الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 47

مليكة مزان

2014 / 7 / 21
الادب والفن



أهنتَ الجسد ... خذلت الحب ...

من له سوابق في خيانة الروح إهانة الجسد إنجاز همجي لا يتطلب منه أي جهد شيطاني إضافي .

أهنت الجسد . بعطره الجريح ما تزال إهاناتك عالقة ، باقتفاء بسيط لتبعات إهاناتك تلك أنجح في القبض عليك .

كل من يتصفح ملفات قبضي عليك أتوقع أن يسألني إحالة ما على مصادري . لماذا فقط لا يصدقون أن وفائي للجبل وحده كل مصادري ؟!

أقبض عليك . يخضعك القبض لأصعب استنطاقاتي :

ـ رجاءً لا تحاول المراوغة ، كن فقط متعاوناً ! أجب ، إهاناتك للجسد منذ متى تحملها بطاقة وطنية ، وتسفيهك لكل معنى راق للحب متى صار جنسيتك الثانية ؟!

ـ ...

ـ بل قل ، على أي جسد بعد جسدي صرت ترتل أكاذيبك ؟ قل ، لِمَ يصر شاعر مثلك ألا يحلم ، عفواً ، ألا يكذب ... إلا وهو يخون سرير امرأة ؟

ـ لأن الوطن وسرير امرأة جبهتان لنضال واحد ...

ـ تريد أن تقول : جبهتان لكذب واحد ؟!

ـ إيـزَّا .. هل تريدين الحقيقة ؟

ـ أجل ، كل الحقيقة ، لا شيء غير الحقيقة !

ـ تيقني، إذاً ، من أن جسدك أجمل شاعر راقص صادفته في مغامراتي ومطارداتي، بل تيقني من أن سريرك جائع ثائر أصدق مني لكن ، آسف ، لا ضمانات معهما لي . اللحظة، عزيزتي إيـزَّا ، غير متسامحة كما ينبغي ، اللحظة قذرة أكثر مما يمكن لك أن تتصوري ، لذا بجسد أقل أكتفي ، لذا إلى سرير غير سريرك مجبراً ترينني دائماً أمضي!

***

بكل نبل حاولتُ إبقاءَكَ مخلصاً للجسد ، متصلاً بالحب ...
بكل حب ثابرتُ لأتوجكَ على عرش امرأة تشبهني ...

بكل قسوة عنيداً مضيتَ تحاصر كل إلحاح لديَّ على النبل ، على الحب !

لا عجب وأنت الشاعر يتواطأ لوأد قصائد الثوار ...
لا عجب وأنت الداعية يخون ما يحمله من شعارات وأفكار ...
لا عجب وأنت الحقوقي الباذخ النذالة كلما تعلق الأمر بكرامة الجسد ...

فلا تستغرب ..
إذ أغلق دونك الثغرات ،
إذ أطرد كل الخيانات بما فيها أنت !

لا تستغرب إذ أفضلني جسداً حطاماً على أن ألقي بكل أسلحتي بين يديك.

أم تنتظر أن أراقصك بنفس الجسد / الحطام ؟!

ما أفعل ، إذاً ، بجسد طالت أظافره برعاية سامية منك ؟!

***

وها تلاقينا ... ها عناقنا ...
تحت سطوة انفصامك ، يضيعان ما بين مد وجزر ..

مد .. حين تريدني أن أرقص بين يديك أنثى ثائرة واعدة .
جزر .. كلما ذكَّرتك بما ينبغي في حضرة هذه الأنثى من خشوع .

عجباً كيف تكون همجياً حتى وأنت عاشق ثائر ؟!

ـ لستُ وحدي :

الانفصام الصارخ مشكلة أغلب المثقفين في كل بلد ، والفلسفة المحاصرة لكل أنثى مثلك ثائرة تراث عالمي لكل الإنسانية وإنجاز ذكوري تجاوز كل الحدود .

ـ مساكين هم دعاة حقوق الإنسان ، فكلما اقتربت خطواتنا من المنصة أعادوا علينا تلاوة ما تيسر من قرآنهم في وأد النساء !

بهذا لخصت إحدى الفيسبوكيات العراقيات هذا الانفصام الصارخ الذي يعيشه المثقفون المناضلون على كل بقعة شقية من الأرض .

ولأني لا أريد لنا هكذا نهاية مازلتُ أكتبكَ جرحي ...

أكتبك وأعرف أنك لا تحترم جراح الآخرين حتى ولو صارت كتبا ، لا تحترمها ، يا ثائراً اعتنقت فكره كأنه آخر ما توصل إليه العصر ، اعتنقته أنا التي ، إذ خلتكَ ستزين حرائقي بحدائقك ، وجدتني ، ضداً على اللاحب ، سدى أقيم معبداً للحب .

لهكذا حب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق