الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الثانية والأربعين لاستشهاد غسان كنفاني -بالدم نكتب لفلسطين-

وسام الفقعاوي

2014 / 7 / 7
القضية الفلسطينية


في الذكرى الثانية والأربعين لاستشهاد غسان كنفاني
"بالدم نكتب لفلسطين"
بقلم: وسام الفقعاوي.
في مثل هذا اليوم وقبل اثنين وأربعين عاماً، هز حي الحازمية ببيروت، انفجاراً مدوياً حوَّل جسد الأديب والكاتب والمفكر المناضل الفلسطيني غسان كنفاني، وابنة أخته الزهرة اليانعة "لميس"، إلى أشلاء ممزقة، ملأت مسرح الجريمة البشعة والإرهابية، التي لم يتأخر إعلان دولة العدو الصهيوني مسؤوليتها عنها، ومن رأس حكومتها آنذاك غولدمائير.
اثنين وأربعين عاماً مضوا من عمر الجريمة، ورغم هذا الاعتراف الصريح، لا يزال السؤال حاضراً: لماذا اغتالوه؟! وكيف لهم أن يفجروا جسداً فتك به داء السكر قبل أن تفتك به عبواتهم الناسفة، وهو لم يتجاوز الستة والثلاثين ربيعاً من عمره؟! وما هي دلالات هذا التفجير/الاغتيال؟!.
بقيت كل الإجابات في إطار المحاولات حتى اللحظة، لأن استمرار السؤال طوال هذا الزمن، لا يعني سوى أن الإجابة الشافية لا زالت "عصية" وبعيدة في ضوء واقع الحال الذي وصلنا إليه عربياً وفلسطينياً. كون الإجابة أولاً، من لحم ودم تناثر في ساحات المهاجر واللجوء التي لا زالت قائمة منذ ستة وستين عاماً، وكونها ثانياً، من طبيعة وحجم المهمة التاريخية والقضية الوطنية والقومية التي تصدى لها غسان منذ ريعان شبابه. فهل في ضوء أزمة المشروعين الفلسطيني والقومي معاً، يمكن أن نكون أؤلئك "المدافعين الفاشلين" الذين تحدث عنهم غسان؟!.
إن إحياء ذكرى غسان الأديب/الكاتب/الرسام/الإعلامي/ المناضل/المفكر/الشهيد، الذي من شدة قناعته بفكرته صرخ فينا: ليس المهم أن يموت أحدنا... المهم أن تستمروا. وفعلاً استمر مشتبكاً مع العدو، فلم تثنيه تهديداتهم، ولم يقعده ألم وضغط المرض وحقن الأنسولين حتى لحظة استشهاده. بحيث تجلت هنا قناعتة بالثورة، نهجاً وطريقاً، وعياً وممارسةً، قولاً وفعلاً، نبلاً وأخلاقاً، قدوة ونموذجاً، كلمة شاعر وريشة رسام ورصاصة مقاتل، وهو القائل: "الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت، الثورة وحدها هي التي توجه الموت، وتستخدمه لتشق سبلاً للحياة".
كما هنا يرتقي الأدب المقاوم، وتنصهر الذات مع الجماعة ولأجلها. ويغدو المثقف ثورياً بامتياز، ذلك المثقف العضوي بين جماهيره وفي مقدمتهم، فيصبح "الإنسان قضية"، وتتحول كتاباته/رواياته/قصصه: رجال في الشمس، أم سعد، عن الرجال والبنادق، وعائد إلى حيفا... الخ، أيقونة ثورية، وملاذاً للاجئين في خيامهم، وعياً وتحريضاً وسلاحاً، لتؤذن بشروق الرجال الحقيقيين/الفدائيين بتعبير غسان ذاته، الذي يؤكد: "إن سلاحنا الوحيد الذي نستطيع به خوض المعركة، ليس هو الكلاشنكوف أو الدوشكا، فذلك سيجعل منا جيشا عربيا خامس عشر لا يختلف عن الجيوش الـ ١-;-٤-;- (بحسب عدد الدول العربية آنذاك) إلا بأنه أضعف من أكثرها ضعفاً. إن سلاحنا أمام العدو الهائل والقوي والمطلق التفوّق، هو الجماهير، وبالطبع إن هذه الجماهير ليست كلمة سحرية، وقوتها ليست في تراكمها الكمي، ولكن في التنظيم، أي الحزب والحزب الجماهيري المقاتل هذا ليس جمعية خيرية، ولا نادي شعراء حماسيين ولكنه الحزب المحكوم بفكر وبرنامج وقيادة القوى الأطول نفسا في المعركة، والأقل احتمالاً للسقوط في التعب عند الضربة الأولى أو الثانية والمنظَّم تنظيماً حديدياً على ذلك البرنامج". وشروق الرجال الحقيقيين/الفدائيين، لا يمكن إلا أن يكون نحو "الهدف"، والهدف الذي لا يمكن إلا أن يكون فلسطين، يفرض إعلامه المقاوم، ينميهم ويحثهم ويحفزهم ويغذي عقلهم وروحهم بالوعي والحقيقة، فاستحقوا بجدارة مجلة الهدف، وشعارها الموسوم على صفحتها الأولى دائماً "الحقيقة كل الحقيقة للجماهير"... فأين نحن من ذلك؟!.
نعم... استطاع العدو الصهيوني اغتيال غسان كنفاني وغيره كثيرون، لكن في المقابل هل وعينا قول غسان: "إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست