الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش والثورة السورية السلمية

نوار قسومة

2014 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


"تعالوا إلى دير الزور فالمال وفير والنساء جميلات والرجال جبناء".
(أحد "الدواعش" في غزوة "الشعيطات" مخاطباً رفاقه في النحر والسبي على جهاز اللاسلكي)

نشر تنظيم داعش فيديو مقرف يقوم به عناصره بقطع رؤوس العشرات من عشيرة الشعيطات في دير الزور. على أثرها تحولت الثورة أو على الأقل ثورة عشيرة الشعيطات إلى ثورة سلمية خانعة. نعم ثوار الشعيطات يجنحون للسلم مع داعش حقناً لدمائهم الزكية. ووجهاء العشيرة بايعوا مولانا البغدادي ودولته تمسكاً بالحياة. هم "ثوار" و"أحرار" وعندهم "كرامة" والله معهم وناصرهم مع النظام "النصيري" وجبناء وعبيد مع داعش.
الشريط العنيف الذي نشرته داعش دُمجت معه آية "فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون". يذكرون ماذا لا أعرف. المهم هنا أن تتذكروا يا ثوار سوريا الإسلامية العظمى أن "أبطال" داعش الذين هاجروا وقطعوا كل هذه المسافات لحماية ونصرة لحم نسائكم الأبيض الشهي من إجرام النظام "النصيري" لأنكم أنذال وجبناء ومصابون بالعنة، يستحقون برأيي أن يلتهموا ما تيسر لهم من لحم حرائركم، وتستحقون أيضاً النحر إذا اعترضتم على مولاكم أمير المؤمنين.
لن تشهدوا كردياً واحداً يبايع داعش حقناً لدمه، لأن الكردي وعلى عكس هؤلاء البدو الرحّل و(نصف الرحّل) المتأسلمين يؤمن بهويته الكردية وأرضه وحريته ويقاتل دفاعاً عنها ضد الغزاة. أما هذه الكائنات الصحراوية كأغلبية من نبح في هذه "الثورة" السنية (الريفية البدوية)، لم يرفعوا السلاح ضد النظام "النصيري" قبل وصول الشيك السعودي والقطري. وإن حصل وبايع بعض الأكراد داعش خوفاً على حياتهم، فإن الأكراد في سوريا لم يرفعوا السلاح في وجه النظام السوري "المتوحش" في بداية الأزمة بل التزموا الحياد بأغلبيتهم الساحقة في هذه الحرب الطائفية.
غلام أحمد الجربا "السيد الرئيس" هادي البحرة ألقى كلمة "مؤثرة" جداً تعقيباً على قرار مجلس الأمن حول داعش وطالب بدعم الجيش الحر بالمال والسلاح، لكن السؤال هنا يا "سيدي الرئيس" ماذا تبقى من جيشك الحر وهل تقصد بالجيش الحر الجبهة الإسلامية الوهابية "المعتدلة"؟!
أما وزير"الدفاع" في حكومة الائتلاف محمد نور خلوف فطالب " أما ريكه" (وهكذا لفظها) في المؤتمر نفسه بتوجيه ضربات جوية فوراً. ما هي هذه الدولة العظمى الجديدة القادرة على توجيه ضربات جوية فورية؟! أعتقد أنه يقصد أميركا وهو الذي يدفعني لتوجيه سؤال بسيط إلى هذا الوزير الثوري: كيف تريد من هذه الدولة العظمى أن تستجيب لك يا صديقي وأنت غير قادر حتى على لفظ اسمها بطريقة "متحضرة".
سبب الإرهاب ليس النظام وحده كما يدعي ائتلاف قطر-السعودية فهناك عصابات المعارضة في تركيا والضباط الذين انشقوا وسهلوا دخول المجاهدين عن طريق تركيا منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا . وداعش لا تمتلك طائرات أو تقوم برمي البراميل المتفجرة من الجو وهم غرباء، فلماذا لا يقوم أبطال شعبنا وعشاق الحرية والكرامة الذين ثاروا على النظام "النصيري" بطرد هذا التنظيم؟! عنف النظام ليس السبب في تحول ما يسمى "ثورة" إلى السلاح لأن المخطط مكتوب من قبل حتى أن يكتب أطفال درعا عبارات الحرية الحورانية على جدران المدراس. ولا أعرف إلى هذه اللحظة من أين جاء هؤلاء الأطفال (إذا صحت رواية مرتزقة قطر والسعودية) بالوعي الثوري الملفت في هذه السن المبكرة وهذه البيئة المغلقة.
إذا كانت هذه "الثورة" السنية سلمية كما يقول مرتزقة الائتلاف والمجلس الوطني المعلوفين قطرياً وسعودياً وأنها قد تحولت لاحقاً إلى ثورةعنيفة ضد النظام السوري بسبب وحشيته وطائفيته وإجرامه، وإذا كان شعبنا العظيم في الأرياف والبوادي قد ثار من أجل كرامته التي أهدرها النظام واستأسد في وجه الجيش السوري "النصيري" "الصفوي"، فلماذا أصبح هذا الشعب الثائر جرذاً جباناً أمام تنظيم داعش الوحشي والعنيف وبلا أي ذرة "كرامة"؟!

الجزيرة مع الإنسان في أصعب الظروف
مراسلة الجزيرة الإنسانية وجد وقفي تستجوب طفلة غزاوية عمرها لا يتجاوز الخمس سنوات لم تخرج بعد من حالة الصدمة بعد أن فقدت والداها والعديد من أفراد أسرتها وتسألها عن"شعورها" بعد أن عرفت بأنها فقدتهم وعن تفاصيل تافهة لحياتهم في الفترة التي سبقت إصابة منزل هذه الطفلة المصدومة بالصاروخ الإسرائيلي!!! بعد نهاية مشهد الاستجواب وعند الانتقال لزميلها لا تستطيع وجد "الرقيقة" حبس دموعها وتطلقها أمام الكاميرا.
قناة الجزيرة "العاطفية" مع الإنسان الإخواني في مصر وسوريا وغزة، لكن عندما يتعلق الأمر بالإرهاب الإسلامي الذي شرّد المسيحيين والأزيديين في العراق تصبح حيادية وتنقل أخبار القتل والسبي (على حد تعبير) الضحية وتحذر المشاهد إلى صعوبة التحقق من هذه الجرائم من مصدر "مستقل".
الحفاظ على الدولة هو الحل
صديقنا الدرزي "الثائر" الموظف لدى آل خليفة فيصل "غيفارا" القاسم كتب مقالاً مهماً في صحيفة القدس بعنوان " لا بارك الله بثورات تطيح بالدولة" مطالباً بإعادة النظر بفكرة إسقاط النظام أو كما عبر عنها بطريقته اللطيفة المخففة بالحفاظ على الدولة خوفاً من سقوطها بيد داعش لأنها أي الدولة " ملك السوريين جميعاً"! هل الخوف على الدولة هو الذي دفعه إلى هذا التغييرالجذري أم أن صديقنا القاسم بدأ يسمع أصوات سيوف داعش وهي تقترب من السويداء وكابوس ذبح أهله الدروز "الكفار" يطارده في نومه!

الإرهاب هو الحل
أتمنى من الأكراد إذا تمكنوا من إلقاء القبض على مولانا الخليفة الداعشي وهو احتمال كبير بعد أن قررت أميركا إيقاف هذه المهزلة، أن يقطعوا عضوه ويجبروه على أكله ليكون عبرة للخليفة القادم. لا تستطيع محاربة الإرهاب الإسلامي إلا بإرهاب أكبر. الإرهاب وهنا أشدد لا يحارب بالحوار بل بإرهاب أكبر وأعنف وأشرس وعلينا ألا نعتقد أن صعاليك داعش هم الأكثر إجراماً ولا سبيل لقمعهم. التاريخ يخبرنا أن هناك إرهاب أعظم ورعب أكبر مر على هذه البلاد. أذكر هنا على سبيل المثال هولاكو المغولي (البوذي) وإرهابه وعنفه الذي يتجاوز بمراحل إرهاب داعش. وأذكر أيضاً مجزرة المعرة (عام 1098 م) في سوريا في بداية الغزو الصليبي حيث قام الصليبيون أتباع رسول "المحبة" و"السلام" بإبادة أهل مدينة معرة النعمان الذين قاوموهم في البداية ببسالة (حوالي 15-20 ألف قتيل) وبعدها التهموا المئات من الجثث بعد شويها أو سلقها وأحياناً أكلها وهي شبه نيئة. قصة مجزرة المعرة و(أكل لحوم البشر الميتة فيها) موثقة ومتفق عليها من مؤرخي الصليبيين والمسلمين. الخلاف الوحيد بين المصدرين، هو حول سبب التهام جنود الحملة الصليبية للجثث وهو بحسب المصادر الغربية كان نتيجة للجوع الشديد الذي ألم بجنودهم بعد سقوط المعرة وعدم وجود ما يكفي لإطعامهم في المدينة ، أما المصادر الإسلامية فترى أن السبب هو سياسة الترهيب التي اتبعها الصليبيون الذين كانوا يجاهرون علناً أنهم جاؤوا إلى هذه الأرض ليطهروها وليلتهموا لحوم المسلمين "الكفرة". إرهابيو داعش ليسوا سوى هواة بالإجرام بالمقارنة مع المغول أو أكلة لحوم البشر الصليبيين .

دي أمريكا يا رجالة
أميركا هي التي تخترع الجراثيم ومنها الإسلامية الفتاكة وهي الوحيدة القادرة على إبادتها. أربيل أصبحت في رحمة داعش ودخلت مرحلة الخطر لولا أن أميركا قررت التدخل. أميركا هي التي تقرر مصيركم وتحميكم من السقوط بيد داعش ببضعة صواريخ وهي التي تعيدكم إذا أرادت لتجارة الملابس الداخلية....إنا لأميركا وإنا إليها راجعون.

دين بلا عقل
أستعير هذه العبارة من فيلسوف سوريا الأعظم أبو العلاء المعري الذي حذر من دين بلا عقل. الإسلام هو دين بلا عقل كما كانت المسيحية في الماضي. المشكلة ليست بالتعليم الديني أو بالفهم الخاطئ للنص أو أن يخرج مجرم من منظري التيار السلفي الجهادي معترضاً على إخوانه الأكثر إجراماً بل المشكلة وعلى الجميع الاعتراف بالنص "المقدس" تحديداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل