الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غابة -الكارتينغ- بآسفي تُغْتال في واضحة النهار ...فهل من منقذ؟

رشيد عوبدة

2014 / 7 / 7
المجتمع المدني


حقيقة لم يكن تفاؤلنا جميعا كساكنة لمدينة آسفي بانطلاق المشاريع التنموية والاقتصادية الكبرى الا سرابا سرعان ما تبدد بمجرد الاعلان عن بداية عملية اغتيال غابة "الكارتينغ" ...عملية الاغتيال هذه تمت في واضحة النهار مع سبق الاصرار و الترصد و بعنف رهيب ووحشية لا تمت لقيم انسانية او بيئية...
غابة "الكارتينغ" لا يخفى على عموم الساكنة ما كانت تمثله من اهمية بالنسبة للمدينة، فهي متنفس طبيعي و ترفيهي يلجأ اليه السكان للتمتع بالمشهد الجميل و لانعاش النفس بعد ابتعادها عن صروح المدينة الاسمنتية ، كما انها كانت احدى الواجهات الاكثر جاذبية باعتبارها تقع في مدخل المدينة، الا انه و للأسف الشديد و بعيدا عن هذه الانفعالية الوجدانية، حدث ما لم يكن منتظرا حدوثه، فقد نزلت دبابات وجرافات لغزو المكان و اجتثاث الاشجار ووضع حد لهذا المكان الاخضر الشامخ منذ سنين، و الذي كان يعتبر ارثا ايكولوجيا طالما صمد في وجه التقلبات المناخية، ليعلن استسلامه للأيادي الاثمة التي تسعى بكل جهدها للقضاء على الاخضر و اليابس و التي تقتل كل ما هو جميل في هذه المدينة تحت ذريعة "المصلحة العامة" ، فأي مصلحة عامة هذه التي يتشدق بها هؤلاء المسؤولين الجاهلين بأهم قيمة، الا وهي ان المحافظة على البيئة يعتبر واجبا وطنيا به نحمي اهم ثروة محلية من الزوال؟
لقد كانت اشجار "الكارتينغ" صمام امان يحمي المدينة من ثلوث الشاحنات ووسائل النقل الاخرى القادمة الى اسفي بشكل مستمر اضافة الى ثلوث المعامل المعروف لدى الساكنة، فإضافة الى ان الغابة هنا كانت رئة المدينة الصحية فقد كانت تمنح قيمة جمالية على المنطقة، و لئن كان مرتكبو هذه المجزرة في حقها الآن فانهم ملزمون بزراعة تعويضية للعديد من الاشجار بغية التكفير عما اقترفوه في حق غابة "الكارتينغ"، فمعلوم ان هناك اشجار عمرها يتجاوز العشرة عقود و مع ذلك لم ترحم دبابات الاجتثاث هذه الاشجار، و لعل الامر لا يعدو ان يكون مجرد خطوة تمهيدية لفتح المجال للغزو الاسمنتي الحقيقي الذي تتجند له مافيات العقار منذ الان .
الكل في المدينة يتساءل لم لَمْ يفكر مسؤولو المدينة في إقامة مشاريع تنموية في اطار شمولي يفيد البلاد و العباد و ذلك بوضع مخطط استراتيجي للغطاء النباتي و الحزام الاخضر يحمي المدينة و سكانها من سطوة الاخطبوط الاسمنتي الذي بات يهددنا جميعا و يفقد حياتنا بريقها النقي، فالحفاظ على الجانب الايكولوجي و التنمية المستدامة وجهان لعملة واحدة، اذ لا يمكن تصور اي تنمية بدون محافظة على البيئة، التنمية هدفها الانسان، هذا الاخير وجوده رهين ببيئة سليمة و هواء نقي ، وهذا لا يمكن تحققه بدون غابات و مساحات خضراء و لنا عودة في مقال اخر نرصد فيه تاريخية المناطق الخضراء باسفي ...
ان التفكير في اصلاح و تهيئة المدينة و توسعها لا ينبغي ابدا ان يكون على حساب مساحاتها الخضراء التي تعتبر متنفسا لكل الساكنة ، فهل من رجل رشيد يصغي لشكوانا كما شكوى اشجارنا ...



بقلم : نبيل الموذن
و رشيد عوبدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت


.. لحظة اعتقال مواطن روسي متهم بتفجير سيارة ضابط سابق قبل أيام




.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية