الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(ذاتية المثقف )

عبدالرزاق تركي

2014 / 8 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ينساق المثقف احياناً وراء هواجسه وافكاره بشكل مهول فكثير منهم يرسمون قناعة لانفسهم حول شيء ما وقد يكون هذا الشيء فكرة او تياراً اوحتى اشخاص فتراه مغرقا في ذاتية منفصل عما حوله الا من ذهنه الذي يعتقد انه بدى يحيط كل شيء علماً فترتسم عليه ملامح مايمكن ان اسميه التفسير الذاتي للأشياء وليس معنا هذا ان التفسير لا يتم بشكل علمي بل بالعكس فانه يتم على وفق معلومات وترتيب ذهني مذهل الى انه يفتقد احياناً لفكرة الخطأ اي ربما يكون ما قرره في تفسيره هذا نسبة من الخطأ او عدم الفهم بشكل كامل له فالمثقف الذي ينتقد ظاهرة معينة قد تكون اجتماعية اودينية اوسياسية وهو لم يختبرها حقيقة يكون بذلك قد تناوله هذه الظاهرة من زاوية منقوصه وبالتالي فأن هناك نسبة من الخطأ في تفسيره لها ان اندماج المثقف في الواقع المعاش له دلالتة الايجابية فهو يجعله قادر اكثر على الاستنباط وتحليل ما حوله بشكل اكثر موضوعية اما ان ينتقد واقع ما وهو منفصل عنه فأن هذا سيجعله في موقف مربك قد لا يدركه احياناً هو بنفسه صحيح ان هناك ظواهر لا تحتاج ان يعايشها الفرد حتى يحكم عليها غير ان هذه الظواهر محدوده ولو فكر المثقف لتخلي عن كبريائه قليلاً ومحاولة كشفها عن طريق تجربته لها شخصياً فأنه بالتاكيد سيكتشف اشياء ويتعرف على هواجس تدعمه في قول ما يريد ان يقول وقد يسئل سائل هنا هل على المثقف محاولة التعايش مع كل ظاهره الجواب ببساطة هو كلا فأن هناك العديد من الظواهر التي يختبرها وكأنه قد عاشها بالفعل فهو أحياناً كالشاعر يستطيع ان يصف السير فوق السحاب دون ان يعيشه فعلياً ونحن نرى المثقف احيانا يسير وراء قناعاته الشخصيه في الكتابة عن امر ما او تجربة مر بها هو اساء تفسيرها فطبعها في كلماته ونسي انما يعتقد ليس بالضرورة ان يكون صحيحاً او واقعاً فقد يكون صحيح له فقط وأن تفسيرة خاص به فقط وهو بالتالي يكون قد اصطدم بمطب الانسياق وراء هذا الرأي الذي ابتدعه والذي اذا ما ترسخ في ذهنه فأنه سيكون بمثابة ديناً له ومن اشد على المثقف من تعصبه لنفسه وغلق افكاره ذاتياً في خزانة المقفلة في عقله ان عليه ان يعيد اكتشاف نفسه في كل مره فهو متجدد وليس عليه عرض الاشياء فقط وانما عليه توضيحها ومحاولة تفسيرها ما امكنه ذلك والاهم ان يتخلى عن كبرياءة حين يكتشف امرا اخطئ فيه وان لا يحاول تغيير العالم من حوله بمجرد مسكه لقلمه وخط كلماته كالذي ينظرمن فوق تله الى نمله فان من يقرأه مثله او يقرب منه ففي وقتنا يقرأ المثقفون لبعضهم ويعرفون بعضهم وقد لا يعرفهم احد غيرهم او يموتون وهم مجهولون او يبقوا يكتبون لأنفسهم مأسورون في ذاتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي