الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعشيات

جلال حسن

2014 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ليس هناك أسوأ وأقسى وأنذل من النساء الداعشيات، هذا ما تصفه سيدة مسيحية وقعت اسيرة بيد داعش في طريق هروبها من مدينة قرقوش، تقول: كانت الداعشيات قاسيات جداً، وتعاملنّ معنا بقسوة فاقت تعامل الرجال،
وتضيف: اخذوني وطفلتي الى غرفة حيث كانت تقف فيها اثنين من النساء اللاتي يرتدين السواد. وشعرت ان واحدة منهن لم يبدو عليها انها عربية، وكنّ يرتدينّ ملابس تشبه ملابس داعش. القصة طويلة وحزينة.
ولكن السؤال من أين جاءت هذه الوحشية المحملة بكل أنواع التعذيب للمرأة ؟ هل يعقل أن تكون الداعشية بهذه القسوة ؟ وكيف تكون المرأة مجرمة بهذا الشكل وهي كتلة من العواطف والمشاعر والأمومة ؟ قد يكون سؤال عرضي وحزين في خرائط الحياة المليئة بالجروح والندوب في تخريب العلاقات الانسانية والكونية !؟
وحدها الأفكار الشريرة التي تتجسد في ثقافة الكراهية وتدمير الروح والجسد حين تسقى بالعدوانية والكره والبغضاء والدم لكي يتحول الإنسان الى وحش كاسر، ربما لا أحد يتصور الحالة ولكن الواقع يكشف ذلك، يكشف عمليات حــز الرؤوس وسيل الدماء، وشواء الأجساد، أي فكر هذا ؟ أي ديدن من الرعب ؟ أي جرائم ترتكب بحق الأبرياء؟ هذه قنبلة هيدروجينية بحق الإنسانية؟ أنه فكر جهنمي يفرح بسفك الدماء، ولا تعليق على جرائمه الكثيرة التي يندى لها الضمير الإنساني،
أن الدواعش والداعشيات تربوا على ثقافة الموت ولمعوها تحت مسمى الاستشهاد في سبيل الله، وأن الله أمرهم بذلك حسب تصورهم ، وأنهم المحامون المدافعون عن دين الله في أرض فاسدة، هكذا يتصورون، وعليه يجب تطهير الأرض من رجس الفاسدين، هذه قضية خطيرة في الفهم والإدراك، لأنهم على قناعة تامة وجافة، لذلك جاؤوا من جنة أوربا لكي يموتوا بأرض العراق.
فمن الصعوبة ان يقتنع المجنون بجنونه، لأنه يعتقد أن ما يقوم به صحيح وكل الناس على خطأ، وهذا ما يحدث الآن في حرب الموصل، لأنهم يعتقدون أن الذبح أقرب طريقة للتقرب الى الله باعتبار أن المذبوحين كفرة مرتدون، ويلزم معاقبتهم بالذبح ، لذلك تكون ثقافة الموت ثقافة تسير بالضد من جمال الحياة، فالسباق الى القبر يساهم فيه وهماً كبيراً خصوصاً مع الحوريات والولدان وبحور الخمور.
أن تصرف الداعشيات حالة خاصة لم تنطبق عليها مدارس علم النفس الحديث والقديم، بمعنى أنها شئ جديد في ثقافة الكراهية وكره كل شئ بالحياة والعبث بالجسد بعد لغمه بالمتفجرات، ربما يتوصل العلماء لتفسيرات جديدة، إذا فهمنا أن التدين أمر شخصي،ولكن الخطورة تكمن في التعميم، في أعتبار الآخر كافراً مرتداً ويلزم قتله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف