الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريدون ؟

كمال اللبواني

2005 / 8 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إلى المدعوين الكرام إلى اللقاء التحضيري الذين لم يتسنَ لنا اللقاء بهم
بسبب الإجراءات الأمنية المؤسفة التي حصلت حول منزلي في يوم الجمعة 5/8/2005 في الزبداني وحالت دون وصولهم :
نشكر لهم تلبية دعوتنا ونرجو منهم العذر للظروف التي أحاطت وساهمت بعرقلة
اللقاء المقرر, ونأمل أن نستمر بالتواصل والتشاور وعقد اللقاءات بشكل
متواتر في ظل شفافية وعلنية وعمل سلمي مدني نحن أحوج ما نكون إليه للوصول
إلى وطن حر يحترم كرامة وحقوق جميع مواطنيه .
د. كمال اللبواني

ماذا يريدون ؟

والسؤال الذي يطرحه الجميع هو ماذا تريد السلطة ؟ و قسم كبير يقول ماذا تريد أمريكا وأوروبا ؟ لكن القلة من يسأل ماذا نريد نحن ؟؟.
في وسط هذا حاولنا أن نفعل كما يطلب منا الزميل بسام حسين ( الذي يقول قبل الحديث عن الرأي الآخر ألا يجب أن يكون هناك رأي ؟؟ من منا يملك رأياً, أو طرح سؤالاً كاملا لكي يحصل على جواب كامل؟ )
فعلنا بنصيحته وقلنا رأينا وطرحنا وثيقة وناقشناها نقاشاً عاماً مفتوحاً ، وتلقينا الإجابات وعملنا على الإفادة منها جميعها ، وحرصنا على أن نصل إلى القواسم المشتركة التي تكون الروح التي تحفظ الوطن سالماً آمناً موحداً يسير على طريق الازدهار ، ورأينا أنها تتكون من ثلاثة مفاهيم هي الديمقراطية و الليبرالية والعلمانية ، وأطلقنا كلمة ( عدل ) اختصاراً ، ثم دعونا من يرغب لإطلاق مشروع واقعي يجسد مادياً ولو بالقليل الكم الكبير من الأوراق ، فالورقة مهما كانت لن تكون لوحدها كائناً قادراً على الإنتاج من دون أناس يعملون بروحها ، وقلنا أن السياسة عمل وليس تنظير ، وأن السياسي عليه أن يقدم العام على الخاص ، وأن يتجاوز نفسه نحو العمل الجماعي ، وحاورنا الجميع ولم نستثني أحداً ولم نستأصل أحداً ، وشرحنا في حواراتنا أن مشروعنا هو جمع الشمل ، وتوليف الأطروحات الخاصة والفئوية وبلورتها حول مشروع وطني عام ، واستيعاب الحركات الخارجية وجذبها لبرامج تصاغ في الداخل ومن أجله فقط ..
وقد نجحنا في التواصل مع عينات مختلفة من المجتمع وتيقنا من إمكانية مد جسور التعاون بينها وإمكانية التوافق على مشاريع وطنية ولمسنا المرونة التي تحلى بها الجميع بهدف التوافق ، والرغبة الأكيدة في العيش المشترك المتساوي في الحقوق والواجبات ، ولمسنا أكثر الحماس للعمل معاً من أجل إطلاق هكذا مشروع واضح ومحدد ، ومع أنه من الطبيعي أن توجد تحفظات ومع أن الصياغة غير نهائية ، لكن عدداً كبيراً وجد نفسه مهتماً بالوثيقة التي عملنا عليها مع كل الأصدقاء الذين ساهموا بآرائهم ونقدهم لها ، فقمنا بدعوة عدد كبير من الأصدقاء ومن المنظمات لإطلاق مشروع التجمع الليبرالي الديمقراطي ( L D U ) ، وتجاوب معنا الكثيرون وتفاءلوا ، وتكلفوا مشقة السفر وجاءوا ..!! لكن أجهزة الأمن سدت الطرقات ومنعتهم من الوصول ( وهو ما أسفنا كثيراً لحدوثه ) .
ببساطة تستطيع السلطة التعسفية القمعية أن تتجاهل حقوق مواطنيها الطبيعية والبديهية ، وأن تمنع وأن تعتقل وأن وأن .. هذا مفهوم ولا حاجة للبرهان عليه ، لكنها هل تستطيع أن تفعل عملاً ذو قيمة ومعنى وفائدة لهذا الوطن ؟ هذا ما نشك فيه خاصة بعد تصرفاتها الأخيرة، فبعد سحق ربيع دمشق، وبعد وصول الحال الداخلي والخارجي إلى استعصاء خطير ، و بعد عودة السلطة لطرح مشروع يعيد الروح لحركة ما سموه بالإصلاح .. قامت بحملة قمع جديدة تحت مبرر نعرف أنه واهي .. وهو الأصولية والتعصب الإسلامي.. وما إلى ذلك .. السلطة / كما تدعي / لا تريد حركات إسلامية دينية ولا قومية خاصة بالأقليات . لكن مشروعنا حركة وطنية علمانية وديمقراطية وليبرالية وسلمية وعلنية وشفافة .. مع ذلك منعونا أيضا ، عندها عدنا إلى سؤال قديم جديد هو ماذا يريدون .. وبمن سيقبلون ، بالمطبلين والمزمرين والمداحين والمبتهلين والراقصين في الشوارع ، وهل ينقصهم من هؤلاء ، أم أن الوطن بحاجة لمعارضة حقيقية ؟؟
قبل المنع ضغطوا علينا بطرق مختلفة لتخفيض سقف الطرح ، ببساطة لا يردونا أن ننتقد الفساد ولا الاستبداد .. و هذا مستحيل ، نحن دورنا نقد الفساد والاستبداد بأقسى العبارات ، وليدافع عنها من يريد أن يدافع ، نحن مع مشاعر شعبنا ومع أحاسيس جماهيرنا . لكننا نريد بعد كل هذا النقد جذب مجتمعنا لمعارضة سلمية ، ونحو مشروع مصالحة وطنية ، وليس عنف وانتقام ، لكي لا تندفع في يوم من الأيام قطاعات واسعة من أهالينا وراء (من يحرض ويعرف كيف يستنفر المشاعر الملتهبة ) ، وعندها قد تكون النتيجة ردة فعل عاطفية لا يمكن ضبطها ..
ببساطة هم يريدون هذه النتيجة ، لسان حالهم يقول : إما أن نستمر كما نحن أو فليأت الطوفان ، اقصد أنه لا يهمهم أن تستمر معاناة المواطن ، ولا يهمهم حتى لو سارت البلاد نحو الفوضى فيما لو شعروا أن احتكارهم للسلطة والثروة قد يتهدد .. لأنه مفهوم بداهة و ببساطة شديدة أن الامتناع عن تنظيم معارضة سلمية وذات مشروع وطني متكامل ، سوف يؤدي تلقائياً لنشوء معارضات عنيفة ، وفي حال تشديد البطش سوف تجد المجتمعات في الهياج العفوي الجماعي وسيلتها الوحيدة لتنفيس غضبها ، كما أن الاكتفاء بحركات سياسية تعمل بالتعليمات ولا تجرؤ على مقارعة الفساد والاستبداد والدفاع عن مصالح الشعب .. سوف يؤدي ذلك لإفساح المجال لنشوء حركات لا يعلم إلا الله ماذا ستكون نتائجها ..
السلطة اليوم تستطيع أن ترتكب الأخطاء ، فالجميع قادر على ارتكاب الخطأ بسهولة منقطعة النظير ، وتستطيع بسهولة أن تقمع عمل علني شفاف وسلمي ، و تستطيع أن تحبط معارضة سلمية وعقلانية وبناءة . لكنها بعملها هذا سوف تقف في يوم قريب عاجزة تماماً عن مقارعة حركات من نوع آخر ، قد تستفيد من مناخ ومزاج عارم مؤيد لها .. فالحال لا يطاق ونحن نعرف مدى الاحتقان في كل مكان ، والذي صار يتفجر عفوياً بين الحين والآخر ، ونحن ندرك أن الوطن والوحدة الوطنية في خطر و من الداخل ، بسبب فشل هذه السلطة في كل شيء حتى في الوفاء بجزء بسيط مما وعدت به . إنها ببساطة لا تستطيع أن تفعل أي شيء سوى الاستمرار كما هي ( فهي في حالة استعصاء [ روكبة ] كما قال الزميل ياسين حاج صالح ) .. وعندها ماذا ستكون النتيجة.. ؟ بكل تأكيد الخاسر الأكبر هو المشروع الوطني, و هو السلم الاجتماعي و هو أطفالنا، فهل نقف مكتوفي الأيدي وحالنا لا يسر له صديق والمستقبل مقلق حقاً .. سؤال أضعه في ضمير كل مواطن يستمر بلعب دور المشاهد الصامت ، وبشكل خاص أولئك الذين ينفذون أوامر القمع والمنع كالآلات التي ليس لها رأي ولا إرادة.. وهم يعرفون أنهم أكبر الخاسرين ( لو فشل مشروع المصالحة والإصلاح الذي يحاربونه بكل الوسائل ) .
نداء أخير نطلقه : إخوتنا احرصوا واتعظوا ، السلطة لا بد أن تتغير وهذه سنة الحياة ، لكن الوطن يجب أن يبقى ، واعلموا أن خطابكم وسلوككم الحالي غير مقبول ، و لا يستطيع أن يقنع حتى زوجاتكم وأطفالكم فكيف ببقية الناس ؟ .. !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون