الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعسكريه ألعراقيه أُغتُصِبتْ عذريتها مرتيّن !!

عدنان سلمان النصيري

2014 / 8 / 13
كتابات ساخرة


تعتبر المؤسسه العسكريه العراقيه الممثله لبداية فترة تاسيس جيشها 1921 ابان انبثاق الدوله العراقيه العصريه بدستورها الملكي سنة 1920. هي من اهم الجيوش بمنطقة الشرق الاوسط طيلة الفتره وحتى فترة الاحتلال الامريكي للعراق سنة 2003 م. والتي كلن يحسب لها الف حساب في ميزان القوى الاقليميه والعالميه ، وهناك تجارب ميدانيه كثيره لهذه المؤسسه التي لعبت بتغيير الموازين والمعادلات السياسيه الداخليه وعلى مستوى الحروب بالمنطقه ، فقد لعبت دورا مهما في في احداث تاثير او تغيير في نمط السياسات الداخليه بالانقلابات الوطنيه واسناد الانتفاضات الشعبيه ، كما في انقلاب بكر صدقي سنة ... 1936م والتغيير الوزاري، واحداث ثورة مايس الذي لم يكتب لها النجاح في ذلك الوقت سنة 1941م والتي تمخضت باعدام قادتها من الضباط ، والتي عرفت (بدكَة رشيد عالي الكيلاني)، والقيام بثورة 14 تموز 1958 م وتغيير النظتم الدستوري من الملكي الى الجمهوري . وتغيير الكثير من القوانين والمنجزات التي صارت معهوده لحد هذا اليوم . ومن ثم مرورا بانقلابات 1963م وتجربة حكم البعث لاول مره في 8 شباط والقضاء عليه بنفس العام في 18 تشرين . ليعقبه انقلاب 1968 وعودة حكم حزب البعث للمره الثانيه .
اما التجارب الميدانيه على المستوى الخارجي والاقليمي فقد كانت من ابرزها مشاركة للجيش العراقي في احداث حرب فلسطين 1948م ودوره المؤثر في تغيير الحسابات والنتائج بالمعارك الدائره بين جبهات النزاع ، والذي ترك اثرا مهما لدى كل الاطراف المختلفه .. على طول تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي كما في حرب 1967 م وحرب 1973م .وهكذا بقي الامربما حمل من صوره ايجابيه ، حتى استغل الامر في مرحلة السبعينات وبداية الثمانينات من القرن المنصرم و من قبل اعتى القيادات الدكتوريه المتطفله بارتداء الفروسيه العسكريه ،و ليدخل الجيش العراقي في اعنف واطول حرب عرفتها المنطقه مع الجاره ايران ولمدة ثمان سنوات.. كانت السبب الاول والرئيس بتدهور هذه المؤسسه بسبب كثرة الخسائر الماديه والعنويه ، واستنزاف مئات الالوف من الارواح والعناصر المدربه باحتراف عالي .
وبعد تناول المقدمه المختصره جدا لابد لنا الخوض باصل الفكره ، التي ابتغينا من خلالها التاكيد على المؤامره الاثيمه التي مرت بها المؤسسه العسكريه العراقيه ، وشبهناها بجريمة اغتصاب لعذرية الشرف وثلم الانفه والعزه للجيش العراقي، بعد ان كان مزهوا بالكبرياء والشمم بين جيوش المنطقه واكثر دول العالم .
جريمة الاغتصاب الاول : جاء مقرونا منذ الوهله الاولى بصعود الدكتاتوريه الى سدة الحكم ممثلة بقيادات البعث ونظام سياسة الحزب الواحد بعد انقلاب مايعرف 17 ـ30 تموز 1968 م، والذي اعتمد اختراق وتنغيل هذه المؤسسه العتيده وبشكل سافر ،وبعناصر اجتماعيه فاشله ومعطله ، من شريحة التنابله ،ومن ذوي العوق الذهني والثقافي ، بعد ان كانو يتسكعون بين المقاهي وارصفة الحارات وهم يتصفحون صحف وجرائد القمامه ، ليتهجون حروف وكلمات العناويين الناريه والعريضه، لصعوبة الغوص بقراءة السطور، فكيف المقدره بالغوص والتفتيش مابين السطور . وهكذا استمروا ليدخلوا في عدا د جماعات النضال الثوري ، وليقفزوا فوق شروط المؤهلات الدراسيه التي تنطبق على نيل شهادات البكلوريوس بالتخرج من الكليات العسكريه أوالاركان ،وهم بمعظمهم لا زالوا بالدراسه المتوسطه ،او تخطوها بقليل وبقووا يراوحو بالفشل الاعوام طويله ،حتى جائهم الفرج النضالي ، كامثال عزت ابو الثلج، والعريف علي كيمياوي، والمفوض حسين، وعضو عصابة الجهاز الصدامي الشقي صباح مرزا . ولم تفتئ باب كرم هذا الانتهاك بمنح الرتب العسكريه لمجرد اغنيه او نشيد متحمس كما في داوود القيسي عندما رقي من جندي الى ضابط بلحظة اداءه لنشيده الشائع ومن على مسرح قاعة الكليه العسكريه بالرستميه (هلهوله للبعث الصامد) . وليتم الاجهاز تماما على شموخ المؤسسه العسكريه، عند تسلم صدام لاعلى رتبه عسكريه ، وليكون بعد ذلك بفتره قليله القائد العام للقوات المسلحه .. وهو لايميز بين واجب الجندي والمرتزق وبين طبيعة تشكيل وعمل الحضيره والفصيل والسريه وكل التشكيلات الاخرى ، ليقحم نفسه في رسم الخطط السوقيه والستراتيجيه ،ونيل شارة الاركان بفتره خاطفه بدوره تدريبيه لا تتعدى حدود مساحة الجربايه (سرير المنام) او بالخروج من تحت سقف البطانيه واللحاف ..وهكذا حدثوا ولا حرج في مهازل الفساد بالرشاوي والتفنن بالتملق والارتزاق ، الذي صار ينخر بجسم العسكريه ، لتصبح جيشا عليلا ومجمع للمرتزقه وكل مظاهر الانحطاط والترهل وانعدام الضبط والنظام والاحترام للعلم العسكري وانعدام ادامة الروابط والعلاقات الحقيقيه بين القائد والامر والجندي . وصارت صور القائد العام في الابواب النظاميه للمعسكرات والقواعد الجويه يعتمر الجراويه مع الرتبه العسكريه ممسكا بالجروت وتحت عنوان الضبط العسكري يبدا من باب المعسكر ،ولنجد الضابط صار يرتدي الرتبه مع النعال، وماسكا لسبحته المائه وواحد ليستعرض بالاسواق ،وصار الجندي يستجدي بالشوارع والاسواق وهو بقيافته العسكريه الرثه . . ووووو الخ . حتى كاد المشهد الاخير قبل تنسدل ستارته بالنزول ان تكون ارضية المؤسسه العسكريه بورا ،وخاليه من اكثر كوادرها المعروفين بالاداء وتصور الموقف والقياده، الا من الصعاليك والمهرجين والمرتزقه الذين ارتضوا بالذله والاهانه ،والاتهام بالبؤس الاخلاقي والقيمي ، ليكونو ا ارجوزات وندماء على الموائد، يتبادلون كؤوس النصر المزيف الذي صارت تتباهى به نرجسية الرئيس القائد كل يوم . وفجأه ليحدث الزلزال ويعم الهرج والمرج لتتقاذف كل الكؤوس والكراسي على رأس هذا القائد التاريخي والضروره ، ولينتهى المشهد الاخيرللاغتصاب الاول .
فقد يخطأ من كان يعتقد بان الغاء الجيش السابق أبان الاحتلال الامريكي للعراق كان نقمه وتجني ، بل نعتقد من جانبنا رب ضارة نافعه ، فقدكان خطوه مهمه لصالح العراق الجديد ، لو استغلت نتائجها بالشكل الواعي والصحيح . وخصوصا بعد اعادة استقراء الواقع المأساوي الذي لحق بالانحطاط المعنوي والبنيوي والعقائدي لكل مستويات القياده للجيش السابق نزولا الى الجندي .. و بعد استذكار حالة الانكسارات المذله بالانسحاب القهقرقري غير المنظم بحرب تحرير الكويت سنة 1991 وكذلك الاندحار امام دخول القوات الامريكيه 2003 التي صار كل الناس يحسدون اسراب قوافل الغجر على دقتهم التنظيميه بالانسحاب والانتقال .
جريمة الاغتصاب الثاني : بدأت الاصوات تتعالى بين الاهتمام بالظهور الاعلامي وبين المخلص والمتخرص باعادة هيكلة وتاسيس جيش نظامي جديد وسط فوضى العارمه لمختلف اشكال الميليشيات بين عقائدي وطائفي وحواسم ، تم الاستدعاء لمشروع التأسيس الجديد بعد الشهر الاول والتاني للاحتلال الامريكي لبغداد .. ولكن بكل اسف بدلا من استخدام الفطنه والحكمه بالشروع لهذا التأسيس ، والاعتماد على النواة المخلصه والشريفه، صار منذ اليوم الاول مركزا لاستقطاب العناصر المأجوره والدخيله والمرتزقه من طوابير العاطلين والتنابله والمجرمين من ذوي الاحكام والسوابق .. بل الانكى من ذلك صار جزءا من مشروع تقسيم كعكة الانتصار بين الاحزاب والميليشيات على المقربين من الاهل والعشير .. ليمنحوا اعلى الرتب القياديه التي لم يعهدها اي جيش بالعالم بطريقة الترهل والبطاله المقنعه وكل صور الفساد ، ولاول مره صرنا نشاهد مسؤولا اعلاميا يدير وزارة الدفاع ،او صاحب ورشة لتقطيع الالمنيوم يكون وزيرا للداخليه .ولاول مره نرى اختصاص في ادارة مكائن الطباعه مختصا بتنضيد الحروف في المطبعه العسكريه ، ورتبته ضمن الملاك لاتتعدى رائد ،ليصبح برتبة فريق ومستشارا عسكريا وناطقا رسميا للقياده العامه للقوات المسلحه .. وهكذا ببيع واستئجار المناصب ببدلات السرقفليه او بما يعرف بمصطلح *(خلو ألرِجِل) ..
كل جيوش العالم تعتمد قاعدة املاء الدرجات الشاغره وفق جدول الملاك الدائم المنسجم مع الصوره الهيكليه ، باعتباره الدستور الخاص بهذه المؤسسه كما في باقي المؤسسات الاخرى ، وهذه القاعده تضيق نحو راس الهرم باعلى الرتب .. وكل التشكيلات العليا التي تمثل قيادات الفرق والفيالق يديرها جنرالات يرتبطون مع قيادة الاركان العامه ، الذي تمثل اعلى الرتب قبل القائد العام للقوات المسلحه اذا كان يسمح به الدستور ان يحمل رتبه عسكريه .ولايوجد اي مبرر لوجود هذا التضخم والترهل الكوميدي للرتب على حساب الاهليه المتوخاة، وصار المثل يضرب كلما قذفت بنعالك على الارض سيقع على جنرال ..
والطامه الكبرى صار اعتمادالاوليه باستقدام من سموا ب(عناصر الخدمه الجهاديه) ، واكثرهم من الجنود الفارين من اداء الخدمه العسكريه السابقه و الهاربين الى معسكرات اللجوء برفحا أوالدول الاخرى ،وقد منحو الرتب العاليه والقياديه وهم بعيد كل البعد عن اتقان الفن العسكري ومؤهلاته القياده الميدانيه ، ولم يتقنوا الا حرفهم البسيطه السابقه التي بقوا يعتاشون منها في الشتات او في الداخل كفيترجيه او حدادون او نجارون، اوجامعي القمامه ، وحتى لو كانوا يحملون عناوين اعلى من ذلك فهم ممن يجمعون قواطي البيبسي . ولاول مره صرنا نسمع ونرى بان الترقيات لاعلى المناصب ، جاءت بين ليلة وضحاها بالتعامل مع منح الرتب العسكريه بنظام الدرزن واجزائه بالنصف درزن او ربع درزن ، وبطريقه استثنائيه من كل شروط الترقيه ومستلزماتها الدنيا بالاختبار او الاشتراك بدورات اعادة معلومات على اقل احتمال . حتى حدث الطوفان الاخير بتدمير شبه شامل لهذه المؤسسه . وبنتائج خطيره تفوق كل الفضائح السابقه التي ذكرناها ، بسبب الانفراط السريع لقيادات وتشكيلات كامله ، وهم يتخلون لاهم مقومات هيبتهم وشرفهم العسكري بسلاحهم المهان في يد اوباش في الموصل ومناطق اخرى ، مع استرخاصهم لالاف الجنود عند تعريضهم للذبح والقتل . واذا لم يكن في ذلك تقصد وخيانه ، فان الاستجبان او الاهمال لوحدهما يعدان من جرائم الخيانه العظمى .
ومما تقدم فان المنطق العادل يؤكد طبيعة الجرم والتجريم لكل المقصرين أنّا كانوا ، وسريان تطبيق الحكم بلا ادنى رحمه او استثناء ، ابتداءا من راس الهرم بالقياده العامه للقوات المسلحه ، ونزولا الى المستويات الدنيا، وكل حسب اهمية موقعه ومسؤولياته وصلاحياته ، ومقدار التسبب بالحاق الضرر العام بالوطن والمواطنين وبكل المراحل، وعدم اسقاط التهم بالتقادم وعدم استثناء حتى الاموات منهم ، ليلعنهم التاريخ عبر الاجيال مع كل اللاعنين الى يوم الدين . وحسبك الله يا عراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل