الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آراؤهم المسبقة تتحكّم بنقاشاتهم

راضي كريني

2014 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


22-7-2014
أحيانا، تنتابني كفلسطينيّ حيرة الفقيه الذي استغاث بـ "أبو نوّاس"، ورجاه أن يفتيه بما يشغل باله بحيث لا يخرج عن الحقيقة، فاستعدّ أبو نوّاس، وقدح ذهنه؛ ليطلق عنان تفكيره الإبداعيّ ويجيب على سؤال الفقيه المحيّر وقال: قل ما هذا الأمر حتّى أفتيك؟
فقال الفقيه: ما هو الأفضل؛ المشي أمام الجنازة أم خلفها؟
فقال أبو نوّاس: لا تكن في النعش، وسرْ كيفما شئت.
يأمر الجيش الإسرائيليّ المواطنين الفلسطينيّين في قطاع غزّة بمغادرة منازلهم إلى... (ليس إلى البحر؛ لأنّ غزّة بلا شواطئ) ليتقدّم أفراده من خلف وأمام آلة الاحتلال والقتل والدمار!
لو سألنا "أبو نوّاس" في هذه الحالة: مَن المحمول في النعش؟! ومَن الذين يسيرون في الجنازة وكيف؟!
وعندما أتابع تصريحات عبّاس، تنتابني كفلسطينيّ حيرة "أبو دعّاس"، ابن بلدي، عندما أراد أن يخترق حواجز أم العبد ليصل إلى ديوان أبو العبد، فنهرته أمّ العبد: لا تدس هنا؛ لأنّ الأرض ... فقفز أبو دعّاس إلى اليمين .. وحاول التقدّم؛ فنهرته أمّ العبد: لا تدس هنا؛ لأنّ الأرض.... فعاد أبو دعّاس إلى مدخل البيت، وقفز إلى اليسار .. وحاول التقدّم؛ فنهرته أم العبد: لا تدس هنا لأنّ الأرض ... فجنّ جنون أبو دعّاس وصرخ في وجه أمّ العبد: " وين بدّك أروح برجليّ، بدّك أحطهم في جيابي؟".
وطئ الفلسطينيّ الأوّل الموت بالموت؛ فهل سيدس موت الفلسطينيّ المقاوم ذات الموت؛ كي يحمل محمود عبّاس رجليه على كتفيه ويدخل المفاوضات الجديّة من أجل السلام؟!
سامحتنا غولدا مائير، رئيسة حكومة إسرائيل في 1969-1974، على قتل أطفالهم؛ لكنّها لا يمكن أن تصفح عنّا لإجبارنا إياها على قتل أطفالنا. كذلك لن يسامحنا بيبي نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل الحاليّ، على استعمال أطفالنا كدروع بشريّة؛ فنحن لا نحبّ أطفالنا بقدر ما نكره أطفال اليهود ليعمّ السلام!
إذا كنّا نكره أبناءنا إلى هذا الحدّ، فكيف سيتمّ ردعنا عن إلقائهم في أتون مقاومة الاحتلال، وكيف سننكسر ونستسلم ونركع؟!
على رأي مردخاي كيدار، أحد الباحثين والمستشارين و... والمحاضرين والمستشرقين في الجامعات، ليس بإعمال آلة القتل والبطش، ولا بإعمال سياسة العصا والجزرة؛ بل بتهديد "المخرّبين" باغتصاب بناتهم وأمهاتهم وأخواتهم!
نحن نحبّ شرفنا وعرضنا وأرضنا واستقلالنا وعائلاتنا وجيراننا و... إلى حدّ أعلى من فهم كيدار وغولدا؛ وأكثر ممّا يكرهنا اليمين الإسرائيليّ.
من الواضح أنّ أمثال كيدار ( وهو يتقن العربيّة جيّدا) يفضّلون الاحتلال والمستوطنات و... والاغتصاب على عفّة وطهارة أخواتهم ونسائهم وبناتهم! لو يعلم كيدار أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يقضي على كلّ عائلة "المخرّبين" الفلسطينيّة، ولم يبقِ له أحدًا من أفرادها ليشبع شذوذه الجنسيّ!
أمّا البروفيسور يورام شاحر، أستاذ القانون، فيقدّم لنا درسًا في العنصريّة والاستعلاء القوميّ في مقال نشره أمس في جريدة هآرتس يتساءل فيه: مَن هو المجرم؟ ويتحدّى أبو مازن أن يتوجّه إلى محكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي. لأنّ العمليّات الانتحاريّة وإطلاق الصواريخ من غزّة على أهداف مدنيّة إسرائيليّة تعتبر جريمة ضدّ الإنسانيّة!
إذًا، لماذا لا ينسحب أبو مازن من المناطق المحتلّة، ويخلي فلسطين ليتنزّه يورام شاحر في روابيها كيفما يشاء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة