الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المسار النضالي الحقيقي بين المحافظ على الثوابت وبين الاجتهاد المزعوم على مستوى الممارسة، في الحقل الجماهيري!-

ابراهيم حمي

2014 / 6 / 29
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


للذين نسوا أو تناسوا أن التوافقات والتحالفات في الحقل الجماهيري، وأيضاً الشعارات الجديدة المرفوعة يجب أن تستند على أسس، وأن تكون لها مرجعيتها وحدودها التي لا يمكن أن يمتد أكثر من اللازم و المسموح به من طرف تلك المرجعية، التي يجب أن تكون خريطة للطريق قبل وبعد أي اجتهاد مزعوم فردي أوشخصي وسط الحقل الجماهيري والذي لا يأخذ بعين الاعتبار أن حتى الاجتهاد له معايير وله مقاييس محددة ومضبوطة بخلفية وسياق لا يجب التغاضي عنه أو تجاهله أو تناسيه.
هذا في إطار وحدود الاجتهاد بقصد الاجتهاد فعلا بالنوايا السليمة وليس العكس، وللأسف فإن الممارسة اليومية لبعض المتهافتون في الميدان الجماهيري، لا تؤكد ولا تستحضر الضمير الحي للمناضل المحصن بخلفية المسار الذي يدعى أنه يمثله في الساحة، فلا تكفي الشعارات الرنانة التي يتوهم البعض أنها مستوحاة من المرجعية النضالية ومن المسار الكفاحي الزاخر.
إن الأمر لا علاقة له بتاتا لا بالمسار ولا الاجتهاد في الممارسة، ولا بالنوايا السليمة ولا حتى بالاجتهاد من أصله، وإنما هناك خلفيات أخرى وأهداف أخرى لا علاقة لها بالهم المشترك الذي في كل الأحوال لا يخول لأي كان أن يجتهد خارج السياق وخارج المنظومة التي هي المحدد والموجه لأي اجتهاد مرتقب، كي لا تتشابه للبعض ملامح ومعالم الاجتهاد مع سياقات و اتجاهات أخرى، قد تسقطنا في إعادة تجارب فاشلة، يمكن لها أن تحقق المردودية على المستوى الفردي والشخصي وإظهار أسماء في الساحة، ولكن تلك الشهرة الشخصية والفردية لن تكون إلا على حساب الإطار وعلى حساب المسار النضالي لهذا الإطار الذي علينا حمايته من التقهقر والجمود الذي يساهم البعض في ترسيخه وتكريسه ليضمن هو لنفسه الظهور الإشعاعي وبالتالي الوصول إلى مبتغاه.
وفي هذا السياق أرى من الضروري التذكير لمن يحتاج له ولمن يهمه الأمر أيضا ولعل كتاب "الاستمرار" يشكل وثيقة تاريخية لفهم حزب الطليعة واستيعاب شروط نشأته وتكوينه، بالإضافة إلى وثائق أخرى كبيانات اللجنة المركزية والمجلس الوطني المنعقد بعد المؤتمر الوطني الرابع. ومن خلال هذا الكم الهائل من الوثائق يمكن للباحث والمتتبع والمناضل أيضا أن يستخلص العناصر التالية:
فكريا: أن تجربة حزب الطليعة لها ما يميزها في الساحة انطلاقا من تشبث هذا الأخير بالفكر الاشتراكي العلمي، في مرحلة تتميز بتحولات فكرية عميقة نحو الفكر الليبرالي بكل تلاوينه.
سياسيا: طرحه لبرنامج سياسي يتجاوز أفق مطالب أغلب الأحزاب السياسية المعارضة آنذاك، وتأكيده على بناء جبهة وطنية للنضال من أجل الديمقراطية في الوقت الذي انخرطت فيه القوى المؤهلة لتشكيل هذه الجبهة في استراتيجية الطبقة الحاكمة.
تنظيميا: استمرار الحزب بالتشبث بالمبادئ التنظيمية من نقد ونقد ذاتي، مركزية ديمقراطية، والبنية الخلوية كأساس للتنظيم في الوقت الذي تحولت فيه أغلب الأحزاب إلى تجمعات جماهيرية.
إذن هذه المستويات الثلاث، وبتركيز شديد، هي التي تميز حزب الطليعة في الساحة، فهل هو على حق أو أخطأ في ذلك وحده التاريخ هو من سيحكم عليه، وليس من أراد أن يركب على ظروفه وعلى نضاله وأيضاً على حسن النوايا للبعض وحتى على سذاجة البعض الأخر، للزج بالحزب وبتراثه الغني نحو المجهول ونحو الميوعة التي وصلها ما أصبح ينعت بالمجتمع المدني المخدوم والموجه إلى تمييع نضالات الجماهير وكل الإطارات الجادة والتي تهدف فعلا إلى التغيير، وخير دليل ما وقع لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وهل يتذكر أحدنا ألان خيرات مناضليها واطرها وطاقاتها التي كانت من أصدق وأحس طاقات أنتجتها الجامعة المغربية بكل صراعاتها بما لها وما عليها، فأين نحن من تلك المرحلة ازدهارها الفكري والسياسي المتنور. وعلى حد تعبير البيت الشعري الذي يقول:
"وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي