الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة القانون، من خان من؟!

ضياء رحيم محسن

2014 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تعد الخيانة من الجرائم المخلة بالشرف، وتصل عقوبتها في بعض القوانين الوضعية للإعدام، وفي حديث للرسول الأكرم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول فيه: (( من كان مسلما، فلا يمكر ولا يخدع، فإني سمعت جبرائيل يقول: إن المكر والخديعة في النار. ثم قال: ليس منا من خدع مؤمنا، وليس منا من خان مؤمنا)).
تختلف الإنتخابات تبعا لمسمياتها، فهناك إنتخابات مجالس المحافظات، وهناك إنتخابات مجلس النواب، وهنا أيضا إنتخابات رئاسية لإنتخاب رئيس للجمهورية، وكل منها لها شروطها وتوصيفاتها التي لا يمكن تجاهلها.
الإنتخابات العامة النيابية في العراق، هي إنتخابات لترشيح ممن يجد الناس فيه الكفاءة والقدرة للعمل على إنجاز القوانين، ومحاسبة الحكومة على تجاوزاتها (إن وجدت) وتصحيح الأخطاء، بعدها يقوم أعضاء مجلس النواب بإختيار أشخاص من بينهم، ليتولى هؤلاء رئاسة مجلس النواب، والجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء؛ ولم نسمع أن مفوضية الإنتخابات، أو المحكمة الإتحادية بأنها أقرت أن تلك الإنتخابات هي لتسمية رئيس مجلس الوزراء، من ثم فإن مسألة الإصرار على أن كتلة دولة القانون ترى أن التخلي عن ترشيح السيد المالكي، هو خيانة لإرادة الناخب؛ لم يكن إلا من باب حمل الشيء على غير محمله، فالرجل صحيح حصل على أعلى الأصوات!، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون هو رئيس مجلس الوزراء، فماذا فعل لكي يكافئ ويكلف برئاسة الوزارة للمرة الثالثة؟، سؤال أتمنى لو يجيب عنه هؤلاء، الذين يعتبرون عدم تولي السيد المالكي لرئاسة الوزراء خيانة، مع أنني في قرارة نفسي، بأن أيا منهم لن يستطيع الإجابة بصورة صحيحة، وسيحاول أن يتلاعب بالألفاظ.
مفردة الخيانة، يستخدمها أعضاء دولة القانون كثيرا هذه الأيام، فأحدهم يقول بأن الزج بإسم المرجعية؛ في أزمة تشكيل الحكومة، هو خيانة للمرجعية نفسها، وأخر يعتبر عن عدم تكليف السيد المالكي برئاسة الوزراء خيانة، في حين لم يكلف أحد من هؤلاء السادة والسيدات، ليخبر المواطن بشأن تسمية هروب قادة فرق ومناطق من قواطع المسؤولية المكلفين بحمايتها، مع علمنا بأن كثير منهم عاد الى الخدمة بإستثناءات من الإجتثاث بأوامر من رئيس الوزراء نفسه، بما يعني أنه تمت تزكية هؤلاء من قبله شخصيا، فمن خان من؟، هل هم خانوا ثقة رئيس الوزراء فيهم؟، وإذا كانوا كذلك، لم أعادهم الى الخدمة مرة ثانية، ولم يقدمهم للمحاكم العسكرية؟، أم يا ترى أن السيد رئيس الوزراء خان ثقة الشعب به، من خلال وضع هؤلاء الذي لا ثقة بهم في موقع القيادة والمسؤولية؟.
الإمام علي عليه السلام في حديث له يقول: (( يا ليت عندي رقبة كرقبة البعير))، وهو درس بليغ من سيد البلغاء، بأن نمسك بألسنتنا، فطول رقبة البعير تمنحنا الوقت للتفكير فيما نريد قوله، فقد تودي بنا كلمة الى الهاوية.
لا ندري ماذا يقول السادة أعضاء دولة القانون، في تصريح رئيس كتلتهم، بأنه لم يوقع أي ورقة في كون التحالف الوطني هو الكتلة الأكبر، وجميع العراقيون شاهدوه على شاشات التلفاز ومنها القناة الحكومية العراقية، واقف بين أعضاء التحالف الوطني، والسيد الجعفري يقرأ بيان الكتلة الأكبر في المؤتمر الصحفي، عودة لسؤال سابق أيها السادة، من خان من؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج