الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبتة ومليلية: هيئة المخابرات الدفاعية تتوقع استقرار نفقات التسليح عند 8.2 مليارات دولار والمغرب يمنع تظاهرات المطالبة بتحرير المدينتين المحتلتين

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2014 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


توقّعت هيئة المخابرات الدفاعيّة الاستراتيجيّة أن ترفع إسبانيا من قيمة الميزانية المخصصة للدفاع، على امتداد الخمسة أعوام المقبلة، بسبب الخلافات التاريخيّة مع المغرب، بشأن مدينتي سبتة ومليلية.
وأشار التقرير، الذي يحمل عنوان "مستقبل سوق الدفاع الإسباني.. جاذبية السوق والمحيط التنافسي وتوقعات 2019"، الذي أعدته الهيئة، إلى أنَّ "إسبانيا سترفع من مخصصات الدفاع، خلال الخمسة أعوام المقبلة، بسبب خلافاتها مع المغرب، بشأن المناطق المتنازع عليها، لاسيما سبتة ومليلية المحتلتين".
هذ في وقت يسعى الاتّحاد الأوروبيّ إلى عقد اجتماع أمنيّ مع وزير الداخليّة المغربيّ.
ويعدُّ الاتحاد الأوروبي اجتماعًا، قد تحتضنه الرباط أو بروكسل، بين وزراء داخليّة أوروبا ووزير الداخلية المغربي محمد حصاد، فيما ستجتمع اللّجنة التقنيّة في الرّباط، خلال الأيام المقبلة، بغية إعداد جدول الأعمال الأمني، وآفاق التعاون مستقبلاً.
وأوضحت مصادر أوروبيّة، في تصريح إلى وكالة الأنباء الإسبانيّة "إيفي"، أنّه "من ضمن المواضيع التي ستتم معالجتها في اللّقاء جنسيات الجهاديّين، الذين يذهبون إلى سورية انطلاقًا من أوروبا، إذ يستغل الجهاديون من أوروبا، وفي حال المغاربة، ازدواجية الجنسيّة المغربيّة والأوروبيّة، البلد المضيف، في التنقل والسفر، وصولاً إلى سورية، وهذه الازدواجيّة في جوازات السفر تجعل مراقبتهم صعبة". وأشارت إلى أنَّ "اللّقاء الأمني المرتقب سيركز أساسًا على الجهاديّين المغاربة، بسبب ارتفاع عددهم أخيرًا"، وجود 800 فقط من شمال المغرب استطاعوا الانتقال إلى سورية عبر شبكات في سبتة ومليلية، وجنوب إسبانيا.
ومن جانب آخر، لاتزال الأبواب مغلقة أمام المغرب لمعالجة التوتر بشأن الزراعة مع الاتحاد الأوروبيّ.
في هذا الوقت بالذات تضيق السلطات المغربية على مظاهرات المطالبة بتحرير سبتة ومليلية. إذ أدان القضاء المغربي رئيس لجنة تحرير سبتة وميللية والجزر المحتلة يحيى يحيى بالسجن ثلاثة أشهر بتهمة التظاهر بدون ترخيص للمطالبة بتحرير الثغرين، ويعتبر هذا الحكم هو الثاني الذي يصدر في حق ناشط تحرري وكان الأول ضد سعيد شرامطي. وكان معبر مليلية المحتلة يشهد بين الحين والآخر تظاهرات لنشطاء حقوقيين وسياسيين ضد سبتة ومليلية، وارتفعت هذه التظاهرات عندما تعهد الملك محمد السادس بالدفاع عن المدينتين عندما زارهما الملك خوان كارلوس خلال نوفمبر من سنة 2007.
وكانت التظاهرات تجري بين الحين والآخر بدون ترخيص بل وتجري بتشجيع من السلطات المغربية. لكنه ابتداء من أكتوبر الماضي بدأ المتظاهرون الذين يحتجون على شرطة مليلية يتعرضون لمضايقات. ويتزامن الحكم على رئيس لجنة تحرير سبتة وميللية والجزر المحتلة مع تطورات مثيرة من ضمنها مطالبة اسبانيا المغرب بالكف عن الحديث عن سبتة ومليلية، وحدث هذا علانية في لقاء في مدريد بين وزير الخارجية مانويل مارغايو والوزير المنتدب في الخارجية، يوسف العمراني الذي جرى إلحاقه بالديوان الملكي. ويلتزم المغرب الصمت في هذا الملف.
وتروج أطراف أن قرار المغرب بالصمت حول سبتة ومليلية هو برغماتي في الوقت الراهن تجنبا لموقف متطرف من اسبانيا في نزاع الصحراء وهي القوة الاستعمارية السابقة، خاصة وأن المغرب بدأ يفقد الحليف التاريخي فرنسا. وتذهب أطراف أخرى إلى القول إن الصمت لا يجب أن يتوج بإجراءات أخرى مثل مثل هذه الأحكام أو بناء سور لحماية مليلية، لأن هذه الإجراءات سيدونها التاريخ.
ومن المعلوم أنَّ مجلس الوزراء الاسباني اعتمد سنة 2013 خطة استراتيجية جديدة للأمن القومي للبلاد. واحتلت المدينتين المغربيتين المختلتين: سبتة ومليلية أحد المراكز الحساسة والجوهرية ضمن هذه الاستراتيجية. وهكذا باتت سبتة ومليلية رسميا منطقة ذات أولوية أمنية قصوى ضمن استراتيجية الأمن القومي الإسبانية. وطالبت آنذاك القيادة العليا للجيش ببدل المزيد من الجهد الخاص لتغطية دوافع ومتطلبات الأمن القومي بالجيوب المغربية الشمالية المحتلة – والتي تعتبرها مدريد أراضي إسبانية – سيما وأن حلف شمال الأطلسي – وإسبانيا أحد أعضائه - أقصى هذه الجيوب (سبتة ومليلية) من خرائط ومهارات استراتيجيته الأمنية والدفاعية. وهذا يعني أن الحلف الشمالي لا يعترف بكونها أراضي إسبانية أو السيادة الإسبانية عليها. فمناطق الاحتلال الإسباني بالمغرب لا تخضع لمعاهدة الدفاع المشترك للحلف الأطلسي والتي تُقرّ أن الهجوم على إحدى الدول الأعضاء في الحلف يعتبر هجوما على جميع دول الحلف.
فقد تأكد أن هناك تحولا سياسيا لمفهوم الأمن القومي الذي كان سائدا في إسبانيا من قبل، إذ
أصبح مفهوم الأمن القومى الإسباني أكثر شمولا. وهذا ضرب سافر لمشروع تحالف الحضارات الذي سبق وأن اقترحته الإستراتيجية الإسبانية للأمن القومي السابقة، والتي تضمنت بندا خاصا لفكرة تحالف الحضارات جاء فيه أن "تحالف الحضارات مبادرة للتفاهم والوئام بين الثقافات وتستهدف معالجة الأسباب العميقة لبعض الصراعات المحتملة والمساهمة بذلك في دعم السلام ".
ويستفاد من تباين الاستراتيجيتين أن إسبانيا تربط أمنها وأمن أوروبا بأمن الضفة الجنوبية للمتوسط، لذا بوأت المنطقة المغاربية أولوية خاصة اعتبارا للقرب الجغرافي ولأسباب تاريخية ، وهي الأسباب التي انطلقت منها الخطة الاستراتيجية الأمنية لتقديم توصيات بدعم الديمقراطية ودولة الحق والقانون في المنطقة المغاربية وتقوية نموذج اقتصادي واجتماعي ديناميكي، ومراقبة الهجرة ومحاربة الإرهاب والمخذرات وضمان مصادر الطاقة وتدعيم حل تفاوضي ونهائي لقضية الصحراء طبقا لمجلس الأمن من أجل خلق فضاء إقليمي من شأنه أن يشكل قاعدة خلفية لأمن إسبانيا وأوروبا كاملة. لكن اسبانيا اهتمت عن قرب وبطريقة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة الماضية بتقوية قدراتها العسكرية رغم الأزمة الاقتصادية التي تجتازها. يبدو أن التغيرات التي عرفتها المنطقة المغاربية – في نظر القائمين على الأمور بإسبانيا- تشكل تهديدا للأمن الإسباني. لذا وضعوا منطقة شمال إفريقيا و المغرب خاصة ضمن المخاطر المحتملة بالنسبة للجار الشمالي على خلفية قضية مدينتي سبتة و مليلية التي ظل يطالب المغرب باسترجاع سيادته عليهما. وفعلا اعتبر المخطط الاستراتيجي الإسباني الجديد المدينتين المغربيتين المحتلتين ، محورا أساسيا في سياسة الدفاع الإسبانية كقاعدة متقدمة لمواجهة التهديدات المحتملة من المغرب. وهذا وإن كانت الاستراتيجية السابقة لم تتحدث بشكل صريح عن المغرب.
إن الملف الدفاعي الذي كان بمثابة تقديم عام للاستراتيجية الجديدة أشار عدة مرّات إلى تهديدات خارجية دون ذكر مصدرها أو الجهات التي من المحتمل أن تصدر منها لكن اللبيب يعي بسهولة القصد. كما يؤكد الملف الدفاعي أن على اسبانيا- رغم الأزمة التي تعيشها- أن توفر كل الإمكانيات لتحقيق الردع و في جميع الاحتمالات يجب الحفاظ على قوة ردع ذات كافية للحيلولة دون أي تهديد. وفي هذا السياق نصح العديد من العسكريين الحكومة الإسبانية بوجوب تخفيض التواجد العسكري الاسباني بالخارج والتركيز على الداخل ما دام أن اسبانيا ستجد نفسها وحيدة في مواجهة الخطر. وكلمة وحيدة كفيلة بإظهار أن الأمر مرتبط بنطاق خارج الدفاع المشترك (الحلف الأطلسي).
يبدو أن الحكومة الإسبانية نجحت في إيهام الاسبان أن المغرب يعتبر تهديدا حقيقيا لها. وبعد ذلك ضغطت المؤسسة العسكرية الاسبانية على الحكومة حتى لا تشملها السياسة التقشفية والتخفيض من الدعم التي تتلقاه سنويا بفعل الأزمة المخيمة على البلاد.
وقد لعب مجلس الأمن القومي الإسباني دورا حيويا كآلية لتصريف مقتضيات استراتيجية الأمن القومي الجديدة، وهو مجلس يستولى مهام تقييم المخاطر والتعامل مع الأزمات وإدارة الموارد ويتعامل مع التهديدات الرئيسية والمخاطر الأمنية على الصعيدين الداخلي والخارجي إلى جانب تقييم قدرات الاستجابة للأزمات الطارئة. وهذا في نطاق مجالات واسعة، من ضمنها الجريمة المنظمة والتجسس والتهديدات "السيبرانية" (المرتبطة بالشبكة العنكبوتية) وأسلحة الدمار الشامل والإرهاب. وفي السنة الماضية، 2013، أعتطت الحكومة الضوء الأخضر للمراقبة الوقائية على شبكات الإنترنت في إطار مكافحة التهديدات السيبرانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي