت حرب فثمة إعلام، وكلما كان إعلام فثمة قبليا معلومات ومعطيات وبيانات.
هذه، كما تلك، من البديهيات في القدم كما في الوقت الحاضر، في أزمنة الحرب المعلنة كما في فترات الأزمات المضمرة والتوترات الخفية لم تشد عليها الدول والحكومات (قديما كما في الزمن الراهن) إلا فيما ندر.
قد لا يبدو الأمر أعلاه عصيا على الفهم، فالمعلومات (بما هي مادة الإعلام وأداته) كانت ولا تزال عصب الحرب، وكانت وستبقى إحدى أقوى عناصر الترتيب لهذه الأخيرة وإحدى أهم العوامل للحسم في مسارها وتوجهاتها.
وبقدر ما كان (ولا يزال) للحرب خبراءها وصناعها، بقدر ما كان أيضا، وبالمثل، للإعلام صناعه وخبراءه يفعلون في الرأي العام (إخبارا أو تجنيدا) كما يفعل صناع الحرب وخبراءها على التأثير في ذات الرأي العام بجهة التجنيد تارات وبجهة التوظيف تارات أخرى.
ليس من الوارد هنا التأريخ لبدايات وتطور العلاقة بين الحرب والإعلام (وهي قديمة قدم الحرب والإعلام ذاتهما) ولا مقاربة درجات الارتباط والتنابذ التي ميزت لعصور طويلة العلاقة إياها، بقدر ما نبتغي تفكيك ذات العلاقة احتكاما إلى أحداث كبرى لربما كانت المحك الأقوى لطبيعة هذه العلاقة وصيرورتها.
2- هناك، فيما يتراءى لنا، ثلاث حقائق كبرى تجعل من العلاقة بين الحرب والإعلام علاقة ترادفية زمن الأزمات كما زمن السلم سواء بسواء:
. الحقيقة الأولى ومفادها أن معظم التقنيات والأدوات المعلوماتية والإعلامية هي بالأساس من صنيعة المؤسسة العسكرية أو تم التفكير فيها وتصميمها من داخل مختبرات المؤسسة إياها أو تم (في تقنيات قليلة محددة) التقاطها من مؤسسات البحث المدنية واحتكارها.
لا يتعلق الأمر هنا بتقنيات التلغراف والتلكس والهاتف والراديو والتلفزة فحسب، بل أيضا بما أفرزته البحوث حول الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية والشبكات الإلكترونية وغيرها.
بالتالي، فمعظم تكنولوجيا المعلومات والإعلام والاتصال هي (بشكل من الأشكال) وليدة "المؤسسة الحربية" وجاءت (أعني التكنولوجيا) في صيغها الأولى وتصميماتها الأولية، كإفراز لحاجة المؤسسة إياها لا بحكم أغراض أخرى.
من هنا فمختبرات الحرب ومصانعها خدمت (عن دراية في حالات وعن تغافل في حالات أخرى) "المؤسسة الإعلامية" بما هي مجمع المعلومات وموزعها ومروجها.
ليس من الشذوذ في شيء إذن إذا كانت المؤسسة العسكرية تدعي لنفسها منذ القدم ما يشبه "الأبوية" على المؤسسة الإعلامية وأن تعترف هذه الأخيرة بمدى ما لها من دين إزاء الأولى.
. الحقيقة الثانية ومؤداها أن التطورات التكنولوجية والمؤسساتية التي طالت " فنون الحرب"، وأساليب التخطيط لها والتنفيذ، لم تستثن من تيارها المؤسسات الإعلامية والاتصالية تقنيات وترتيب وتخزين وتزويج للمعلومات.
فبمثل ما تتوفر المؤسسة العسكرية على أقمار للاستطلاع وأخرى للاستشعار عن بعد وثالثة للتجسس، فإن للإعلام أيضا أقماره الصناعية وبنوكه للمعطيات والصور ومحطاته للبث على المستوى الكوني.
وبقدر ما يلجأ الإعلام للمؤسسة العسكرية (زمن الحرب بالأساس) لتأمين مادته الإخبارية والتحليلية، فإن المؤسسة إياها لا تجد بدا من اللجوء إلى وسائل الإعلام لإيصال خطابها وإشاعته على أكثر من مستوى.

بالتالي فالعلاقة بينهما على هذا المستوى هي إلى التكاملية أقرب منها إلى الترادف.
. الحقيقة الثالثة ومضمونها كامن في العلاقة التلاحمية بين الحرب والإعلام لدرجة الانصهار والتي غالبا ما يترجمها بعمق مصطلح حرب المعلومات.
ليس المقصود بحرب المعلومات هنا ما يتم (زمن السلم) من عمليات تجسس اقتصادية وتكنولوجية وتجارية وغيرها، ولكن بالأساس "تطويع" المعلومات بغرض توظيفها لأغراض عسكرية ( وقتالية تحديدا).
يقول الجنرال كولن باول (رئيس الأركان المشتركة في حرب الخليج الثانية): إن " حرب المعلومات هي كل الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق السيطرة المعلوماتية عن طريق التأثير في معلومات الخصم، والعمليات المعتمدة على المعلومات ونظم المعلومات وشبكات الحواسيب مع حماية ما يخصنا من معلومات".

لم تصبح المعلومات، على هذا الأساس، وسيلة تأثير على الخصم أو"المزايدة" عليه فحسب، بل أضحت كذلك جزءا مما يسمى منذ مدة بعمليات "القيادة والسيطرة" والتي تشمل "أمن العمليات والعمليات النفسية والخداع والحرب الإلكترونية وتدمير النظم وغيرها".
هناك إذن، بالمحصلة النهائية لهذه الحقائق الثلاث، ترادف في التقنيات وتكامل في الأدوات وانصهار (لدرجة التماهي) في الوظائف.
هي الحقائق ذاتها التي تكرست على أرض الواقع أثناء حرب الخليج الثانية وتتكرس اليوم بامتياز في حملة "الحرب ضد الإرهاب" التي لا يعتبر ضرب أفغانستان والإجهاز على إمارة طالبان إلا مقدمتها وعنوانها الأبرز.
ليس من المبالغ فيه البتة إذن الاعتقاد بأن الحروب ضد العراق وضد أفغانستان (وقبلهما وفي خضمهما ضد السودان وليبيا والفلسطينيين) إنما هي بداية الحروب الإعلامية الأولى التي تندغم في صلبها فنون الحرب بحرب المعلومات.
يقول الجنرال باول في يوليوز 1992 : لقد "كانت معركة الخليج بمثابة فجر لعصر المعلومات بالنسبة للقوات المسلحة الأمريكية. الجندي الذي يحمل في يده بندقية وفي الأخرى حاسوبا صغيرا لم يعد بعد تلك الحرب يثير دهشة أحد، لقد أصبحت نظم المعلومات مكونا أساسيا لنجاح العملية القتالية في معركة اليوم".
ولما كانت نظم المعلومات كذلك، فإن مراكز الأبحاث العسكرية (بالولايات المتحدة الأمريكية أساسا) لا تتوانى في خلق أجواء "حرب افتراضية" (داخل المختبرات) وتطويع الاكتشافات بجهة اختراع الأسلحة المناسبة " لساحة" الحرب الحقيقية.
ستكون إذن حروبا تكنولوجية بامتياز تسخر فيها تقنيات المعلومات لبلوغ أهداف قتالية دونما حاجة تذكر لمقاتلين على أرض المعركة...كيف لا والمواقع المستهدفة محددة بدقة وسبل ضربها مبرمجة عن بعد وحظوظ تدميرها مضمونة بنسبة عالية؟
وستكون كذلك "حروبا نقية" لا ضحايا بشرية للمتفوق فيها تذكر و لا خسائر مادية واردة لديه.
وستكون حروبا عن بعد لا تنطلق أداة التدمير فيها من الطائرات والمدافع، بل وبالأساس من البوارج البعيدة والقواعد المحصنة.
وستكون حروبا لن يرى منها المشاهد إلا ما أرادته له القيادة العسكرية وارتضته، والمرجح أنه لن يرى إلا آثار التدمير المستشرية دون ما يترتب عن ذلك من تنكيل التكنولوجيا بالبشر والحجر.
وستكون، فضلا عن هذا وذاك، حربا مضمونة النتائج ومتحكم في عواقبها من الناحية العسكرية والنفسية والاقتصادية والجيوسياسية كما كان الشأن في حرب الخليج الثانية وكما سيكون عليه الشأن وأكثر في "الحملة ضد الإرهاب".
3- لن يكون بإمكان الإعلام أن يخرج صحيحا معافى من حروب تشن (وستشن أكثر باسمه مستقبلا) وعلى خلفية من تقنياته ومعلوماته ومستويات تغطيته.
ولن يكون بمستطاعه، بعد حرب الخليج الثانية والحرب على أفغانستان، استرجاع القوة والهيبة التي مكنته إياهما حرب الفيتنام أو مستنقع الصومال:
- "فحياده" وضع في الميزان بما لا يدع مجالا للشك ليس فقط لأنه استلب استقلاليته "كسلطة رابعة"، ولكن أيضا لأنه تماهى مع المخطط العسكري دونما رد فعل أو احتجاج يذكران.
- و "موضوعيته" أصبحت محط طعن وتشكيك وإلا فما السر في عمليات التحريض الذي سلكته معظم وسائل الإعلام (عقب ما حدث يوم 11 شتنبر) لربط الانفجارات بالعرب وبالإسلام واعتبارهما "مصدر إرهاب" وترهيب لأمم وشعوب العالم، متمشية في ذلك (وأكثر) مع ما اعتمدته الحكومات واعتبرته الحقيقة؟
- و "مصداقيته" أضحت في المحك لا على اعتبار ما أصبح الإعلام يمارسه عبر التعتيم على الأخبار وتقديم "مادة المؤسسة العسكرية" دونما إمكانية للتمحيص، ولكن أيضا على اعتبار إقصاء وتهميش كل ما من شأنه مناقشة المادة إياها أو الطعن في واضعيها.
بالتالي، فقد لا يكون من المجازفة في شيء القول بأن "الحملة على الإرهاب" (أكثر مما عايناه طيلة حرب الخليج الثانية) إنما هي الفيصل البارز بين إعلام الحرب (الذي يتغيأ تغطية الأحداث دونما إكراهات أو ضغوط كبرى كما في حالة فيتنام) وبين حرب الإعلام الذي أصبحت المعلومات بموجبها مكون "وحدة وطنية وراء الرئيس" وعنصر نصر على أرض المعركة (بالمعنى الافتراضي للكلمة).
هناك إذن، بالمحصلة النهائية، هيمنة شبه مطلقة (في "الحرب على الإرهاب" بالأساس) للمؤسسة العسكرية الأمريكية على وسائلها في الإعلام والاتصال وهيمنة لهذه الأخيرة على ما سواها من وسائل إعلام.
لقائل يقول: أو لم تفسد قناة الجزيرة مثلا (في هذه الحملة بالتحديد) جزءا من المخطط الأمريكي حينما استفرد مراسلوها بنقل عمليات قصف أفغانستان في أدق تفاصيلها وفتحوا لأسامة بن لادن وتنظيمه باب الشهرة والتعاطف؟
وهذا صحيح...إذ لم تنعم قناة س.ن.ن مثلا بالتغطية الحية لأحداث الضربة على أفغانستان كما تسنى لها ذلك أثناء حرب الخليج الثانية، والسبب في ذلك لا يرجع فقط إلى وعورة الجغرافيا الأفغانية وسيطرة طالبان عليها، ولكن أيضا بسبب خشية المؤسسة العسكرية من تجاوزات عمل إعلامي قد ينجر وراء مبدأ " نسبة المشاهدة" (عن غير قصد) دون سواه من المبادئ.
لكن قناة الجزيرة لم تسلم بالمقابل (وإن في جنوحها المستمر للحياد والموضوعية) من أذى المؤسسة العسكرية والسياسية الأمريكية، إذ سرعان ما تحولت الإكراهات والضغوطات الخفية إلى التهديد بضرب مكاتبها وتدمير مقرها المركزي ولربما أيضا متابعة طاقم مراسليها تحت مسوغة " تقديم الدعم لعناصر إرهابية".
من هنا (ربما) استنباط الآية من انتقالها إلى البث الرقمي مجبرة في ذلك على "مغادرة" عشرات الملايين من مشاهديها الذين لا قدرة لهم على تغيير لاقطاتهم التشابهية.
4- لمتسائل يستفهم: كيف لحروب المستقبل ذات الطبيعة الإعلامية المتزايدة و المستوظفة لأعتى تقنيات التجسس وأضخم ترسانات التنصت وأكثرها توظيفا للعامل النفسي، كيف لها أن تنتصر على "عدو" كالإرهاب لا مرجعية ترابية محددة له ولا إطارا جغرافيا قارا ولا مستقر ثابت... هو إلى الافتراضي (أو يكاد) أقرب منه إلى الحقيقي أو الواقعي؟
لربما يكون عنصر الجواب كامنا في الاستفهام ذاته، إذ الحرب الإعلامية (المرتكزة على بنى للمعلومات متقدمة ومعطيات مؤمنة) هي، فيما نتصور، أقوى حروب القرن المتوفرة حالا وفي المستقبل. بمعنى أنها مطالبة لأن تكون بدورها افتراضية حتى يتسنى لها محاربة الإرهاب بأدواته وفي عقر داره كما يقال...وهو ما تعمل مختبرات البحث العسكري على صياغته وتطويره.
5- قد لا يقتصر الأمر، فيما أسميناه بالحروب الإعلامية الأولى، على قضية "القضاء على جذور الإرهاب" التي أفرزتها تفجيرات 11 شتنبر بقدر ما سيتعداه إلى شرعنة إرهاب الدولة الذي تعمل الولايات المتحدة (بتنسيق ندر مثيله) مع إسرائيل وباقي حلفائها على تأسيسه:
. فإسرائيل (بدعم من الولايات المتحدة) ضاعفت منذ 11 شتنبر من إرهابها الممارس على الفلسطينيين...على أرضهم وأشجارهم وهويتهم ومعالمهم الحضارية العربية الإسلامية والمسيحية...في الوقت الذي تكفلت فيه لوبياتها الإعلامية بأمريكا وبالغرب عموما بتكريس "الصورة الإرهابية" للفلسطيني الأعزل.
إنها حرب إعلامية منسية لأنها مكمن تعتيم وتضليل وتحريف. وحرب إعلامية "جانبية" لا تتوانى إسرائيل في توظيفها لتبرئ ذمة الذين يمارسون الإرهاب باسم الدولة ويمعنون في اللجوء إليه.

. والولايات المتحدة الأمريكية لم تتوقف يوما (منذ بداية التسعينات) في إيذاء العراق وحصاره وتجويع شعبه وتدمير مكامن حضارته وعمرانه، في "غفلة" مقصودة من لدن وسائل إعلامها ووسائل إعلام حلفائها.
أ لسنا في الحالتين معا (كما في أفغانستان وليبيا والسودان وغيرها) بإزاء حروب إعلامية تستهدف في شكلها "استئصال جذور الإرهاب" بينما هي، في التصور كما في الجوهر، حروب حضارية بامتياز؟
لا يساورنا أدنى شك في ذلك...تماما كما لا يساورنا الشك في الالتباس المتزايد لمفهوم الحضارة ذاته لدى الغرب.
تبرز المعركة في الموصل وضواحيها خاصة حول "تلعفر" الشيعية أهمية الحرب النفسية والدعائية لتحقيق الأهداف المرجوة.
هذا التقرير يرصد تصريحات مختلف القوى الفاعلة في الأزمة الراهنة في العراق، وخرج باستنتاج أن داعش هي القوة الأكبر مع جماعة النقشبندية بقيادة "عزت الدوري" في المعادلة الحالية في الموصل وماحولها، برغم محاولات التنصل منها من قبل مايسمى "ثوار العشائر" الذي يشكل الحزب الاسلامي (الإخوان المسلمون) المحرك الرئيسي والداعم إعلامياً لهم، وذلك من خلال قناة الجزيرة وعراقيين أيضا من الحزب يعملون فيها، وآخرين بعثيين أو موالين لحزب البعث.
التقرير رصد أيضاً بيان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (يوسف القرضاوي) الذي صب في هذا الاتجاه وقال: "إن مايحدث في ‫-;-‏العراق ثورة شعبية، ودعوات قتال الإرهابيين هي دعوات طائفية"!.
لكن الأرض تتحدث بلغة داعش، حيث الاعلام الداعشي يبرز نشاط عناصرها وتدخلهم في تفاصيل الحياة اليومية للأفراد في الموصل.
نجحت داعش وكل الأطراف الذين يدعمونها في العراق بينما يعادونها في سوريا في الإيقاع بوسائل أعلام معروفة مثل قناة الحرة وموقع CNNالعربي، ورويترز بسبب حجم الحملة الاعلامية التي شنتها ليلة الاثنين حول مزاعم بسقوط "تلعفر" وأسر قائد العمليات العسكرية اللواء محمد القريشي أبو الوليد.
وبعد أن بثت قنوات عراقية ومنها الرسمية، و"آفاق" التابعة لحزب الدعوة الإسلامية جناح رئيس الوزواء نوري المالكي، مقابلات صوتية على الهواء مع أبو الوليد نفى سقوط "تلعفر"، وأكد أنه بصحة جيدة، تراجعت وسائل الاعلام الغربية، وكذلك فعلت داعش وأنصارها وثوار العشائر (الحزب الاسلامي خصوصاً)، وأعترفوا أن تلعفر لم تسقط وأن أبو الوليد لم يؤسر أيضا.‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-
الإثنين 16/06/2014 عادت الحرب الإعلامية والنفسية تستعر ضد أبو الوليد، وذكروا أنه سيعدم بعد صلاة العصر، وبدا أنه مستهدف بشكل خاص لتحقيق جملة أهداف منها:
1- اضعاف المعنويات في الشارع الشيعي المعبأ بقوة ضد داعش وحزب البعث بعد بيانات المرجعيات الدينية بالنفير العام...
2- التظاهر بأن داعش قوة لا تقهر (بثت داعش أيضاً قبل ذلك صورا مفبركة عن إعدام 1700 جندياً في الموصل لتبث الرعب في المدن المجاورة
2- إعطاء طابع للقوات التي ستشارك في الهجوم على الموصل وغيرها من المناطق بأنهم المسيطرون وهم
عكس ذلك ... والعديد من الأسباب الأخرى.
الإعلام البريطاني أيضاً وقع في فخ سقوط "تلعفر"، وبدأ يستخدم مصطلح Holly warالحرب المقدسة بين السنة والشيعة، وأكد أيضا أن السفارة البريطانية بدأت بإخلاء رعايها هناك، وأصبح الخبر الأول في محطات الإذاعة البريطانية أن المعارك تدور في محيط بغداد وتشدد على أن السبب الرئيسي للأزمة هو الطائفية وفشل المالكي في إدارة الدولة، وأضافت أيضا أن أمريكا لا يمكنها إطلاقا التعاون مع إيران وعلى الأرض بخصوص المسالة العراقية ...هذا ما اوردته قنوات BBC1 ...BBC 3 ...HTV ....channel 4 ....sky newsوكل المحللين السياسيين البريطانيين بدأوا باستخدام مصطلح (المسلحين) ومدى براعتهم القتالية، وفي نفس الوقت تتحدث عن عمليات قتل جماعي من قبل إرهابيي داعش ومن صباح اليوم اتفقت كل التصريحات الآتية من المسئولين في ملف الخارجية البريطانية على أن أفضل حل للمشكلة هو عبر التعامل مع حكومة تحالف وطني متفق عليها من كل الأطراف المتصارعة في العراق.
لكن في المقابل أعلنت واشنطن أنها مستعدة للتعاون مع إيران لدحر داعش في العراق.
بينما استمرت الدعاية على النحو التالي:
عزة الدوري يقود معارك في بغداد ويحاصرها من 5 مناطق و يقترب من إيران!.
والحرس الثوري الذي دخلت طلائع من قواته إلى العراق عن طريق ديالى أرسل عبر وسائل إعلامه رسالة مفادها:
سيطرنا على الوضع في العراق سيطرة كاملة ... وسيعرف كل من خرج وحرض وتآمر وخان أنه أخطأ، وعلى الجميع اعادة حساباتهم خاصة السعودية وتركيا وقطر ... كلمة الفصل فى المنطقة لنا وحدنا، والحمد لله نحقق انتصارات فى سوريا، واليوم في العراق ... والخير فيما وقع.
ووجه الحرس الثوري عن طريق اللواء محمد حسن كاظمي مسؤول وحدة الاستخبارات تحذيرات قوية للأكراد من مغبة تعاونهم مع داعش والنقشبندية، وقيل أنه هددهم باجتياح كردستان ما دفع برئيس الإقليم مسعود البارزاني إيفاد ابن شقيقه نجيرفان رئيس الحكومة الى طهران.


لقد أصبح الاعلام لغة عصرية وحضارية لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها ، ما يتطلب فهمها واستيعابها من خلال امتلاك مقوماتها وعناصرها ومواكبة التطورات التي تشهدها وسائله المختلفة ، حيث تعددت ادوات الاعلام وتنوعت ، واصبحت اكثر قدرة على الاستجابة مع الظروف والتحديات التي يفرضها الواقع الاعلامي الذي بات مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل ما تشهده ادواته ووسائله المختلفة من تطورات وابتكارات نوعية ، بررت تناوله وطرحه العديد من القضايا التي أحدثت اهتماما واسعا ولافتا في مختلف الميادين وعلى كافة الصعد . واذا كان من حق الرأي العام ان يعرف الحقيقة ويتابع ما يجري من احداث على الساحة المحلية والاقليمية والدولية ، فإن التعاطي مع هذه الاحداث ونشرها ومتابعة ما يجري منها ، يجب ان يتم وفقا لضوابط مهنية ومعايير اخلاقية وانسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام ، ما يعني ضرورة التوازن بين حق الجمهور بالمعرفة ، وبين مرجعيته الثقافية والاخلاقية والدينية على اعتبار ان المعايير الفاصلة بين اعلام وآخر هي في النهاية معايير مهنية واخلاقية ، تجسد آطرا مرجعية يمكن الاستناد إليها في التمييز بين السلوك الايجابي والسلوك السلبي ، وبالتالي التفريق ما بين ظواهر سلوكية مقبولة وآخرى مرفوضة .
إن أهمية الاعلام لا تكمن في اقتنائه ومجاراة الآخرين في استخدامه وتوجيهه ، وانما في كيفية استعماله وتوظيفه بشكل هادف وعلى نحو يجعله قادرا على التعبير الموضوعي عند تناول القضايا المختلفة ، بحيث نضمن وسائل اعلام بإطار مرجعي كفيل بتوفير تغطية منهجية تتماهى مع قواعد ( علم ) الاعلام ونظرياته بعيدا عن العفوية والارتجال . وربما هذا ما تفتقد له الكثير من وسائل الاعلام في وقـتنا الراهن مع كل آسف، بعد ان رهنت سياساتها وتطلعاتها بالتعايش مع متطلبات السوق (الاعلامي) بما يضمن لها ترويج سلعتها الاعلامية في اكبر عدد ممكن من الاسواق لضمان وصولها بالتالي الى اكبر عدد ممكن من جمهور المتابعين . وهذا هو الشيء الذي ربما اعطى المجال لحدوث ممارسات اعلامية خاطئة وضبابية افرزت حالة من التيه والارباك اثارت الشكوك حول حقيقة دور وسائل الاعلام في الحياة العامة وما اذا كانت تقوم بالفعل بتأدية رسالتها المفترضة بما هي توعية وتثقيف ام لا . الامر الذي وفر اجواء عامة بررت الوقوف عند الكثير من المحطات الخلافية والاشكاليات التي فرضت نفسها على ساحة الاحداث المحلية والخارجية ، ومنها بطبيعة الحال الموضوع الذي نحن بصدده في هذه الورقة التي نتناول فيها العلاقة بين الاعلام وبين الارهاب ، وهي علاقة اشكالية تحتاج الى التأمل واستخلاص الدروس والنتائج ، حيث يحاول كل منهما السعي وراء الآخر . وهناك من اعتبر ان العلاقة بينهما اشبه ما تكون بعلاقة بين طرفين ، احدهما يصنع الحدث والآخر يقوم بتسويقه . ما برر طرح اسئلة عديدة احسب ان الاجابة عليها تفيد في تشخيص هذه العلاقة، ومعرفة الظروف والاجواء العامة المسؤولة عن انتشار ظاهرة الارهاب على آمل محاصرتها والقضاء عليها . وعليه .. هل يمكن ان يعيش الارهاب بدون اعلام ..؟ هل تغذي التغطية الاعلامية الاعمال الارهابية وتشجع بالتالي الاشخاص الذين يقفون وراءها على ارتكاب المزيد من هذه الاعمال الاجرامية ..؟ هل يساعد الاعلام على نشر الثقافة الارهابية ، ومن ثم الاسهام في زيادة معدلات ظواهر العنف والارهاب ..؟ .

لا شك بأن ظاهرة الارهاب تحظى باهتمام الشعوب والحكومات في شتى انحاء العالم لما لها من آثار خطيرة على أمن الدول واستقرارها ، بعد ان اتضح اننا امام ظاهرة اجرامية منظمة تهدف الى خلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد باستخدام العنف ضد الافراد والممتلكات ؛ ما يعني ان هذه الظاهرة الخطيرة تهدف الى زعزعة استقرار المجتمعات والتأثير في اوضاعها السياسية وضرب اقتصادياتها الوطنية عن طريق قتل الابرياء وخلق حالة من الفوضى العامة ، بهدف تضخيم الاعمال الارهابية وآثارها التدميرية في المجتمع ، بما يتناسب مع القاسم المشترك الذي امكن التوافق عليه بين تعريفات الارهاب المختلفة ، والذي يرى في الارهاب استخداما غير مشروع للعنف يهدف الى الترويع العام وتحقيق اهداف سياسية . ما جعل البعض ينظر الى الارهاب باعتباره عنفا منظما موجها نحو مجتمع ما او حتى التهديد بهذا العنف سواء أكان هذا المجتمع دولة او مجموعة من الدول او جماعة سياسية او عقائدية ــ على يد جماعات لها طابع تنظيمي تهدف الى احداث حالة من الفوضى وتهديد استقرار المجتمع من أجل السيطرة عليه أو تقويض سيطرة آخرى مهيمنة عليه لصالح القائم بعمل العنف .. في اشارة الى اعتماد الارهاب المفرط على العنف المتعمد وعدم التمييز بين المدنيين وغير المدنيين كأهداف شرعية من اجل تحقيق اغراض سياسية .
وامعانا في خلق اجواء الفوضى والترويع ، واتاحة المجال امام انتشار الشائعات المغرضة ، التي تثير خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلية بحجة عجزها عن حماية أمنه ، يعمد الارهابيون الى التسلح بوسائل الاعلام المختلفة لتسويق اغراضهم وغاياتهم وتوظيفها في تضليل الاجهزة الأمنية واكتساب السيطرة على الرأي العام عن طريق نشر اخبار العمليات الارهابية التي يقومون بتنفيذها على اعتبار ان الحملات الاعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال اهداف الارهابيين ، الذين يرون في التغطية الاعلامية لجرائمهم معيارا هاما لقياس مدى نجاح فعلهم الارهابي ، لدرجة ان البعض اعتبر العمل الارهابي الذي لا ترافقه تغطية اعلامية عملا فاشلا . من هنا يأتي استغلال الارهاب للاعلام لترويج فكره الارهابي ودعمه من خلال محاولاته المستمرة في البحث عن الدعاية الاعلامية لتسليط الضوء على وجوده واغراضه . فبحسب باحثين نفسيين .. فان الارهابيين قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم في حال علموا مسبقا انها لن تترافق مع الدعاية الاعلامية ،التي من شأنها كشف حجم الخسائر التي ألحقوها بأعدائهم .. على اعتبار ان الحرب النفسية تعمل عملها فقط في حال أبدى البعض اهتماما بالأمر . فقد وصفت مارجريت تاتشر رئيس الوزراء البريطانية السابقة هذه الدعاية ( المجانية ) بالأوكسجين اللازم للإرهاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه ، لان تغطية الحدث الارهابي اعلاميا يحقق مكاسب تكتيكية واستراتيجية للقائمين عليه ..

ان وسائل الاعلام تقوم احيانا ، وبدون قصد ، بالترويج لغايات الارهاب واعطائه هالة اعلامية لا يستحقها في ظل الاهداف التي يراد تحقيقها من وراء العمل الاعلامي او العمل الارهابي بما هي شهرة وسلطة ومال وتأثير فكري . فقد اوضح كل من الاستاذ برونو فري والاستاذ دومينيك رونر من جامعة زيورخ في سويسرا عام 2006 في بحثهما المعنون ( الدم والحبر ) لعبة المصلحة المشتركة بين الارهابيين والاعلام ، ان الطرفين الاعلام والارهابيين يستفيدان من الاعمال الارهابية . فالارهابيون يحصلون على دعاية مجانية لاعمالهم ، والاعلام يستفيد ماليا لان التقارير التي تنشر في هذا المجال تزيد من عدد قراء الجريدة وعدد مشاهدي التلفزيون ، وبالتالي تزداد مبيعات الجريدة وقيمة الدعاية المنشورة عليها وزيادة قيمة الدعاية التي يبثها التلفزيون . ما دفع ديفيد برودر المراسل الصحفي في الواشنطن بوست الى المطالبة بحرمان الارهابي من حرية الوصول الى منافذ الوسائل الاعلامية، لان تغطية العمليات الارهابية اعلاميا ، واجراء مقابلات اعلامية مع الارهابيين تعتبر جائزة او مكافأة لهم على افعالهم الاجرامية، اذ تتيح لهم المجال ان يخاطبوا الجمهور ويتحدثوا اليه عن الاسباب والدوافع التي دفعتهم لهذا الفعل ، ما يتسبب ربما بأنشاء نوع من التفهم لهذه الاسباب ، وذلك على حساب الفعل الاجرامي نفسه . فقد ذكر الكثير من الاشخاص المنخرطين في العمل الارهابي الذين ألقي القبض عليهم في العراق ، انهم تأثروا بما كانت تعرضه قناة الجزيرة او غيرها في هذا المجال فقرروا الالتحاق بالمنظمات التي تحرض على القيام بالتفجيرات والعمليات الانتحارية . ان عرض المناظر والمشاهد المأساوية وتصوير الأضرار بشكل متكرر ومبالغ فيه ، اضافة الى بث وجهات نظر الارهابيين التي يقصد منها إثارة الخوف ، تشكل خطورة وتنطوي على ردود فعل سلبية من شأنها خدمة العمل الارهابي ، خاصة في ظل تنافس وسائل الاعلام المختلفة على النقل الفوري للأحداث المتعلقة بالرهاب من اجل تحقيق سبق صحفي لاستقطاب اعداد متزايدة من جمهور القراء والمشاهدين والذي قد يكون على حساب القيم الاخلاقية والانسانية التي ترفض المساعدة في نشر العنف والتطرف .
في اشارة واضحة الى قدرة المنظمات الارهابية على تطويع الاعلام والاستفادة من ثورة الاتصالات المتقدمة في تنفيذ عملياتها واجندتها ومخططاتها الاجرامية، اضافة الى حضورها الفاعل على الانترنت وغيره من وسائط المعلوماتية للترويج لافكارها الهدامة وتجنيد الشباب في صفوفها. الامر الذي يؤكد بان الاعلام اصبح يمثل سلاحا خطيرا في يد الارهابيين ، الذين بات بمقدورهم توجيه رسائل لها تأثير سلبي مباشر على الافراد والمجتمعات . ففي احد الاستطلاعات التي اجريت لمعرفة ما اذا كان هناك دورا للاعلام في تأجيج الارهاب اجاب 80% من مجموع المستجوبين اجابة مطلقة تفيد بان الاعلام يلعب هذا الدور . كذلك هناك ثمة سلبيات ينطوي عليها توظيف الجماعات الارهابية للاعلام للترويج لخطابها الارهابي على نحو يؤدي الى تحفيز فئات اجتماعية مسحوقة الى تبني الخيار الارهابي . كما يؤدي تضارب المعلومات الاعلامية عن العمليات الارهابية الى بث البلبلة ، واحيانا الى وجـود من (يتعاطف مع الارهابي) وربما يلعب الاعلام دورا في نقل التعليمات الارهابية الى الخلايا النائمة او النشطة او اقامة اتصالات جديدة مع جماعات حليفة .
ان عدم التخصص وضعف الخلفية المعرفية للقائمين على التغطية الاعلامية التي تتعامل مع ظاهرة العنف والارهاب اثر سلبا في ايجاد الحلول المناسبة لها ، وحولها الى مجرد تغطية سطحية واحيانا تحريضية واتهامية تنطوي على اتهامات واحكام مسبقة وربما مبيتة ، جعلها عاجزة عن فهم خطاب الجماعات المتطرفة الاعلامي ومنظوماتها ومرجعياتها الفكرية والتنظيمية . وفي حالات كثيرة تميل المعالجة الاعلامية لظاهرة الارهاب اما الى التهوين واما الى التهويل ، ما يؤثر في صدقية هذه التغطية ويحد من قدرتها على التأثير بسبب طغيان البعد الدعائي على البعد الاعلامي الموضوعي .
لقد ذهبت اغلب التغطيات والتحليلات والتعليقات الاعلامية تحت هول صدمة احداث 11 ايلول ( سبتمبر ) في الولايات المتحدة الاميركية ، الى تحميل منظومة قيمية وفكرية بعينها مسؤولية هذه الاحداث عندما اتهمت الاسلام بقمع الحريات وممارسة العنف والتسلط . وقد ساهم في هذا الترويج والتعميم الذي انجرت إليه معظم وسائل الاعلام الغربية في التعامل مع هذه الاحداث ومع تداعياتها ، من اسماهم الباحث الفرنسي "فانسان جيشير" بالمثقفين الاعلاميين الذين انزلقوا من الدرس الاكاديمي الرصين الى الكـتابات التبسيطية التضليلية عن الاسلام، مستفيدين في ذلك من سياقات التوتر والقلق والخوف التي تعيشه المجتمعات الغربية ، لتتحول بذلك احداث 11 ايلول الى مناسبة تم توظيفها من قبل الاعلام الغربي في تشويه صورة الاسلام ، وتمرير صورة مضللة عنه تقرنه بالعنف والارهاب ، وذلك في سياق حملة ثقافية مدبرة ضد العرب والاسلام تبدأ من الكتب المدرسية لتمضي عبر معظم الوسائط المعلوماتية والاتصالاتية . وما يلفت الانتباه في التعاطي الاميركي مع هذه الاحداث الطريقة الاعلامية التي اعتمدت في تغطيتها من خلال نشر وترسيخ ثقافة ( اعلامية ) اساسها ايضاح آثار العمليات الارهابية واخطارها وتعبئة الرأي العام ضدها بهدف تحصينه ضد الخطر الارهابي . الامر الذي استغلته الادارة الاميركية في تبرير غزو واحتلال بلدان اخرى بحجة الحروب الاستباقية او الوقائية ، كما هي الحجة او الذريعة التي ساقتها الادارة الاميركية الحالية في حربها على العراق وافغانستان لتحقيق رغبة المحافظين الجدد . حيث بدأت الماكنة الاعلامية الاميركية حملتها التحريضية لتبرير حربها هذه بترويع الشعب الاميركي وبث الرعب والخوف في نفسيته ، بتصويرها الاخطار الارهابية بالقادمة والمتوقعة الحدوث في اية لحظة، اذا لم تكن هناك مبادرة عسكرية هجومية للقضاء على الارهاب في معقله قبل ان يزحف ويستهدف الولايات المتحدة ، كما روجت لذلك الادارة الاميركية ، التي استندت في ترويج حملتها بإفتراض ان السيطرة على عقول الناس وافكارهم تكون عن طريق اخبارهم انهم معرضون للخطر ، وتحذيرهم من ان أمنهم تحت التهديد .. ما يمكن ان يطلق عليه باستراتيجية الخداع الاعلامي ، التي نجح من خلالها الرئيس الاميركي جورج بوش في شن حملة اعلامية واسعة لاقناع الشعب الاميركي بضرورة خوض الحرب على العراق . اتساقا مع ما قاله دينيس جيت عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا .. عندما يشعر الناس بالخطر يعجزون عن التفكير ، ويمنحون السلطة للشخص المستعد لتوفير الآمان لهم ، ولذلك استخدمت الادارة الاميركية الحالة الاعلامية ببراعة في التحذير من مخاطر الارهاب ، وان بوش ومسؤولو ادارته رددوا اكاذيب عديدة حول امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظام صدام حسين بتنظيم القاعدة .. واوهموا الجميع بان الحرب ستكون عملية سهلة وسريعة للقوات الاميركية ويرى جيت ان الادارة الاميركية استخدمـت الوسائل، الاعلامية للفت الانتباه من خلال بث بيانات صحفية واعلامية تحوي معلومات ترسخ استراتيجيتها ، ونشر صور بالاحداث التي تريد واشنطن الترويج لها ، وتوفير اكبر قدر من المعلومات لوسائل الاعلام “الصديقة “ التي تؤيدها ، اضافة الى اعتمادها على الدعايات الموجهة عن طريق قيام الحكومة الفدرالية بإنتاج تقارير اخبارية تلفزيونية مجهزة مسبقا ، بغرض الدعاية لاهدافها التي من بينها غزو افغانستان والعراق ، ثم تقوم الجهات الحكومية ( وزارتا الخارجية والدفاع ) بارسال هذه التقارير الجاهزة الى شبكات الاخبار الكبرى التي تقوم بدورها ببيعها الى قنوات التلفزة المحلية التي يعتمد عليها المشاهد الاميركي العادي ، والتي تبث هذه التقارير دون الاشارة الى مصدرها . ما يؤكد توجه الادارة الاميركية الى تبني سياسات ثقافية واعلامية للتصدي للارهاب من خلال الاستثمار في مجال الاعلام .

كذلك فقد تحدث دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي السابق عن ضرورة خوض حرب الافكار لتقويض اركان الارهاب من خلال بعث فضائيات تلفزيونية واذاعية موجهة للعرب ، فضلا عن دعوة الحكومات العربية والاسلامية الى ضرورة اصلاح منظوماتها التربوية والتعليمية في اتجاه القطع مع الانساق الفكرية والقيمية التي تساهم في تفريخ المجموعات الارهابية على حد قوله . تأتي هذه المغالطات رغم ان المقاربة الثقافية للارهاب هي اصلا من مسؤولية الفكر العربي والاسلامي ، ومن ثم مسؤولية وسائل الاعلام العربية والاسلامية قبل ان تكون مسؤولية الفكر الغربي او السياسات الاميركية ، فالعرب والمسلمون هم اول ضحايا الارهاب الذي عطل مسيرتهم التنموية وساهم في زعزعة أمن واستقرار بلدانهم وتشويه منظومتهم الفكرية والقيمية والاعلامية القائمة على التسامح والوسطية والاعتدال والاعتراف بالآخر .
الامر الذي يجعلنا نسلط الضوء على ابرز سمات المعالجة الاعلامية العربية للظاهرة الاعلامية من حيث تركيزها على الحدث اكثر من التركيز على الارهاب كظاهرة لها اسبابها وعواملها ، حيث تتوارى في الغالب معالجة جذور هذه الظاهرة واسبابها العميقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية ما يجعلها تبدو وكأنها مجردة ومطلقة ، حيث تسود في الغالب معالجة العملية الارهابية كحدث منعزل وليس كعملية تجري في سياق معين وتحدث في بيئة معينة . اضافة الى هيمنة الطابع الاخباري على التغطية الاعلامية العربية وتغييب التغطية ذات الطابع التحليلي والتفسيري الامر الذي يؤدي الى بقاء المعالجة الاعلامية على سطح الحدث او الظاهرة ما يضعف قدرتها على الاقناع ويفقدها التأثير الفاعل والملموس . كذلك تفتقر وسائل الاعلام العربية الى كادر اعلامي مؤهل ومختص ، قادر على تقديم معالجة مناسبة لهذه الظاهرة . الى جانب افتقارها الى الخبراء والمختصين في المجالات الامنية والاجتماعية والنفسية والتربوية وعدم تعاونها مع المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية المعنية بمواجهة الظاهرة الارهابية .
وبعد ان اصبح الارهاب يمثل تحديا اقليميا ودوليا في ظل القناعات التي ترسخت حول فشل المقاربة الأمنية والعسكرية في محاصرته وتطويقه والقضاء عليه ، بدت الامور منصبة على اهمية البعد الاعلامي وضرورة تفعيل الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في مواجهة هذا الخطر بسبب قدرتها على الوصول الى الناس والتأثير في عقولهم وافكارهم وقناعاتهم بأساليبها المتعددة والمتنوعة . لذلك فقد انصب الاهتمام في المواجهة الاعلامية للارهاب على مقاومة الفكر المتطرف والحيلولة دون تمكينه من التأثير في الرأي العام وتحديدا في شريحة الشباب ، لضمان عدم تدفق أي دماء جديدة في شريان الارهاب بحيث يسهل محاصرته ومن ثم تصفيته . وهو ما أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني عندما ذكر بأن “ محاربة الارهاب لا تكون باتخاذ الاجراءات الأمنية المباشرة فقط ، وانما من خلال استراتيجية شاملة لتعزيز ثقافة الحوار ونبذ ثقافة العنف “ ، ما يتطلب التركيز على طريقة صياغة الخبر بشكل يضمن ايصال الحقيقة ومراعاة عدم تأثيرها في نفسية المواطنين . كذلك فقد ظهرت اصوات تطالب بضرورة اعادة النظر في مضامين العمل الصحفي والاعلامي ، واستبدالها بمضامين جديدة تركز على معالجة انتشار ظاهرة الارهاب والعنف ، والتصدي لوسائل الاعلام التي تمارس ادوارا تحريضية مدمرة تهدف الى التأثير في عقول الشباب وتهديد أمن الشعوب والمجتمعات . الى جانب التصدي للمعلومات الهدامة التي تبرز على شبكة الانترنت ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة باغلاق مثل هذه المواقع التي تروج للعنف وللافكار المتطرفة ، ولا سيما المواقع التي تنسب نفسها الى الاسلام وتقدم صورة مشوهة عن الدين الحنيف . وهناك من يتحدث عن وجود بعض مواقع الانترنت التي اصبحت بمثابة مراكز لتعليم صناعة المتفجرات وكيفية القيام بعمليات ارهابية ، واصدار فتاوى ايضا لا تمت للاسلام بصلة وهي دخيلة عليه. ما يقتضي التفكير بفتح الفضاءات الاعلامية امام الفقهاء وقادة الفكر والرأي لابراز صورة الاسلام السمحة الداعية الى التسامح والوسطية والاعتدال والعدل والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن بعيدا عن الغلو والعنف ، واعداد مخطط شامل للاتصال لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها الجماعات الارهابية . الى جانب التفكير باهمية اقامة مركز او جهة حكومية رسمية مركزية لتوحيد الخطاب الاعلامي لرفع مستوى نوعية التوعية والتوجيه الاعلامي الممنهج للمعلومات عن الارهاب ، تكون على اتصال دائم بوسائل الاعلام للتحكم باي مادة اعلامية سلبية او مبادرة دعائية للارهاب قد تقدمها وسائل الاعلام في غفلة منها تحت وطأة المنافسة وتحقيق السبق الصحفي او الاعلامي . اضافة الى اقامة اتصالات ودورات وتدريبات مشتركة بين ممثلي الجهات الرسمية وبين ممثلي الاعلام على كيفية التعامل مع الحوارات الارهابية اعلاميا بما يضمن الصالح العام .. كأن يتم افتعال حدث ارهابي للوقوف على كيفية التعامل معه اعلاميا لسد الثغرات الاعلامية التي يمكن ان يستفيد منها الارهابيون . الامر الذي يتطلب الابتعاد قدر الامكان عن الاثارة في طريقة نشر الاخبار المتعلقة بالاحداث الارهابية ، وضرورة إتخاذ الحيطة والحذر في ما يتعلق بنشر معلومات تتناول الاحداث الارهابية ، والامتناع عن عرض او وصف الجرائم الارهابية بكافة اشكالها وصورها بطريقة تغري بإرتكابها او تنطوي على اضفاء البطولة على مرتكبيها او تبرير دوافعهم او منح مرتكبيها والمحفزين عليها او المبررين لها فرصة استخدام البرامج والمواد الاعلامية منبرا لهم . وبهذا الصدد فقد ذكر جلالة الملك عبد الله الثاني بان “ هناك بعض الكتاب في الصحافة وبعض المحطات الفضائية وبعض الذين يخطبون في المساجد ، يمارسون الترويج لثقافة العنف وايجاد المبررات للارهابيين او تصوير جرائمهم على انها بطولات او نوع من الجهاد “ .
في المقابل لا بد من توسيع مساحة التغطية الاعلامية التي تشجع المشاركة الشعبية والاسهامات الطوعية من الافراد ومنظمات المجتمع المدني في التصدي لظاهرة الارهاب والتطرف وتوعية الناس باخطارها .، والتأكيد على اهمية توعية المواطنين بمخاطر الارهاب واثاره السلبية على الأمن والاستقرار، بما يضمن تفعيل دور وسائل الاعلام في رفع مستوى الوعي بمخاطر الارهاب . فعلى سبيل المثال ، فقد اثبتت التفجيرات الارهابية التي شهدتها فنادق عمان عام 2006 اهمية ادماج المواطن الاردني في المنظومة الامنية وتنمية حسه الامني وثقافته الامنية ، بحيث يعي اهمية دوره في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره . خاصة بعد ان تبين ان كافة العاملين في الفنادق راودتهم الشكوك حول “ الارهابيين “ الا ان احداً منهم لم يبلغ الاجهزة الامنية عن شكوكه. وهنا تبرز اهمية توظيف الاعلام من قبل الجهات الأمنية المعنية في بث رسائل اعلامية ارشادية وتثقيفية وتوعوية تنطوي على تطمينات وضمانات من شأنها تشجيع المواطن وتحفيزه وحثه على المشاركة في المنظومة الأمنية من خلال قيامه بتمرير أي معلومات من شأنها الاسهام في كشف خيوط جريمة وقعت هنا او هناك او الحؤول دون وقوعها اصلا . بحيث نضمن التخلص من بعض الأنماط والمفاهيم والتفسيرات الخاطئة والسلبية التي تسيطر على ذهنية بعض المواطنين بصورة افرزت عندهم عقدة الخوف والرهبة والتردد عند التعاطي مع القضايا والمسائل ذات الابعاد الامنية. ما يجعلنا نثمن عالياً قيام مديرية الامن العام بتكريس مفهوم الشرطة المجتمعية، الذي يستهدف كسب ثقة المواطن وتعاونه واشراكه في الشأن الامني، بما يعزز من وعيه الامني وثقافتة الامنية .

كذلك لا بد من التقليل من جرعات المشاهد الدموية ومشاهد العنف والدمار والقتل ، وذلك للحؤول دون إعتياد المشاهد على مثل هذه المناظر . دون ان نغفل أهمية التنسيق مع الأجهزة الامنية في ما يتعلق بنشر وقائع الاحداث الارهابية ، مع الاخذ بعين الاعتبار الدراسة المسبقة لتأثير نشرها على الرأي العام ، وذلك من اجل تفويت الفرصة على الارهابيين للاستئثار بالاضاءة الاعلامية التي يسعون اليها . . اضافة الى ذلك يجب التركيز على المسألة العلاجية للظاهرة الارهابية ، لا على تغطية الحدث الارهابي ، وضرورة الانتقال من التركيز على تفاصيل العمليات الارهابية وردود الافعال الرسمية والشعبية الى تقديم رؤى تساعد القارىء او المشاهد على تكوين رأي وطني بحيث يتحول الى موقف ومن ثم الى سلوك ايجابي من خلال اعلام مهني فاعل يتحلى بالجماهيرية والصدقية .
وفي المحصلة لا بد من طرح فكرة تشكيل فريق من الخبراء الدوليين في مجال الاعلام ، لبحث سبل التوعية الاعلامية المشتركة ضد مخاطر الارهاب ، تمكينا للاعلام الدولي من بناء قاعدة عريضة من الرأي العام الدولي تحاصر الارهاب فكرا او جريمة وتعزز الجهود الرامية الى القضاء عليه .
الإعلام هو مصطلح على أي وسيلة أو تقنية أو منظمة أو مؤسسة تجارية أو أخرى غير ربحية، عامة أو خاصة، رسمية أو غير رسمية، مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات، و نحن اليوم نعيش عصر الاعلام واصبح الاعلام مهم جدا الى درجة انه يعتبر اليوم الركيزة الاساسية لكثير من الدول ... تساهم وسائل الاتصال الجماهيرية في توثيق المعلومات والبيانات بشكل كلي أو جزئي أو انتقائي وفق ما تحدده إدارة المؤسسة الإعلامية الخاصة أو الحكومية أو العامة أو الحزبية ، وذلك من خلال نقلها للمعلومات والخدمات المتعددة على مدار فترات زمنية متعاقبة أو متقطعة في مناسبات وطنية ورسمية ، يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية . وبهذا فان ملفات وسائل الاتصال والحالة هذه تعد نوعا من التأريخ لنشاطات أو فعاليات رسمية أو شعبية أو فردية ، يمكن للباحثين أو الراغبين أو المهتمين الرجوع إليها وسهولة لاستفادة من المعلومات أو البيانات أو الإحصائيات المحتفظ بها والموثقة وفق مواضيع أو عناوين محددة ....ومن بين أكثر الهاشتاغات التي يستخدمها التنظيم الارهابي (داعش): # بغداد_ تتحرر و # العراق_ يتحرر. ومن بين التدوينات التي انتشرت بشكل واسع كانت صورة جهادي مسلح يقف تحت راية داعش في مدينة الموصل العراقية مع التعليق "قادمون يا بغداد". المواطن العادي تنال منه الصورة المزيفة وقد يصدقها فهناك إعلام غير نزيه في نقل الأخبار ، يشوه الصورة أو ينقلها ناقصة أو لا يحللها بحيادية يعطي انطباعا للخارج أن العراق مثلا على أنها على حافة الإنهيار أو شارفت على الإنهيار ، وقد يكون الواقع غير هذا ، بمغلوطات التي يُسربها يزيد من تأجيج الوضع وشحن الشارع ، و اعلام آخر يعطي انطباعا أن دولة ما تشهد تغيرات وكأن الامور تسير سير طبيعي تزييف للصورة يزيد من انقسام الأمة ..
مع تهديدات التنظيم الارهابي(داعش) ورسائل للمدن المحيطة تحذر السكان من تقدم التنظيم الارهابي داعش. وانتشرت هذه المواد بسرعة على الانترنت، ونشرها داعمو داعش بشكل موسع. وينشر التنظيم الارهابي (داعش) في تغريداته على تويتر تفاصيل موسعة بشأن أنشطته، بما فيها عدد التفجيرات، والعمليات الانتحارية، والاغتيالات التي قام بها، بالإضافة إلى المعابر والمدن التي يسيطر عليها.
فقد وضع التنظيم الارهابي(داعش) خطة استراتيجية معقدة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنفسه ، ومنذ بدء الهجوم على العراق في 9 حزيران، نشطت عدة حسابات على موقع تويتر تدعي أنها تمثل "داعش" في العراق ، وتنقل مباشرة آخر تطورات عمليات التنظيم الارهابي (داعش) ، بالإضافة إلى نشر صور عن تحركاته للعلان عن نفسهم وتخويف وهز الشعب العراقي...وينشر التنظيم الارهابي (داعش) خاصة على موقع تويتر، صورا وبيانات لقواته العسكرية في العراق.
ونشر في 15 حزيران صورا لما بدا أنه عشرات من قوات الأمن العراقية. تعدم على يد داعش بشكل مذبحه.
يصدر التنظيم الارهابي (داعش) مقاطع فيديو ترويجية محترفة من أجل "حملة المليار" التي تناشد المسلمين نشر رسائل، وصور، ومقاطع الفيديو على تويتر، وانستغرام، ويوتيوب دعما لداعش.
ويظهر مقطع فيديو، نشر في 17 يونيو/ حزيران، أحد أعضاء داعش يتحدث الفرنسية ويطالب المسلمين بدعم قضية داعش الكترونيا. كما نشر الكثير من المقاطع مع ترجمة انجليزية.
ويطلق داعش حملة الكترونية في 20 يونيو/ حزيران لدعم عمليات التنظيم الارهابي(داعش) في العراق. كما يطلق هاشتاغ جديدا على تويتر باسم # جمعة_نصرة_الدولة_الاسلامية، مطالبا داعميه حول العالم بتصوير أنفسهم وهم يرفعون راية داعش، ونشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي أبريل/ نيسان 2014 طور التنظيم الارهابي (داعش) تطبيقا الكترونيا مجانيا يسمى "فجر البشائر"، يقوم بنشر التغريدات – التي وافق عليها مدراء داعش
الفصل الخامس. المبحث الاول داعش ؟ مطبعة ليث فيصل للطباعة المحدودة الكاتب : قصي طارق 2014 بغداد.ص45-50
http://im61.gulfup.com/n9flWP.jpg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال