الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش والأبجدية

صليبا جبرا طويل

2014 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



قبل أكثر من ثلاثين عاما كنت وزملاء لي نتناقش حول مواضع التراجع العربي في كافة الميادين، وعدم انفتاح العرب وقبولهم للأفكار الفلسفية القادمة من خارج محيطنا العربي.... كنا نرى، ونتفق أن إمكانية التغير ممكن في ظل أفكار تبعث من خلال الإسلام الفكري المعاصر دون العبث بقدسيته، حيث يكون العقل قائد مسيرة التغير، ويلبي احتياجات الشعوب الروحية وتطلعاتهم للحريات... للأسف هذا التوقع لغاية ألان لم يسجل أي تقدم ملموس في هذا المجال. بالرغم عن كل الهبات العربية التي أدعوها بالربيع العربي الدموي.... لكل عربي مثلي يتأمل بغد مشرق أقدم هذه الباقة النثرية.


قبل تعلم الأبجدية
علموا أبنائكم الرماية بالبندقية
في زمن فقدت فيه العروبة
الشرف والنخوة والمروءة
حماية لهم من أفكار ضبابية
تثير فتن وتقتل على الهوية
تميز بين طائفة سنية وشيعية
علوية ودرزية وأيزيدية ومسيحية
عتاة حنوا إلى فلسفة الصحراء
يبحثون عن غنائم ومسبية
خلق الله لهم الحرية
من جهلهم استبدلوها بعبودية
فأين هموا من تعاليم الكتب السماوية؟

أحبتي أيتها الشعوب العربية
بوضعنا هذا أصبحنا شظايا حضارية
شعوبنا تفتقر لمتطلبات الحياة
تعيش بؤس ومعاناة مزرية
تتلمس في عتمة الفكر طريق نحو الحرية
تبحث عن مخرج من هذه المتاهة الدموية
يوم ارتضى فيها أتباع الطائفة الداعيشية
الاقتتال باسم الله مع كل المذاهب والطوائف
وكل من لا يحمل فكرها والهوية
حاربوا البشر بدعوى أن أفكارهم تكفيرية
إن كان الله الواحد القهار تعبدون
فكيف لشرع الغاب باسم العلى تعودون

عار علينا يوم أحيينا الروح القبلية
من سبي وقتل وسلب وجواري بشرية
ويوم كفرنا الإنسان على انتماءاته الدينية
وجلسنا على العرش ندعى الربوبية
وبعد التوكل على الله شّرعنا
شرعّنا باسم المشيئة الإلهية
أصبح الموت فيه مصيدة حتمية
يصارعون الحياة والفضيلة
رعاع يزرعون الموت والرذيلة
يئودون الأطفال والشباب أحياء
وهم يتنفسون وقلوبهم تخفق حيوية
يهتكون أعراض القاصرات وكل صبية
يوجبون خفاض كل امرأة
طفلة كانت أو عجوز سبعينية
يقتلون الرجال بوحشية بهمجية بفاشية
ينهبون ويسرقون المواطنين باسم العزة الإلهية
يفجرون الأضرحة والحسينيات
وبيوت العبادة الإسلامية والنصرانية
يهجرون أهل الأرض عنوة وقهرا بمذلة
مجردين من كل حس وشعور بالإنسانية
يفرضون الجزية على الطائفة المسيحية
و النكاح القهري لكل عذراء بلغت
طفلة وان كانت لا تقوى على الجماع
أو المعاشرة الزوجية
منذ متى ربي فوضتهم
أوصياء على أرحام كل النساء
من ثيب ومتزوجة وصبية

عدنا للماضي السحيق
والعود إليه لا يحمد
فيه الشر والشيطان اللذان حذرنا منه الله
منذ عصاه أدم حتى جاء المصطفى محمد
أين انتموا أتباع عيسى وموسى ومحمد
أصمتكم دليل رضا لهم مؤيدو
يجزون الرقاب ويصلبون العباد ظلما
كصلب المسيح عيسى ابن مريم

أين اللاهوتيين والفقهاء؟
أين المثقفين والسياسيين والفلاسفة والأدباء؟
أين كل أولئك الذين عجزوا عن إيقاف سيل الدماء؟
في الموصل والرقة وغزة الشماء
أسفي على وطن عربي
يعاني من الشيخوخة والتراجع والبلاء

من المحيط إلى الخليج
زعماء يبنون دول فاشلة عرجاء هوجاء
يبحثون عن ثوب يلبسونه عن رداء
ليستر عوراتهم وعجزهم عن الأداء
وجامعة عربية عودتنا في المصائب الاختباء والاختفاء
جلساتها يعلوا فيها الضجيج والصخب بلا حياء
ككرنفال سامبا في ريو أو مدريد
تأخذ قراراتها بعد إشارة
من اوباما له العمر المديد

لضرب الوحدة العربية
أشاعوا أنكم صناعة سعودية قطرية
تبا لهم لا بد أنها كذبة وفرية
وبامتياز أنكم صناعة أمريكية أوروبية
مصيبة أن تكون إشاعة حقيقة
تستعملون فيها حطابا للمصالح الامبريالية

صناعة أعداء الإسلام والعروبة انتم
من أي ارض رحلتم عنها لديارنا جئتم
شباب بعمر الزهور من عقولكم سلبتم
كثيران شبقها مستعر للنكاح شطحتم
عمروا الأرض قبل الخلود في الجنة إن إليها ذهبتم
وطنكم مستقبلكم ألان وبعد حين ينتظركم
لله الأرض والسماء مهما ملكتم
هو قابض الحياة مهما قتلتم
توقفوا عن سفك الدماء
وتدمير أثاركم ورموز حضارتكم
تراث ملك العالم أجمع ليس لكم

أين أحفاد عمر بن الخطاب؟
أين أحفاد صلاح الدين؟
يوم دخلا بيت المقدس
عهدا أعطيا لأهلها المسيحيين
ولكل الغرباء المتواجدين

اليوم بعرف مدنيتكم
وشمتم المسيحيون بحرف " ن"
معظمنا "ن" هي جذورنا
أنتم أيضا أن كنتم لا تعلمون
قبل فتح الشرق معظمكم كنتم أمة" ن"
اليوم قي الشرق كلنا حول " م" متحدون
بملء فمنا نقول
مسلمون ومسيحيون وملحدون

إن كانت رسالتكم
كما تدعون سماوية
للعرب للعالم لكل البشرية
رسالة لبناء عالم أفضل
يزدهر بانجازات علمية
وحقوق البشر فيه مصانة
حرية الرجال فيه والنساء سوية
وتعاليم مبدعة أكثر عصرية
تضمنها أيضا القوانين الوضعية
فهنيئا لكم بالخلافة الإسلامية
مقعدكم ينتظركم في جامعة الدول العربية
ولكم مني ولكل العرب ولشعوب العالم
من القلب تهنئة لهذه النهضة الحضارية
وألف ألف ألف تحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح