الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش الجنسى الجماعى انذار لانهيار التماسك الاجتماعى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2018 / 3 / 7
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها


ظاهرة التحرش الجنسى الفردى هى ظاهرة اجتماعية موجودة بمعظم دول العالم وعبر التاريخ ولكنها تختلف فى اسلوبها من زمان لزمان ومن مكان لاخر.
وكل دول العالم تجرم التحرش الجنسى بعقوبات مختلقة ... ولكن لان كل المجتمعات الحالية هى مجتمعات ذكورية فاحيانا بعضها يغض النظر عن بعض التحرشات البسيطة مثل كلمات الغزل العابرة التى لا تحمل معانى جنسية ويحدث هذا التغاضى عادة فى المدن الكبيرة جدا ذات الكثافة السكانية العالية . والتى تعانى من تدنى وضع المرأه فيها ..
وتعتبر الدول الاوروبية هى اقل الدول فى العالم التى تشهد تحرشات جنسية فردية فى شوارعها او مراكز تجماعاتها , بينما تم اعتبار مصر وافغانستان هما اعلى دول العالم فى حدوث ظاهرة التحرش الجنسى الفردى .
وقد تناولت الصحف ووسائل الاعلام خلال الفترة الماضية موضوع التحرش الجنسى الفردى باسهاب شديد .ولكنها يبقى موضوع للدردشة ولكن ليس لتقديم حلول علمية عملية .
الظاهرة الاكثر خطورة فى موضوع التحرش الجنسى .... هو التحرش الجنسى الجماعى .. لانه ظاهرة اجتماعية غير موجودة بمعظم دول العالم انما بالعكس هى ظاهرة اجتماعية حديثة بمصر واذا كانت موجودة بدول اخرى فمن المؤكد انها دول فقيرة جدا وتعانى من كثافة سكانية عالية وتعد على اصابع اليد ..
فالتحرش الجنسى الجماعى عرف تاريخيا فقط عند حدوث الحروب وعند انتصار دولة على اخرى فيقوم الجيش والقوات الغازية بالقيام باعمال نهب وقتل واغتصاب جماعى كنوع من الذل والهوان والنيل من المهزوم ... لان انتصار دولة على دولة هو ليس انتصارا عسكريا فقط وانما يكون انتصار عسكرى واجتماعى وثقافى وهو يمثل ارتفاع مجتمع وهو المنتصر وانهيار مجتمع وهو المجتمع المهزوم.
لذلك فان تكرار حدوث هذه الظاهرة الاجتماعية الجديدة فى المجتمع المصرى تدق ناقوس خطر عن ظهور انهيار جزئى فى نسيج المجتمع المصرى .هذا الانهيار عادة لا يحدث الا عقب الانهزام فى الحروب فقط ..... ورغم هزيمة مصر من اسرئيل عام 1967 لم يحدث للمجتمع المصرى هذا الانهيار المجتمعى ...وانما ذاد تماسكة ونجح فى اكتوبر 1973 فى تعويض الهزيمة القاسية التى تعرض لها واستكمل بالمفاوضات عودة ارضه التى فقدها .
ان استغلال الزحام الشديد فى التعدى جنسيا على فتاه او اكثر من مجموعة من الشباب او الرجال فى دولة هى شديدة الحرص على اعلان شدة تدينها من خلال اذاعة الاذان بكل محطاتها الاذاعية والتلفزيونية خمس مرات فى اليوم ووجود تعليم اذهرى من الحضانة الى الجامعة والحرص على ذكر الشريعة الاسلامية فى المادة الثانية فى الدستور ..... فرغم تعدد هذه المظاهر الدينية نجد هذه الظاهرة الاجتماعية الفردية القبيحة متواجدة لتوضح ان مصر بلد المتناقضات .
ان مصر بعد ان نجحت الانظمة السابقة فى الاحتفاظ بها فى حالة استاتيكية لعشرات السنيين ... الا ان 25 يناير رغم كل ما يقال عن كثير من المساؤى التى ظهرت بعد ذلك التاريخ الا ان ظهور الامراض الاجتماعية المصرية على السطح بعد ذلك التاريخ قد يعطى مصر فرصة تاريخية اذا احسنت استغلالها واستطاعت ان تعترف بوجود هذه المشاكل اولا ثم وضع الدراسات العلمية لحلها والبدء فعلا فى اتخاذ الخطوات العلمية فى حل مشاكلها الاجتماعية, ومن اهم هذه المشاكل التحرش الجنسى الجماعى والبطالة وارتفاع الفروق بين الدخول ..اذا تم ذلك تكون مصر وضعت قدمها على اول الطريق الصحيح ... واذا كانت دول مثل المانيا او اليابان سبقت مصر فى بناء نفسها من الصفر بعد الحرب العالمية الثانية .. فأمام مصر فرصة اختيار طريق العلم والقانون والجهد والعرق ... او طريق التناقضات التى سارت وتسير علية دول العالم الثالث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة