الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل الذي أضاع في الأوهام عمره

طارق ناجح
(Tarek Nageh)

2014 / 7 / 4
الادب والفن


" آه من هؤلاء البشر .. وآه من خبايا صدورهم .. لو إستطعنا أن نخترق حُجُبها .. لولينا منهم فراراً .. ولملئنا منهم رُعباً " .. هذه الكلمات ليست لسيجموند فرويد أو للفيلسوف الألماني شوبنهور .. بل هي كلمات الفيلسوف الفارس الذي ضَّل طريقه الى كتابة القصص القصيرة والروايات التي تفيض مشاعر ورومانسية .. أو قد يكون وجد ضالته ومتعته في التعبير عن أفكاره وفلسفته في كتابتها مثله مِثل مَثَلَهُ الأعلى " نابغة الشرق " توفيق الحكيم  .. إنها للأديب العظيم يوسف السباعي من مجموعته القصصية " خبايا الصدور ". تَذَكَّر إبراهيم هذه العبارة التي قرأها ذات مَرَّه في مكتبة مدرسته الإعداديه .. وهو جالساً القرفصاء .. مُخبئاً رأسه ما بين يديه وركبَتيه في زنزانة بسجن المحافظة العمومي .. وهو يقضي عقوبة الثلاث سنوات بتهمة الإتجار بالمخدرات .. رغم أنه لم يُدَّخِن سيجارة طَّوال حياته . ولكن كما إنه وراء كل رجل عظيم إمرأة أعظم  .. أيضاً وراء كل رجل مظلوم ومهزوم ،  إمرأةٌ خسيسة وخائنة .. وإسألوا شَمشون ونابليون وغيرهم من العظماء والعامة . كانت البداية ( كالعادة ) عندما عاد إبراهيم ذات مساء الى بيته البسيط المتواضع الذى بناه بعد  رحلة تعب وشقاء في خارج مصر وداخلها .. ليجد زوجته في أحضان رجل آخر .. وقبل أن يفيق من مرحلة الصدمة ليدخل مرحلة رد الفعل .. أخرج الرجل الآخر سلاحه الناري ، فأرْدَاه أرضاً مُضْرَجَاً في دٍمائِه ، وفَّر هارباً . أصابته الطلقة في كتفه . . وبدلاً من أن يتمسك إبراهيم بحقّٓ-;-ه في القصاص من زوجته الخائنة وعشيقها الذي حاول قتله .. أقنعته الحيَّه زوجته بأن يقول في التحقيقات أنه قد أصابته الطلقة النارية في الشارع ، وأنه لم يرى الفاعل ..  وكان لها ما أرادت . لا تلوموا إبراهيم ؟؟!  لقد حاول حتى آخر لحظة أن يحافظ على بيته الذي بذل أجمل سنوات عمره ليبنيه .. وما ذنب إبنه الرضيع ليشقَى  بعار أُمًّهٌ طَّوَال العمر . قَرَّر  إبراهيم أن يترك قريته التي شهدت مولده وطفولته  وشبابه .. ليست قريته فقط بل المحافظة بأكملها .. ليذهب إلى أبعد مكان ممكن .. ليبدأ حياة جديده ويحاول أن ينسى الماضي الأليم . وعندما علمت الزوجة العشيقة بِنِيَّة إبراهيم دار الحديث التالي :
العشيقة :- إبراهيم عايزنا  نسافر ونسيب البلد
العاشق :- مش هيلحق .. 
العشيقة :- إزاي ؟؟ 
العاشق :- هَجيبلك طَلَب .. حُطِّيه في الدولاب .
وبعد يومين كان ضابط المباحث في منزل إبراهيم يُخرِج من دولابُه لفافات البانجو ، بُناءاً على بلاغ من مجهول ،  وألقي القبض على إبراهيم ، ومن ثَمَّ حُكِم عليه بثلاث سنوات .. سيقضيها في غَيَاهِب السجون والظلم والغدر والخيانة ..  والغضب مِنْ نفسه وطِيبَتها .. وزوجته وخيانتها .. والدنيا وقساوتها .. 
وفين يا طبيب الدوا اللي يداويني .. مجروح وقلبي إنكوى بخيانة مُحِبيني 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا