الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمُنزلق نحو ألفاشية...

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2014 / 9 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


.. ألمُنزلق نحو ألفاشية
أقوم بين الفينة والأخرى بأعمال ترجمة مهنية متنوعة من العبرية إلى العربية ، وفي الفترة الأخيرة أقوم بترجمة مواد تعليمية ستصدر في كراسة ، عن موضوع الكارثة والنازية والحرب ألعالمية ألثانية . قام بإعداد المواد، طاقم مركز التوثيق على إسم مردخاي أنييليفتش ،( قائد التمرد أليهودي في غيتو وارسو) ، والمركز موجود في معهد جبعات حبيبا .
لم يُضف ألكراس ، لي ولمعلوماتي الكثير ، لكنه جدّدَ لي المعلومات السابقة ، وأود أن أقتبس جملة من التأصيل النظري للفكر ألنازي ، والذي يؤسس لتفوق العرق الاري ، إذ "يؤكد " هذا الفكر، بأن " نظرية العرق تقسم الأعراق إلى ثلاثة أقسام: منتجي الحضارة، حاملي الحضارة ومدمري الحضارة" ، ولم تُخطؤوا ، حين تظنون بأن النازية ونظريتها العرقية ، أعتبرت اليهود عرقا مُدمرا للحضارة .
لكن ، ما ألحاجة لهذا المقال ، بعد أن تم القضاء على الوحش النازي ، وذلك بفضل تضحيات عشرات الملايين من الذين ضحوا بأرواحهم في الدفاع عن الإنسانية جمعاء ، ويحتل الاتحاد السوفياتي بشعوبه ، المكانة المرموقة ، والدور الحاسم في القضاء على هذا الوحش ... نعم ، تم القضاء على الوحش النازي ، لكن "فكره" ما زال يُعشش في عقول البعض .
نقرأ مقالات وتعليقات ، وبحجة "الموضوعية " العلمية ، تتهم هذه المقالات والتعليقات ، بتعميماتها وقرائتها التسطيحية للصراعات والأحداث ، إلى "تنميط " المُسلم والعربي .. فهم كُسالى ، متوحشون ، قتلة، مهووسون بالجنس ، يتكاثرون كالحشرات .
لكن ، هل تعلمت ألشعوب والأُمم الدرس والعبرة ، خاصة تلك الشعوب التي تم "تصنيفها " في أدنى سُلّم "هرم الأعراق " ألنازي ؟؟ !! ولا أنوي التطرق في هذه العُجالة إلى ظهور بعض الحركات الفاشية في أوساط اليهود الإسرائيليين . علما بأن أحزابا كبيرة مُشاركة في الحكومة "تتبنى " وجهات نظر "عرقية " ، بحق ألفلسطينيين ، ومرجعياتها الدينية والقومية لا تُخفي "تأصيلاتها " النظرية العرقية .
أنوي الحديث عن "إلصاق " تُهمة الداعشية على كل مُسلم ، وتُهمة ألفاشية القومية على كل ناطق بالضاد .
ومع ذلك ، لا يُمكنني دفن رأسي في الرمال ، والإدعاء بأن بذور الفكر الداعشي ألفاشي ،لا يتم تدريسها في المدارس ...!! لكن المعيار المُهم (في رأيي طبعا ) ، هو هل يتصرف عامة المسلمين البُسطاء بناء على توجيهات الفكر الداعشي ؟ وهل كل المسلمين والعرب ، يحملون فكرا داعشيا ، ويتصرفون بناء عليه ..؟؟
وللحقيقة ، فإن أكبر المُتضررين من "الفكر " الداعشي ، هم المُسلمون في المقام الأول ، وإخوانهم في الوطن من ابناء الأقليات الدينية والقومية .
وغضب أبناء الأقليات له ما يُبررهُ بالتأكيد ، فقد تعرضوا وما زالوا ، لأبشع أنواع الإقصاء القومي والديني، إضافة إلى عمليات الجينوسايد لأبناء وبنات هذه الأقليات .
لكن المُنزلق الخطير ، هو في "تبني " أبناء هذه الأقليات لفكر قومي وديني مُتشدد ، مساو للفكر القومي الديني الإسلامي ، لكنه مُعاكس له في الإتجاه ..
المطالب القومية والدينية المشروعة لأبناء الأقليات القومية والدينية ، لا تستمد مشروعيتها بتبني فكر قومي مُتطرف ، وبتنميط الخصم ..
الضرورة تقتضي أن يتحالف كل أبناء القوميات والديانات ضد الفاشية الإسلامية المُتمثلة بتنظيمات الإسلام السياسي ..
فغالبية المسلمين ، مُضطهدون ومُستغلون ، كإخوتهم أبناء القوميات والديانات الأُخرى .
وتبني فكر قومي فاشي ، يُحوّل من يتبناه إلى فاشي هو أيضا ، فحذار من الإنزلاق في مهاوي الفاشية ..
مُقدمة بكل الحب والتقدير ، لإخوتنا وأخواتنا في الوطن ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تشابه ، لاتقلق اساذ قاسم
nasha ( 2014 / 9 / 3 - 07:43 )
تحية طيبة استاذ قاسم
لا يا استاذ قاسم الوضع مختلف تماماً ـــ انا اتكلم عن نفسي وعن ثقافة المجتمع الذي انتمي اليه ـــــ
اولا الثقافة الاسلامية ومع احترامي لخلفيتك العربية الاسلامية التي يدل عليها اسمك ثقافة تمييزية ولا تقبل الاخر.
طيبتك انت ومعظم المسلمين ليست افراز للثقافة الاسلامية الحقيقية ولكنها افراز للثقافة العربية والعالمية العامة المنتشرة بواسطة الميديا الاعلامية والقيم العرفية العربية .
الثقافة المسيحية الحقيقية في البيت او اي مؤسسة مسيحية لا تسمح بالانزلاق الى الفاشية.
ثانيا العولمة والاتصالات الحديثة تحد من انتشار الفكر الفاشي وعليه لا يوجد مصدر ثقافي يستقطب هذه الافكار.
اقدم لك مثال : بالرغم مما حدث في شمال العراق من تطهير عرقي وجرائم لم يرفع المسيحيين السلاح الى حد الان . بينما الاقليات الشيعية والتركمانية وحتى اليزيدية في شمال العراق حملت السلاح وقاومت نوعاً ما ولذلك دفعت هذه الاقليات اكثر بكثير من الدماء وكذلك تعرضت النساء للاعتداء ولاغتصاب .
وكان هذا لان هذه الاقليات تحمل نفس الثقافة الانتقامية التي تتميز بها الثقافة الاسلامية


2 - ألعزيز ناشا تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 9 / 3 - 12:41 )
بداية شكرا على التعقيب والتطمين !!
يحق لكل من يتعرض لحرب ابادة ان يدافع عن نفسه
لكنني كتبتُ ما كتبت بوحي بعض المقالات والتعليقات التي تضع كل العرب والمسلمين في سلة واحدة .
اتفق معك بأن -الثقافة - الاسلامية السائدة في العقود الأخيرة ، هي ثقافة تمييزية واستعلائية .
لكنني لا اعتقد بأن االجميع محصنون ضد الفكر الفاشي وخصوصا في اوقات الازمة .
لك احترامي وتقديري ولكل الاخوة في الإنسانية ، الوطن والهم الواحد


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 4 - 00:02 )
فائده :

الإرهاب المسيحي :
(وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ) .
(فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا) .
لاحظوا الساديه في الإله المسيحي : أوامر بقتل (النساء + الشيخ + الطفل + الرضيع) حتى الحيوانات لم تسلم من ساديته , فها هو يأمر بقتل (البقر + الجمل + الحمير + الغنم) , يعني : دماء البشر لم تكفيه و يريد إراقة دماء الحيوانات


4 - عُذرا يا أخ عبدالله ..
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 9 / 4 - 06:04 )
إذا كان الإله المسيحي كما تقول ، فهل يُبرر ذلك أن يقوم المُسلمون بذبح بعضهم ، بإسم الله ؟؟ أو بذبح إخوتهم في الوطن ؟؟ أو لنقُل أصحاب الوطن الأصلانيين ؟؟
ثم ما علاقة تعليقك بموضوع المقال ؟
لك تحياتي

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي