الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الشهيد مصطفى مزياني

ابراهيم حمي

2014 / 8 / 17
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


"الأجدر بالرثاء هو الشعب الميت، وليس الشهيد الحي" ............
إلى الشهيد مصطفى مزياني......
وكل الشهداء المفترض فيهم أنهم مشروع شهداء مستقبلا.....
إلى كل من لازال بإمكانه الصراخ والاضراب عن الطعام دفاعا عن حقه ونيابة عن المتفرجين، الذين ينتظرهم نفس المصير......... إلى من لازال قادرًا على الانفجار والصراخ والمواجهة لخصومه الطبقين بكل الوسائل، كي لا أقول بالنضال، لأن النضال فقد مشروعيته ورونقه بفضل أحزاب ونقابة الذل والعار........
إلى كل الأمهات اللواتي يرغبنا في الإنجاب مستقبلا، أن يدركنا أن مصير ابنائهن، لن يختلف عن الأتي: إما الشهادة أو الموت جوعا وقهرا بالتسكع بين الإدارات، مادمنا لم تنتزع بعد صفة شعب كامل الحقوق........
إلى حركة عشرين فبراير كرمز وكاطار شبابي في حلمه بوطن حر وخالي من الاستعباد والقهر والذل......... إلى كل أحرار هذا "الوطن" المفترض فيه أن يكون وطن .......
أهدي رثائي هذا، رثائي للشعب و للوطن وليس رثاءا للشهيد الذي لازال وحده حيا فينا..........
يوم وراء يوم نعطي الدليل تلوى الأخر أننا افتقدنا للشرعية الإنسانية، وفتقدنا معها مبرر وجودنا على اليابسة، مادمنا لم نستطيع المساهمة في ركب الحضارة المؤسسة على كل الحقوق الكونية، و التي انطلقت مند زمان عند شعوب أخرى، نحن فعلا شعب يعيش الحرمان والقهر والاستبداد والتهميش بكل حرية، داخل بقعة جغرافية نسميها وطن، نحن عاجزون حتى عن حماية أنفسنا وحماية أبنائنا من الموت البطيء، نحن انانيون وذاتيون بامتياز، كل واحد منا يسعى للعيش واحده وغير مهتم بالآخرين، ونتجاهل أننا على متن مركب واحد، فإن غرق غريق غرق معه الجميع، نحنُ نعاني من الوهم، وكل منا له حساباته الخاصة، ومع ذلك نريد أحيانا أن يضحي البعض من أجلنا دون أن نحرق أوراقنا مع أسيادنا، في الإدارة أو الحزب أو النقابة أو مع الحكام، وفي كل دقيقة نؤدي ثمن جبننا وصمتنا وتخادلنا، نحن فعلاً رعايا أو أقل مكانة من الرعية، فحتى الرعية هناك من يرعاها ويهتم لأمرها، نحن نفتقد لمقومات ومواصفات شعب، لأن الشعوب الحقيقية تناضل وتثور عندما يتعلق الأمر بكرامتها والاجهاز على حقوقها وحقوق أبنائها، كيف نفسر هذا الصمت الفضيع و أبنائينا يموتون بالتقسيط إما في المعتقلات والسجون أو في الشوارع أو على القوارب بحتا عن الخلاص والامل المفقود في هذا الركن الذي نسميه وطناً؟، كيف نعتبر أنفسنا وأبنائنا مواطنين دون التمتع بحق المواطنة في التعليم والصحة والشغل والسكن؟، نحن نعيش في غابة ونعتقد أنها وطن. ربما هو وطن ولكن ليس لنا نحن اغلبية الشعب المقهور والمساهم بقهر نفسه ومساعدا للجلاد على جلده وجلد أبنائه، نحن أضحوكة الشعوب والامم، نظام الحكم تمادى في قهرنا، مازالنا نتوهم إصلاحه، أحزبنا عجزت وركعت للواحد القهار، نخبنا خانت وباعتنا، بالفتات، نقابتنا، أصبحت ممرا للانحراف ولها علامة تجارية وعضوية كاملة في بورصة التداول على قرارات تزيدنا إدلالا وقهرا وبؤسا، والعجب العجب أن فينا من يلوم الشهيد عن اختياره الشهادة بدل الذل والعطالة، وفي أحسن الأحوال المساومة والعمالة، والتجارة بالنضال والرفاق والكرامة، بئس شعب نحنُ لا مثل لنا في الجحود والنفاق وحب من اغتصب حقوقنا، نحن شعب لا يستحق حتى الرثاء، ولكن عفوا أيها الشعب الميت أن اقدم لك التعازي فيك قبل اعلان دفنك المؤجل، فما هي إلا مسألة وقت لا غير لدفنك....!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة