الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعرية العراقية المعاصرة وحساسية القراءة المطلوبة

علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)

2014 / 7 / 7
الادب والفن


تمثل الكتابة الابداعية منذ نشوئها – في اغلب الاحوال – معادلا فنيا للتجربة الحياتية , لذلك يعد اتهام الكتابة الشعرية المعاصرة بالعبثية وعم القصدية ــ كما يسمع احيانا ــ ضربا من التجني , فإذا سلمنا بوجود شيء من هذا النوع من الكتابة التي تتهم بذلك الاتهام فإن ذلك ربما يعني ــ عند آخرين ــ امتلاء النص الكتابي بالقصدية سواء كانت قصدية ظاهرة , او قصدية نابعة من ترسبات اللاوعي , وفي كلتا الحالتين قد يجد المرء نفسة ازاء نصوص مفارقة لا تسلم قيادها للفعل القرائي بسهولة , و هذا مكمن الاتهام السابق , فليس من السهل على الذائقة القرائية تغيير عاداتها في التعامل مع الانماط الكتابية الجديدة لاسيما اذا اخذنا بالحسبان ان النص الحداثوي لا يحاول مغادرة التراكم المعلوماتي السائد انما يركز جل اهتمامه على تغيير منهجيات القراءة بتنمية حساسية قرائية جديدة قادرة على التكيف مع متطلبات الضرورة و الحرية التي فرضها الواقع الثقافي العالمي المعاصر .
لكن هذا التغيير في الحساسية القرائية و التكيف مع تبدلات النص الحداثوي لا يتأتي دون ان يكون هناك وعي بالمرتكزات الفلسفية التي يستند اليها النص الحداثوي , فبدون معرفة تلك المرتكزات تبقى ذائقة الملتقي للنص الكتابي محجبة بأكثر من حجاب مما يؤدي الى اتهام الكتابة الشعرية بشتى الاتهامات اقلها : الاتهام بالغموض والعبثية , وهو ما يحصل الان فعلا , وما يتردد صداه بين اوساط اصحاب الذائقة الكلاسيكية .
ان المرتكزات العرقية لتحولات النص الكتابي الجديد يمكن ان تعود كلها الى عاملين اثنين : الاول يتمثل في مطلب الحرية في ممارسة اشكال كتابية جديدة والمناداة بتوليد كل ما هو جديد عن طريق الابتكار او الافادة من القديم , و يبدو انه مطلب مشروع طالما انه يمثل مطلبا انسانيا اصيلا لابد منه , اما العامل الثاني فيتمثل في استنزاف المنهجيات والاشكال والاجناس القديمة لمضامينها , وعليه فان السأم من تقاليدها اصبح ظاهرة واضحة تتطلب الاختلاف والمفارقة والابتكار , فليس هناك طريق واحد يؤدي الوصول الى معرفة الاشياء واستكناه حقائقها , بل ان العقل الحداثوي قد وضع نفسه امام خيارات لا حصر لها , و هكذا اصبح التعامل مع النصوص يسلك مناهج تتعدد بتعدد رؤوس القراء بل بقدر لحظات القراءة .
ان الوقوف على الحقيقة السابقة ومعرفتها ربما يكون مهادا صالحا للتعامل مع النص الحديث على وفق مقبولية ورضا نابعين من وعي قرائي , و في الوقت ذاته يكون حصنا بمواجهة الاحكام الجزافية الرافضة او المؤيدة المبنية على مواقف شخصية عدائية او مجاملة .
ان التغيير الذي استجد في آليات الكتابة وما آل اليه فعل التعبير احدث شرخا يرى فيه البعض انه من غير الممكن تسويته بمهادنة او مصالحة او حتى مجاملة مع النص , و اعتقد ان مرد الامر في هذه الرؤية المناهضة يعود الى عمليات الاستبدال , و اقصد استبدال تقنيات متعارف عليها , الفتها الذائقة لمئات السنين بأخرى مستجدة مستحدثة , فبعد ان كان النص الشعري التقليدي نصا محسوبا بحذر مال النص الحداثوي الى الاسترسال , وبعد ان كان النص التقليدي نصا شعريا خالصا , اصبح نص اليوم نصا تفاعليا يأخذ من الشعر ايقاعه الداخلي القائم على التكرار والجناس والطباق والمقابلة , و من النثر يأخذ السردية والحكائية , والقصصية والمشهدية والحوارية , فضلا على ما تقدم فإن النص الشعري الحديث مال الى تمييع الشكل وعدم التقيد بشكل شعري واحد مثلما كان عليه حال القصيدة الكلاسيكية , وذلك باجتراح تقنيات شكلية كثيرة : كالفراغية والطباعية والتقطيع والاختزال والتهميش والحذف , والكتابة بأكثر من لغة ولهجة وقد جر هذا الى ان يٌنظر الى النص الشعري الحديث على انه نص غرائبي يتسم بالتجريب والغموض حتى وجد من يقول هذا الانفلات من ضوابط الكتابة الشعرية التقليدية ادى الى ان تكون عملية الكتابة الشعرية عملية مجانية يمكن ان يمتطيها من يشاء , والدليل على ذلك _ كما يقولون _ ما نراه من الاعداد الهائلة من الاصدارات التي يكتبها الشعراء الشباب.
ومهما يكن من امر , فان النص الشعري الحديث بأشكاله المتكاثرة وآلياته المتنوعة اصبح واقعا مقبولا لدى شرائح كثيرة من القراء والمتابعين والنقاد والكتاب , و حتى الاوساط الاكاديمية , الى درجة اصبح معها من الصعوبة التنكر له , او رفضه كليا .
ومن المنطلق السابق لابد من القول ان الشعرية العراقية المعاصرة سجلت حضورا طاغيا على المستويين المحلي و العربي من خلال ما ينشر من مجاميع شعرية , او من خلال المهرجانات و الملتقيات التي تقام في العراق او في خارجه , و سنقتصر في دراستنا هذه على ايراد امثلة لعدد من الشعراء العراقيين الشباب الذين مارسوا الكتابة مع بدايات هذا القرن , لنتبين ملامح النص الشعري العراقي المعاصر من خلال عرضها على الافكار الواردة في مقالنا هذا .
لابد من التأكيد على ان الشاعر العراقي المعاصر بات اكثر ترويا وهدوءاً من اسلافه في التسعينات و الثمانيات والسبعينات فبعد مخاضات الحرب في الثمانيات وما افرزته من واقع مأزوم , اعقبه عقد التسعينات والحصار المدمر وما نتج عنه من واقع قلق , يحاول الجيل التالي الوقوف على ارض اكثر صلابة على الرغم من هشاشة الواقع العراقي على الصعيد السياسي , الا ان ما شفع لهذا الواقع ذلك الرخاء الاقتصادي والانفتاح الثقافي الذي شهده البلد بعد التغيير وان لم يكن بالصورة المطلوبة .
لقد تميزت الشعرية العراقية – تبعاً لما ذكر سابقا – بطغيان الطابع الذاتي و بروز الانا الفردي , و قد يكون ذلك ردة فعل واضحة على توريات شعراء العقود الماضية الذين وقعوا تحت عوامل الضغوط السياسية والرقابة المشددة على ما ينشر , فالمتصفح للمجاميع الشعرية التي كتبها صلاح حيثاني , و صفاء ذياب , وقاسم سعودي , وعلي رياض , وسامي محمود , وعلي وجيه , وهيثم جبار , فضلا على الاصوات الانثوية : مريم العطار , وفاطمة الفلاحي , وفيوليت ابو الجلد , و غيرهم . اقول ان المتصفح لمجاميع هؤلاء الشعراء يجد النبرة الذاتية الطاغية , حتى يخيل له احيانا ان هؤلاء الشعراء يتكلمون عن ذواتهم دون مواربة , لكنهم في الوقت ذاته يؤطرون عروض ذواتهم بتقنيات تميل الى السردية الواضحة , فهذا الشاعر صلاح الحيثاني , يؤطر ذاته الشعرية بمشهدية واضحة , و يبدو ذلك جليا من خلال مجموعته : (مثلما تسقط ثمرة في نسيانها ) , و (ماءو غيابك ) مع الميل احيانا الى الاغراق في سوريالية محببة وكأن النص الشعري عنده يمثل تجاوزا للواقع من اجل الغوص فيه , فهو ليس قطيعة خالصة , بل صلة متخيلة مع ذلك الواقع يقول صلاح حيثاني :
كما سأفعل مع اصدقاء قدامى
يباغتون احلامي بأجسادهم الممزقة
من فرط حروبنا الغامضة
سأفعل معك .....
احدثك كثيرا عن الغد
وانا اسبقك الى الهاوية
ومما يميز هذا الشاعر – اعني صلاح حيثاني – تأكيده على الدلالات التي تمنح شخصيته الشعرية طابعها الخاص من خلال المزاوجة بين الذاتية , و الاتكاء على تمثلات الواقع .
و نجد الامر قريبا من ذلك عند شاعر اخر هو صفاء ذياب الذي عنون احدى مجاميعه بـ ( سماء يابسة ) التي انمازت بالسردية والاسترسال الكتابي الواضح , لكن ما يميز هذا الشاعر تلك السمة الانثربولوجية الظاهرة من خلال الحفر في اصوليات الانسان بوصفه كائنا ينتمي الى هذه الارض لا سيما في نصوصه الاولى من المجموعة المذكورة , يقول صفاء ذياب في احدى نصوصه :
الجنوبي
هو ان تأتي دائما الى حين لا تأتي
و الجنوبي ايضا
هذه الغيمة المنشطرة , و قد يسَاقط منها مالم يكن ماء .
ان الالتصاق بالأرض – الام المعطاء – قد يكون دليلا على انسانية الانسان , مثلما هو دليل على سفر الجسد على سطح الغواية , وهكذا نجد صفاء ذياب يولي ثيمة الارض كثيرا من اهتمامه فنصوصه تمثل نظاما اخر للرؤية , انها خروج على الدلالات القارة لتمثل غربة داخل المعطى الشعري والثقافي .
ونجد تأكيدا واضحا عند الشاعر العراقي المعاصر في العودة الى عالم البراءة الاولى – عالم الطفولة الانسانية – بوصفه ملاذا يتيح للذات الشاعرة ان توالف من خلاله بين المرئي و اللامرئي , فهذا قاسم سعودي في مجموعته المطبوعة : ( كرسي العازف ) يحاول خلق صور توحي بالبراءة والصدق ليرتب اوراقه الشعرية كلاعب يحاول ان يخلق من مجموعة من المكعبات صورا شتى , يقول قاسم سعودي في احدى نصوص مجموعته المذكورة :
قريبا ستفتح المقابر ابوابها
سيعود الموتى اكثر شبابا
لكنك لن تعود
لم يجدوا لك جثة
لم يجدوا لك معنى
لم يجدوا اي شيء
سوى ابتسامة قديمة زرعتها على رأس امرأة مجنونة في السوق .
وما يميز نصوص قاسم سعودي ذلك الاحساس بأمل ما يسببه التعلق بذلك السر الكوني الأخاذ الذي تذوب فيه التفاصيل الصغيرة ... انها نصوص طفولية مليئة بالقطيعة , لكنها في الوقت ذاته نصوص متفجرة , مضادة , متوترة تسعى لاكتشاف هوية غير موجودة اصلا .
اما الشاعر علي رياض فقد اولع بالتشخيص والتجسيم من خلال تلك الالتماعات الشعرية التي يحاول ان يجعل منها مشاهد تأخذ اتساعا دلاليا لا محدودا , عن طريق الابحار بعيدا في كوامن الاشياء , لذلك نجد عند هذا الشاعر هواجس تنم عن غواية تخليق عوالم سحرية آخاذه تسعى لاكتشاف البعد الداخلي للإنسان عن طريق الاحتفاء بالمجهول والمكبوت والمهمش , يقول علي رياض في احدى نصوصه :
ثمة شمس في مكان ما
لا حياة هذا النهار
الغيم يفرش بقاع الارض بالظلال
الريح هنا
تحرك ذراعي الفزاعة الوحيدة
تخيف اشباح طيور ترقص تحت الشمس
في حقول ملأي بالعشب و الورود
تلاعب مزارعا غاضبا .
اما الشاعر صفاء خلف , و من خلال مجموعته ( زنجي اشقر ) فقد تميزت نصوصه بمسحة شفيفة من الحزن , و الالحاح في مناوشة ساحة المقدس , لكن اهم ما يميز نصوص صفاء خلف ذلك النفس الشعري المعطاء , حتى يخيل للقارئ ان الكلمات تخرج دون تعسف وهذا ما يحسب للشعرية العراقية المعاصرة التي ابتليت كثيرا بالتصنع والتزويق , ويمكن ان يلاحظ القارئ لمجموعة ( زنجي اسود ) ان صفاء يسترسل بالكتابة في الوقت الذي لا يجعل عوالمه الشعرية تنزل الى مستوى المباشرة فالغموض عند صفاء يمارس اغواء قرائيا واضحا اذ ان الكلمة عنده ليس أداة , انما هي دلالة , فهو لا يتقصى الواقع الخارجي بل يحاول ان يعيد تشكيله , يقول في صفاء خلف احدى نصوص المجموعة المذكورة :
قدماي آثمتان
نشيدي كسرة خبز مسمومة
وريدي , دم لا يصلح للحب .
اما الشاعر الشاب علي محمود خضير فقد يجد القارئ في مجموعتيه الشعريتين : ( الحالم يستيقظ , و الحياة بالنيابة ) وعيا شعريا ولغويا واضحا , فضلا على ميله الى الومضة الشعرية المركزة التي تشي بشيء من العمق الفلسفي و الرؤية الصوفية المغايرة التي تحاول الطرق على اللا مفكر فيه مثل قوله في مجموعته ( الحالم يستيقظ ) :
الاخرون , وحدهم
من يجعلوننا نكبر
هم ايضا بإمكانهم
ان يدعونا صغارا
الى الابد
ونجد عند علي محمود خضير نزوعا ذاتيا لكنه في الوقت نفسه نزوع ينحو لأن يكون دالاً على ديمومة الاتصال بين الذات و الكون بوصف الذات صورة جوهرية سرعان ما تنكشف عن الاتساع المطلق للوجود , يقول علي محمود خضير في احدى نصوص ( الحياة النيابة ) :
انني لا اريد احداً
في لحظتي الخاصة هذه
اريد جسدي وروحي
سالمين
من شظية الماضي
اما الشاعر ميثم الحربي فقد تميز بثقافة شعرية واضحة أهلته ان يكتب نصوصا يمكن ان تحتل مكانا مميزا في المتن الشعري العراقي المعاصر , ففي مجموعته ( اقول آه فتكرر الكلاب نباحي ) نجد تجسيدا لرؤية شعرية عميقة ففي نصه ( جسديون ) يقول الحربي :
الجسد
سؤال يتجعد في المرايا
الجسد
رحلة في الخليقة
ليس منا من لم يتجسد
حتى الله
رأيناه متكورا
في جبة العلاج يزاول التجسد
و يتلاشى في ذلك الحلول
فالجسد في هذا النص علامة تشغل المكان , او هو ايقونة للكتلة والكثافة – كما يقول الناقد وليد منير – فالجسد – هنا – مسرح الشعلة الشعرية المتوهجة , انه وشيجة بين الارضي و المقدس . فنص ميثم الحربي هذا و نصوصه الاخرى تحول الجسد الى ايقونة فيما تظل الروح عنده جوهرا يمسرح فيه تأمله ببراءة شعرية .
اما علي وجيه الشاعر العراقي الشاب , فأنه يمثل علامة مميزة في الشعرية العراقية المعاصرة من خلال ثقافته اللغوية الواسعة , و مخيلته الشعرية , و مقدرته الواضحة على الانفعال في الفكرة , و معرفته التراثية المميزة , ففي مجموعته النثرية ( سرطان ) تشي نصوصه بنفس شعري ربما يحاكي به كبار الشعراء فالتجربة الشعرية عند علي وجيه بصيرة يحاول ان يعضدها في كل مرة بعوالمه التي يخلقها , حتى الآلام عنده تظل معاناة مقدسة وهو يعي تماما ان الخلاص من تلك الآلام يعني الموت , لذلك فهو دائم التبصر في تلك الحقيقة , يقول في احدى نصوصه :
و نحن كـ ( نحن )
نحتاج لقيامة خاصة بنا
بـ ( خمس نجوم ) تحيط مطلقنا الاحول
و ( نحن )
تناسلنا اوطانا مالحة .
ونجد عند الشاعر هيثم جبار عباس – لا سيما في مجموعته : (زاد الطريق ) – انشغالا خاصا بالمكان , المكان الذي يحاول الاخلات من قبضة الذاكرة , يقول هيثم في احدى نصوص مجموعته المذكورة
ابني لنفسي اوطانا
واهجرها لم يستقر
ابداً في داخلي
وطني
وينظر هيثم جبار للأشياء في نصوصه اغلبها بوصفها بكراً غير مسماة , لذلك تراه يجوس برغبة منه تلك الارض العذراء .
ويمتاز الشاعر مهدي النهري بحساسية شعرية مغايرة , ترتد بأصولها الى بيئته النجفية وما عرف عنها من اعتداد وكياسة في القول الشعري , ففي مجموعته ( مسودة للبياض ) يجد القارئ ان النهيري يغترف من منبع ذاكرته الثر ما جعل نصوصه تبدو و كأنها تعانق السمو , و تحلق بعيداً في عوالم من الخيال جميلة طالما افتقدتها الذائقة العراقية المعاصرة , و مهدي النهيري ينحت المعاني نحتا , يقول في مفتتح مجموعته المذكورة :
قال معنى : اريد ماء , فقالت
وردة اللفظ : لم يعد بي ماء
قال وجه : اين الملامح ؟ قال
الملح : جفت كما تجف السماء
قال قلب : اين النساء ؟ فقالت
لغة الشعر : في السطور نساء .
وفي حقيقة الامر تبدو نصوص مهدي النهيري و كأنها تمثل قطيعة مزدوجة مع نصوص معاصريه , فهي مشاكسة محببة داخل المعطى الشعري الراهن , وفي الوقت ذاته فإنها نصوص جدلية تتحرك بين معطيات الذات و تمثلات الآخر , لتبدو احيانا و كأن تلك النصوص مهمومة بقول ما تضمره الكلمات .
اما الشاعر حسام لطيف البطاط الذي امتلك ناصية العمود الشعري كما امتلكها مهدي النهيري , وفي الوقت ذاته لم يأسره العمود تماما , بل نجد ان البطاط قد انفتحت اساريره الشعرية على اجناس الكتابة الشعرية المختلفة وهو ما يؤشر مستقبلا واعدا في جسم الشعرية العراقية المعاصرة , ففي مجموعته البكر :
( عزلة بلون البحر ) تطالعنا نصوص تحفل بالثراء الجمالي الذي يأسر القارئ , يقول البطاط في احدى نصوص المجموعة المذكورة :
لي آيتان : قصيدة مخضوبة
و دعاء ام للجراح نقاء
تترنح الكلمات بين اصابعي
الما فيرشف خمرهن حياء
ورسمت من صخب السنين حكاية
ظمأى يصوغ حروفها الفقراء
ولا بد من التأكيد ان نصوص ( عزلة بلون البحر ) تبدو و كأنها محاولات لإعادة النظر في الدلالات القارة , والسعي نحو المفارقة بوصفها فعلا ثقافيا واعياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا