الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش وأفغانسان وبينهما فلسطين

حسام الحداد

2014 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


في الفصل الدراسي الجامعي 87/1988 كانت الانتفاضة الفلسطينية مشتعلة وكانت تحقق مكاسب على الارض وفي المجتمعات المغلقة في اروقة الدول الكبرى وكان هذا نذير بالغ الخطورة للصهيونية العالمية وحليفتها الولايات المتحدة ، في نفس التقويت كانت هناك حرب ليست بالبعيدة مشتعلة في افغانستان بين من كانوا يطلقون عليهم " المجاهدين الأفغان" والجيش الروسي وكانت أمريكا والغرب الرأسمالي يقومون بتمويل هؤلاء المجاهدين في حرب الاسلام المقدسة على الشيوعية ليس تمويلا ماديا فقط بالاسلحة والزخيرة بل ايضا بتجييش الاعلام وشغل الرأي العام العربي والإسلامي بهذه الحرب ، في المقابل التقليل من حجم الانتفاضة الفلسطينية على مستوى الاعلام خاصة الاعلام الديني الرسمي والشعبي على حد سواء .
كانت جامعات مصر مع الانتفاضة الفلسطينية على المستوى العاطفي بينما على المستوى العملي كانت مع المجاهدين الافغان الا من رحم ربي ، ومن بين هؤلاء الذين دوما ما يسبحون ضد تيار القطيع مجموعة من الطلاب التقدميين في جامعة الاسكندرية اختاروا ان يكونوا مع فلسطين ويروجوا للانتفاضة داخل الجامعة في محاولة منهم التأكيد على عروبة فلسطين وان قضيتنا الأساسية هي فلسطين وليست أفغانستان ، وكان للمعهد الفني التجاري بالاسكندرية نصيب الأسد في هذه الفعاليات حيث كان تواجد هؤلاء الطلبة التقدميين ، فتم اقامة معرض صور ومجلاة حائط لفضح ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من مجازر ضد الإنسانية في مواجهة انتفاضة شعبية تطالب بحقها في تقرير المصير وان يكون لها وطن ، لكن للاسف الشديد لم تكتمل الفاعلية فقد هاجم معرضهم الجماعة الاسلامية وانهالوا عليهم ضربا الجنازير والشوم امام اعين الحرس الجامعي وقتها وامن المعهد تحت دعوى ان هؤلاء الطلاب التقدميون " كفرة" لانهم لا يناصرون اخوانهم المجاهدين في افغانستان ، ليس العجب هنا في منطق التكفير ، فكنا نعلم ان هذه الجماعات ما هي الا ادوات بطش وبلطجية للامام القابع في البيت الابيض فامريكا وعملائها لا يريدون التحدث عن الانتفاضة الفلسطينية ولا عن انتهاكات الدولة الصهيونية بل يريدون شغل الرأى العام بأفغانستان لاخراج الجيش الروسي منها تمهيدا لاحتلالها فيما بعد ، وما أشبه الليلة بالبارحة فأمريكا والعالم العربي ليسوا مشغولون بما يحدث في العراق والشام وليبياوهناك تعتيم اعلامي سواء داخل مصر او خارجها عن ما يحدث هناك ، بل والاكثر من ذلك فقد تم تفجير الوضع في غزة لالهاء الشعوب العربية عن ما يحدث في سبيلهم لتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد وتقسيم هذه الدول لدويلات متناحرة فيما بينها .
فما يحدث في فلسطين رغم تقديرنا لمسميات " المقاومة، الصمود ، العزة .........الخ هذه المسميات" لا يتعدى كونه خطة مرسومة لاهداف بعينها بالاتفاق مع حماس وكان الاتفاق " حماس، اسرائيل،امريكا" كالتالي:
1- محاولة تهجير مواطني قطاع غزة إلى سيناء كما كان متفق عليه مع المعزول مرسي وان تكون الواجهة ان اخواننا الفلسطينين يتعرضون لحرب ابادة وعلينا نحن المصريون وما يعرف عنا من كرم باستقبالهم في سيناء .
2- سيطرة اسرائيل على حقول الغاز الطبيعي التي تم اكتشافها في القطاع
3- شغل الرأي العام العربي وخاصة الرأي العام المصري عن ما يحدث في العراق وسوريا من دمار حسب المخطط الأمريكي لتقسيم المنطقة إلى دويلات متناحرة ، وكذا شغلها بعد ذلك بالحروب الطائفية .
4- احراج الحكومة المصرية وعلى رأسها السيسي امام الرأي العام مما يعطي مبررا قويا لعودة ظهور الاخوان مرة اخري كلاعب على الساحة السياسية .
ومما تقدم تكون الحرب الدائرة بين حماس واسرائيل محض غطاء متفق عليه لتنفيذ المخطط الكبير الصهيو امريكي لتقسيم المنطقة وشغلها كما قلنا بحروب طائفية على المدى القريب لفترات زمنية طويلة لاستغلال مواردها من ناحية ومن ناحية اخرى تصبح منفذ لبيع الاسلحة الامريكية ومن ناحية ثالثة اعطاء فرصة للدولة العبرية في التقدم والرقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة