الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش... وأيام الفِجار

عارف الماضي

2014 / 8 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


داعش... وأيام الفِجار.
____________
كانت المعارك التي تقع بين القبائل العربيه ايام الجاهليه تسمى ب(ايام العرب), وكانت اغلب الاحيان تنشب لأسباب تافهه, حيث وقعت (حرب البسوس) و التي استمرت نحو اربعين عاماً ,أثر قتل (كُليب وائل) ناقة لأمرأه كانت ترعى مع أبله, عندها هَمَ جساس بن مره من(بني تغلب) فقتل كُليب. واختلف نفر من (بني عبس) و(بني ذبيان) على سباق خيل! فوقعت حرب (داحس و الغبراء) ودامت اربعين عاما ايضا, و قد شهد ذلك العصر العديد من الصفحات الداميه للحربين السالفتي الذكر , وغيرها لايام اخرى مثل ( يوم البيضاء ) ويوم(مُنعج) , و( الكلاب الاول) ,ويوم(خزازى) و(رحرحان) و الكثير من الايام والواقعات.
ولكن ثمة امور انسانيه و اخلاقيه وعرفيه كانت تراعى في كل تلك الحروب والايام, فعلى سبيل المثال كان العرب لا يتقاتلون في الاشهر الحُرم(ذو القعده,وذو الحجه, ومُحرم ,ورجب) ,ولكن عدد من ايام العرب قد وقع فعلا في الاشهر الحُرم فسُمي "أيام الفِجار" وايام الفجار عديده منها" الفجار بين قريش وهوزان" عام 585م ,حيث صادف ذلك اليوم في شهر ذي الحجه, وبعد عام وفي نفس الشهر تصادف الفريقان في عكاظ وتقاتلا, ثم التقى الفريقان في (العبلاء) قرب عكاظ في 587 ثم في عكاظ في 588 ,ثم في العام الذي تلاه في (الحرير) قرب نخله في عام 589 وكل هذه الايام في شهر ذي الحجه!!.
ولكن التاريخ يحدثنا عن نمط اخر من الفجار! ,لايشترط ان تقع احداثه في الاشهر الحرم , ولكن مايميزه السلوك الشاذ والا اخلاقي و الذي يذهب اليه احد الفريقين المتقاتلين ومثلما وقع في بعض المعارك بين الأوس و الخزرج في يثرب, حيث قتل الاوس ثلاثة غلمان رهائن للخزرج ! , عندما عجز الخزرج عن دفع ديه أثر معركه سابقه.
وقد حصلت حادثه اخرى اكثر دمويه وبشاعه في يوم الفجار الثاني بين الاوس و الخزرج عندما طلب الاوس من بني قريظه وبني النضير (من اليهود) ان يحالفوهم على الخزرج . وسأل الخزرج اليهود عم ذلك فأنكره اليهود , فقال الخزرج: أعطونا رهنا على انكم لاتحالفون الاوس . فدفع اليهود اربعين غلاما الى الخزرج رهنا. ثم ان اليهود حالفوا الاوس على الخزرج , فقتل الخزرج الغلمان اليهود!, فجرى بين الاوس و الخزرج قتال.
هذا السرد الهام والمستعجل , لحروب دمويه وقعت في حقبه زمنيه تقصدنا اختيارها ولكي نحاول التوصل الى وشائج حقيقيه تربط بين ماتقوم به مؤخرا عصابات دولة العراق والشام الاسلاميه(داعش) , ومحاولة انتقاء تلك العصابات مايروق لها من وقائع تاريخيه في عصور ماقبل الاسلام ومابعده, ولغرض التأسيس لتلك الدوله الغريبة المقومات و الركائز, فمره نراها تنتقي مايروق لها من نصوص دينيه وتفسرها وفق مايتناغم مع اهدافها الشريره دون الاخذ بنظر الاعتبار عنصري الزمان و المكان, وفي مره اخرى تقول ان الاسلام هو دين المحبه والسلام وبنفس الوقت تقوم تلك الدوله, , بقتل الاسرى والتمثيل بجثثهم, غاضين الطرف عن المبادئ الساميه للدين الاسلامي و التي توجب حسن معاملة الاسرى واطعامهم , واكسائهم .
ولكن ماحصل بعد ليلة سقوط نينوى في التاسع على العاشر من حزيران 2014 احداث تستحق الدهشه والاستغراب ومن جوانب وحدود عديده منها, سيطرت تلك المجاميع الارهابيه على مدينة كبيره يزيد سكانها على المليوني نسمه ( نقصد سكان مركز المدينه فقط) , يحرسها مايقارب 56 الف عنصر امني وحسب ما ذكرته بعض المصادر الموثوقه او الحديث عن اربعة فرق عسكريه داخل وخارج المدينه, حيث اختفت تلك الطوابير البشريه بعدتها وعتادها وفي غضون ساعات قليله, بعدها شعرت تلك المجاميع بالفرح والنشوه, وبعد ان التحق بها , من كان مستائاً من سلوك بعض افراد الجيش العراقي داخل المدينه, وقبلهم من كان متضررا من النظام الجديد من بعثيي الموصل او بعض المتطرفين الاسلامين.
وكان لمفتين اسلامويين مأجورين , مسعورين , تكفيريين تدعمهم انظمه اُسريه خليجيه معروفه دورا غير خلاق في نشأت ونمو تلك الجماعات ولكي يعودوا بنا الى " ايام فجار"! حداثويه جديده , وباختراع طرق عصريه في الذبح و القتل و الجلد وقطع الايادي, وهدم وتفجير لمعالم دينيه عريقه كمرقد النبي يونس وشيت , وحرق وتهديم الكثير من الاديره و الكنائس ومساجد ومراقد لشخصيات دينيه مختلفه, قبل وخلال طلب تلك الجماعات من مسيحي المدينه وسكانها الاصليين من اعطائهم الجزيه(وفق العهده العمريه!) او اعتناقهم الاسلام, او مغادرة المدينه بملابسهم الداخليه و الخارجيه حصراَ دون أية مستلزمات , وحتى تكون مقتنياتهم ودورهم من املاك دولة الخلافه الاسلاميه!0
يجري هذا كله امام انظار العالم وفي باكورة الالفيه الثالثه حيث تشهد الكره الارضيه ثوره علميه ومعلوماتيه كبيره, تزامنت مع توقيع معظم دول العالم على اتفاقيات وعهود واعلانات دوليه , تتمحور في احترام حق الانسان بالعيش بحريه وكرامه وعدم التمييز بين البشر وعلى اساس تنوعهم الديني و المذهبي و العرقي او على اساس المعتقد او اللون او الجنس .
اننا وفي هذه اللحظه الحرجه من تاريخ العراق , وبعد اتساع الرقعه الجغرافيه و التي سيطرت عليها الدوله الداعشيه! في سوريا و العراق, وتهديدها الكبير لامن ووحدة البلاد, وقتل وتهجير وسلب كل مايخالفها في فكرها الهمجي ,وماقامت به من عمليات تغيير ديموغرافي لم يشهدها العراق قط, نرى ضرورة التأكيد على الحكومه العراقيه المرتقبه , للشروع بدور واقعي علمي حازم , يتطلب التخلي اولا من سطوة الهويات الجزئيه سواء كانت طائفيه او عرقيه او مناطقيه , على حساب الهويه الوطنيه العراقيه ,ويتم ذلك بتشريع قوانين سريعه وتحت قبة البرلمان ,تلزم الجميع بايقاف الخطابات الطائفيه ومن جميع المكونات,وان تغلق كل القنوات الفضائيه والتي ,تبث سموم وسُهك الطائفيه, وباعتبار القضيه في غاية الخطوره و الاهميه؛ اضافة الى اعادة تأهيل القوات المسلحه ومن جميع النواحي الفكريه و الفنيه, ولكي تكون قوات عراقيه مهنيه قادره على حماية البلاد و العباد!؛ وعلينا التنبيه بأهمية استثمار الموقف الدولي المناصر للعراق ولكي نُفعل سلكنا الدبلوماسي (الخامل), وخاصة بعد اصدار مجلس الامن الدولي قراره الاخير بأدانة ارهابيي داعش وباعتبارهم يشكلون خطوره كبيره على العراق, فليس من المعقول ان نرى دور المنظمات المدنيه و الجماهيريه في عواصم العديد من الدول الاوربيه وامريكا وقارات اخرى , اكبر من دور الحكومه و التي تقع عليها المسؤولية الاولى في الدفاع عن مصالح البلاد العليا ومستقبلها.
الكاتب: عارف الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم