الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا العربية

حسن عماشا

2014 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من موروثات الفكر القومجي .. تمددت فروعها الى جيل لم يكن موجودا في حقبة المد القومي.
أهمها: ان الصهيونية وكيانها "إسرائيل"، هي وراء كل الأحداث التي تجري في منطقتنا ونتائجها تتحقق على ضوء ما تخطط له. ولا يقف هذا المفهوم عند هذا الحد بل يتمادى الى اعتبار "اللوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة. هو الذي يحدد السياسة الخارجية الأمريكية والغربية ويفرض مخططاته عليهم.
دون ان يستند هذا المفهوم لأي أساس علمي. هو فقط يتكون من مجموعة شواهد معظمها هامشي وفيه من الدعاية اكثر مما فيه من أثر حقيقي في مجرى الأحداث. وهذا في دلالاته المباشرة خضوع لتأثير الدعاية الصهيونية. وغير المباشرة: الهروب من الاعتراف بالعجز والافلاس الفكري، والسياسي الكفاحي. في مواجهة الصهيونية سواء في الكيان الاستعماري الاستيطاني على أرض فلسطين او ادوت الاستعمار الأخرى في نسيجنا الاجتماعي التي تروج لهذا المفهوم وملحقاتها بأشكال وأساليب مختلفة.
اذا كان الغرب الاستعماري سوَق تعاطفه مع الكيان الصهيوني بحجة عقدة الذنب التي ارتكبها بحق اليهود (الهولوكوست ). ليخفي حقيقة الدور الذي يلعبه في تفتيت المنطقة العربية وتنصيب عملائه على الأجزاء التي أسماها أوطان ودول. فأعطى لكل منها دور وظيفي يقوم على تأمين الحماية لمصالحه في منطقتنا رابطا اياها بمعاهدات يزعم من خلالها انو يقوم بدور الراعي والحامي لها. ومد الكيان الصهيوني بكل أسباب القوة التي تؤهله لمواجهة جميع الكيانات العربية وتجعلها تحت التهديد فيما لو حاول أي منها الخروج من حالة الخضوع للسيطرة الغربية والمركز الرئيسي فيها. والذي تحول بعد الحرب العالمية الثانية من الثنائي الفرنسي- البريطاني الى أميركا.
ما كانت " إسرائيل" تستند الى قوتها الذاتية في حماية وجودها بقدر ما كانت قوية بالكيانات التي نصب فيها الاستعمار عملاء له يتبنون رؤاه وثقافته واكتسبوا جنسياته أيضا. حتى ساد في الوعي العربي والاسلامي نوع من الايمان باستحالة هزيمة الكيان الصهيوني من جهة. كما ساد وعي كياني وعصبية شوفينية لم يسلم منها من يعتبرون انفسهم نخب ثقافية تقدمية من جهة أخرى.
هزمت "إسرائيل" شر هزيمة في العام الفين بحرب استنزاف حقيقية عجزت عن مواجهتها فسارعت للهروب من مسارح القتال رغم كل المحاولات التي بذلت لتعطيل مفاعيل هذه الحرب والتدخل الغربي والرجعي العربي بكل الأشكال والأساليب للتأثير في حركة المقاومة وحتى دولة الفاتيكان تدخلت لتجد مخرجا يستر الهزيمة الصهيونية في جزين وحاولت تسويق مشروع " جزين أولا". فلم تجد لدى المقاومة الحقيقية الا اصرارا على الاقرار الصهيوني ومن خلفه الغربي بالهزيمة من خلال اجباره على الانسحاب دون قيد او شرط او حتى تغليف هذه الهزيمة بتسليم المناطق التي ينسحب منها لقوة دولية او بتفاهم يتسلمها الجيش اللبناني على قاعدة حماية المتعاملين مع الاحتلال.
وحاولت "إسرائيل" في العام الفين وسته ان تستعيد ما تسميه "قوة الردع" ووفرت لها كل تغطية ممكنة غربية وعربية وكانت المساحة العربية في تأمين الغطاء والعذر للحرب العدوانية الصهيونية اكبر بكثير من المساحة التي وفرتها أميركا والغرب. وعلى مدى 33 يوما حيث كانت اطول الحروب التي خاضها الكيان الصهيوني مع العرب منذ تأسيسه اذ فشلت في تحقيق أي جزء من اهدافها امام اعداد بسيطة من المقاومين قياسا بالجيوش التي خاضت حروب بوجهها. فتكشفت هشاشة ووهن هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني.
ومنذ ذاك التاريخ تعطل الدور الوظيفي لهذا الكيان في منطقتنا لناحية التهديد لكل من يسعى الى التحرر من الهيمنة الامبريالية. وكشف بالمقابل عن عمالة وتبعية الغالبية العظمى من الانظمة العربية لها ، حتى وان كانت الشعوب العربية قد رأت في هذا مجرد عجز وافلاس وخداع من قبل تلك الانظمة . فما كان من الأدوات العميلة والتابعة في أمتنا الا ان تتراصف بمواجهة المقاومة تلبية لسادتها في الدول الاستعمارية. وبها تنكشف ان الاستعمار فقد الكثير من ادوات سيطرته وها هو اليوم يستخدم اوراق كانت مستترة تحمي مصالحه. ونحن في وضع افضل بكثير والعالم ايضا تغير ولم تعد جبروت القوة الاستعمارية بنفس القدر من القوة التي تملي على العالم ارادتها.
ان اي قراءة عقلانية وبدون تصورات ومفاهيم مسبقة للأحداث، تكشف الى اي مدى نحن نملك من القوة التي تؤهلنا لنكون على طريق تحقيق التحرر الوطني – القومي الناجز. وان كان هذا الهدف دونه الكثير من التضحيات الى ان تتبلور قوة عربية موحدة تترجم انتصاراتنا في ميادين المواجهة الى عملية بناء دولتنا المركزية الموحدة التي عليها فقط يمكن الرهان على وضع امتنا في مسار التقدم والارتقاء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. ونسج عهود التكامل مع محيطنا الاسلامي والعالمي.
وهذا ليس مرهون بارادات هي اصلا خارج الأحداث والتاريخ انما هو مسار حتمي يفرضه علينا الواقع الذي نحن فيه والفارق الذي قد يحدثة التحاق قوى مجتمعية وسياسية هي اليوم تعتبر نفسها غير معنية. هو فقط في تقصير امد الحرب والتقليل من الخسائر والتضحيات.
ان الكيان الصهيوني وأربابه وادواته في نسيجنا الوطني القومي سائر نحو الزوال وما انبثق عنهم من الدواعش وأشباههم مجرد وحوش من حطب لم يجدوا الى الأن القوة الملائمة التي تجعلهم رماد. الا ان افقهم مسدود ووجودهم محدود و لن يبق منهم أحد في نهاية الحرب التي سوف تكون في مواجهة مباشرة مع المستعمرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس