الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سجينات الفقر
فاطمة ناعوت
2014 / 7 / 22حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
“النسوان ميتسجنوش. السجن للرجالة بس، متخافيش أومال!” وتصدق المرأةُ التعسة و"متخافش". وتعترف على نفسها بجريمة لم تفعلها، وتقرُّ بأن هذه المخدرات، أو قطعة السلاح، تخصّها، لتنقذ زوجها أو شقيقها أو أيًّا كان "الذكر" المجرم الذي أقنعها بأن "لا سجن لامرأة"!
حالات موجودة في سجن النساء ممن وقعن ضحايا الهيمنة الذكورية التي يمارسها رجلٌ لاستغلال امرأته لتدفع ثمن جرائمه. أسميهن: "سجينات الجهل"، لأنه الأداةُ التي توسّلها مجرمٌ لإيقاع فريسته. وثمة نماذجُ أخرى وراء القضبان من ضحايا العوز، أسمتهن الكاتبة الصحفية نوال مصطفى: "سجينات الفقر"، ثم تطور المصطلح فيما بعد إلى: “الغارمات"، وأرى أن التعبير الأول أقوى، لأنه يحمل المعنى المزدوج: سجيناتٌ بسبب الفقر، وفي الوقت نفسه هن أسرى الفقر والعوز؛ فإنما ألقت بهنّ وراء القضبان جنيهاتٌ شحيحاتٌ لا يملكنّها لسداد قسط ثلاجة أو بوتاجاز!
كانت "أميمة" أول سجينة تحرِّرها الأستاذةُ نوال عام 2007، بعدما دفعت عنها مبلغ الدَّين، وبعدها توالت السجينات المُحرّرات حتى تخطين 150 سجينة؛ خرجن للنور على يد الجمعية التي أنشأتها الأستاذة نوال منذ عشرين عامًا: "جمعية رعاية أطفال السجينات"، تلك لم تكتف بدورها الطوباوي مع السجينات، بل تخطّته لأطفالهن الذين يولدون ويعيشون سنواتهم الأولى في عتمة السجون دون جريرة، اللهم ما جنت أمهاتهم. فتقدّم الجمعية الدعمَ النفسي والمادي والتربوي والطبي لأولك الأبرياء. ولأنها ربّةٌ من ربّات الثقافة والتنوير، أدركت الأستاذةُ الجميلة أن السمكة تُشبع لحظةً، أما الصيد فهو تأميُن مستقبل، لهذا تقيم ورشًا فنية للسجينات الموهوبات ليقدمن إبداعهن من نحت ورسم وغيرهما، وورشًا تعلمهن مهنًا يعتشن منها بعد خروجهن.
تلك خطّتها المستقبلية، لإنشاء مشروع "حياة جديدة" يهدف إلى مساعدة خريجات السجون لكيلا تنغلق أمامهن أبواب الرزق فيقعن فريسة الاستدانة، ثم السجن من جديد. ويعمل المشروع على تهيئتهنّ نفسيًّا ليندمجن في الحياة السوية كمواطنات صالحات، وتهيئة المجتمع لقبولهن فلا يلفظهنّ.
لتكن زكاةُ فِطرنا لجمعية رعاية أطفال السجينات على حساب 170924، بنك المؤسسة العربية المصرفية ABC Bank، لمحو دمعة خوف أو مرض أو جوع أو انكسار على وجه طفل تعس، ومساعدة أم تائبة لا تريد أن تخطئ من جديد. فإن تبرعتَ، حددْ مسار مالك أين تود إنفاقه: شراء أغذية وألبان، أم علاج أطفال مرضى، أم إخراج سجينات غارمات، أم رعاية سجينات لا يزورهن أحد، أو مُفرج عنهن لا يجدن مورد رزق.
تحية احترام للسيدة الكريمة التي جعلت من قلبها واحة محبة واحتواء لنساء نبذهن المجتمع، ولفظهن الناسُ فرموا أحجارهم، وليس بين الرُّماةُ مَن بلا خطيئة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - وكم من ملاك فيك يامصر
حسنين قيراط
(
2014 / 7 / 22 - 17:13
)
الرائعة فاطمة المعمارية بعد السلام والتحية
أولا مبروك للباشمهندس مازن وعقبال الدكتوراة
ثانيا مقالك عن ملاك الرحمة نوال مصطفي أسعدني أنا شخصيا لأنني متابع جيد لنشاط السيدة الفاضلة نوال مصطفي ويكفيها فخرا رئاستها لجمعية رعاية أطفال السجينات جعلها الله في موازين حسناتها بقدر ما ساعدت في رفع المعاناة عن مئات السجينات ذوات الحاجة أما عن تاريخها الأدبي فهي من الأديبات التي نجحت في ترك بصمة واضحة سواء في أخبار اليوم أو فيما ابدعت فيه من روايات وتراجم لشخصيات هامة كنزار قباني ومي زيادة
الرائعة فاطمة المعمارية العين شمسية لك شكري وإحترامي علي هذا المقال الراقي عن ملاك من سيدات مصر الفاضلات .... وكم من ملاك فيك يامصر
.. الرئيس بورقيبة ساهم في تحرير المرأة في #تونس بعد الاستقلال و
.. -الحجاب الروحي- حفل لحلمي مهذبي في باريس • MCD
.. دراسة تؤكد أن 70% من الصحفيات في لبنان تعرضن للتحرش الجنسي
.. بابا الفاتيكان يغسل ويُقبل أقدام 12 امرأة سجينة في روما بمنا
.. حقائق وأسرار بيع النساء في سوق النخاسة، تكشفها إيزيديات ناجي