الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأطير الاذهان في مخالب المحاور

فياض اوسو

2014 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو جلياً ان دائرة الحرب تتسع لتشمل المنطقة برمتها، ولن تقتصر على مجرد شظايا ولوقت محدد، وانما هناك إرادة أقوى حتى من مصالح الحكومات وانظمة المنطقة ذاتها، وتحولت رموز الأنظمة إلى منفذي الخطط والمشاريع الكبرى التي قد تغير معالم الشرق الاوسط ولن تقف الى حد تسيير مصالح لدول عظمى كما كانت تحصل قبل، باعتبار أن المعطيات تغيرت قياساً بالفارق الزمني إذ لا يصح تصوير المشهد السياسي بأدوات تقليدية اثبتت فشلها حينها، على الأقل بالنسبة لمستقبل الشعوب المنطقة (سوريا ومحيطها الجيوسياسية).
الشعوب في المنطقة عانت الكثير من ويلات الحروب ومظالم الانظمة الاستبدادية وعقلية الطغاة في كم الأفواه على مر الحكومات المتعاقبة، وبمختلف الأنظمة والعقليات، بما في ذلك المجموعات والتنظيمات الراديكالية التي تتبنى التطرف لتثبت ايديولوجيات مختلفة، ومع الأسف اغلبها تتميز بطابعها الشمولي في التعامل والتعاطي في شؤون الناس، بحيث لا تقبل بالآخر المخالف له في وجهة نظر والتفكير والاعتقاد، وكانت تعمل ليل نهار لإنهاء كل من يخالفه في الرأي والاعتقاد، تأسست البنى على مبدأ فكر واحد احد لا يقبل تطوير او التغيير مهما تغيرت الظروف والأحوال ومهما طال الزمن (ابدية القائد وقدسية فكره).
والآن و باعتبار ان المنطقة برمتها تعيش أحداثاً متسارعة ومتداخلة الى حد كبير في الوقت الحالي نتيجة الصحوة التي كسرت حاجز الخوف لدى الافراد من الانظمة وادواتها الامنية المتربعة على انفاس العامة وتسيير شؤونها عقودا من السنوات كقطيع من الماشية، وهم وادواتهم رعاة وحامي الحمى لأسوار قلعة اوهامهم بأيديولوجيتهم المعفنة التي لم تعد تقبله العلم والفكر والحضارة الانسانية بمضي كل هذه الاعوام، مقارنة بالتطور الحاصل في العالم الخارجي من التقنية والحداثة واعتماد ابسط الاساليب في ادارة شؤونهم وباختصار وتكاليف اقل مما كان الاعتقاد به مبهما، بما يحقق الرفاهية لأفرادهم والنضج لمؤسساتهم بمدة اقل.
لكن ومع امتداد عمر الحروب في المنطقة بتغذية العقول والاذهان بأفكار قسمت المجتمعات على اختلاف انتماءاتها الى المروجين لها والمنفذين وأخرى ضحاياها المبعدين عن الانظار والمسامع، بحيث تختفي بوصلة الاحداث بمسارات ومحاور متناثرة هنا وهناك لدى الغالبية، فالمروجين هم قادة الاحلاف في نظرنا ذات الهيئة المرموقة المسلطة عليه الأضواء والمخصصة له المنابر في القاء تعويذاته كمهندس يدير الازمات نيابة عن نفسه وعن الكل بصفته جزء من الحالة التي تبدو كأمر واقع في نظرنا و كصفقة مربحة تتضمن مكاسب غير محدودة في نظره عند محاورته مع نفسه ليخرج بهيئة المنقذ للحالة المأساوية التي تعيشها الافراد وتتحمل تبعاتها، وكمضحي لمصلحته الخاصة للخدمة العامة وفي نظرهم كمندوب لتمثيل الشخصية الاعتبارية في احدى تقسيماتهم للحالة بما يكمل النسق في المخططات المبهورة في اعماق التقاء الأقطاب، أما المنفذين فهم الاغلبية بحكم طبيعة وظيفتهم في تغطية مساحات واسعة ميدانيا حيث يتم تغذيتهم بشحنات ذا مفعول قوي ولمدة اطول عن طريق اعطائهم صفات وصلاحيات تمنحهم القوة إلى حد الموت، وعدم التراجع عن التنفيذ فيما يطلب منه بما في ذلك الوعود بالجنة والحوريات التان اصبحتا تتلفظ بهما من باب السخرية من قبل اناس القسم الاخير الضحايا لكل ما يحدث في الشرق وسوريا، وبأيدي اطفالهم الابرياء للأسف الشديد.
والمؤسف أيضاً أن ما يدور الآن في خفايا اعيننا ومسامعنا يمكن ان يظهر بعد مدة الى حيز الوجود، ودورنا كأفراد على ما يبدو سيقتصر في الالتزام والتنفيذ بحرفيتها، دون أن يحق لكل فرد أن يقيم ويقيس وفق طبيعة الأمور ومجرى الأحداث مع الأخذ بعين الاعتبار العامل الزمني، ليكون الأقرب الى الدقة، لا بل إلى أبعد من ذلك فلا يحق لنا كمتابعين للأحداث الجارية بان نتكهن احيانا فيما يدور في الافق لملامسة الوقائع بأعين المراقبين وملاحقة التخمينات وصولا الى اقرب نظرة تحاكي الواقع الحال الذي نعيشه، ولمجرد المحاولة يتم رشق التهم بالخيانة للوطن والامة وانتهاك حرمة المصالح العليا للشعب وكرامتها، ناهيك عن العمالة لجهات مشبوهة ومعادية لحقوق ومكتسبات الشعب وإن ضاقت بهم السبل يتم استهدافك أخلاقيا بتعاطي المحظورات والتحرش بكرامة الثورة أو القيادة الحكيمة، اما على مستوى المنظمات المجتمع المدني وبوادر اليقظة لا مكان لها في قواميس الانظمة الشمولية أيضاً، وإن وجدتْ فقوالب الاتهام جاهزة لها ايضا دون ادنى حد للمسؤولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا