الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدارس الأهلية .. الواقع والطموح

سلام ناصر الخدادي

2014 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن ظل التعليم في العراق ، وخصوصا في مرحلتيه الابتدائية والثانوية ، حكراً على الدولة ولعقود طويلة .. بل ان وزارة التربية كانت قد أصدرت تعليمات صارمة بمنع الدروس الخصوصية ومحاسبة المخالفين ، وذلك انسجاما مع توجهات الدولة في هذا المجال ومنها :
اولا .. الغاء الفارق الطبقي بين الطلاب الميسورين والفقراء .
ثانيا .. تعميم التعليم المجاني للجميع ودون استثناء .
ثالثا .. عدم تشتيت جهد المدرسين في أدائهم بين الحكومية والاهلية .
رابعا .. هدف تربوي معنوي للحاصل على الشهادة المدرسية الرسمية أفضل من نظيرتها الأهلية ، لان الأخيرة يمكن الحصول عليها مقابل ثمن .
وبعد سقوط النظام وما رافقه من انفلات وغياب واضح لرقابة الدولة وسلطاتها .. وابطال قوانين وقرارات سابقة ..يقابله عدم سن أو تأخير في تشريع قوانين تخدم الشعب وتواكب التطور وتحدد الضوابط في ادارة الدولة .. ومثلما طالت الفوضى والعشوائية معظم مرافق البلاد للاسباب آنفة الذكر ، فقد شملت قطاع التربية والتعليم ايضا ، واصيبت بهوس محموم هو كثرة افتتاح المدارس والكليات الأهلية ، والتي ستنافس قريبا جدا المحلات التجارية !!..
وبديهي أن نقرأ جميع اعلاناتها تشير الى :
( المدرسة مجازة من قبل وزارة التربية)!!.. و ( لدينا نخبة من الأساتذة الأكفاء)!!.. وغيرها الكثير المغري للأهل والطلبة معاً !....
ولأننا نطمح أن نبني العراق وفق المعايير التربوية الحديثة ، ولأننا نريد انساناً عراقيا جديداً متعلماً بمفاهيم علمية بأصولها المتعارف عليها ..
ولأننا نريد جيلاً واعداً نطمئن اليه بتكملة مسيرة الاعمار والتطور ، ولأن التعليم يشكل العمود الفقري والأساس المهم لكل عملية بناء أو تطوير وبخلافه ، لاتطور بشتى المجالات واختلافها .
والسؤال هنا : كيف يتسنى لنا أن نضمن هذا ، اذا علمنا ان معظم المدرسين ( الأكفاء ) قد تحولوا للتدريس في المدارس الأهلية ؟ بسبب المغريات المادية طبعاً .. في حين نجد قصوراً واضحاً وتدني أدائهم في المدارس الحكومية قياسا الى مستوى الاداء ذاته في المدارس الحكومية !.
بل يتعدى الأمر الى ترك الدوام لاداء الحصص المقررة في تلك المدارس ذات الدفع المغري !.. ويتم في اغلب الاحيان بالتنسيق مع مدير المدرسة طبقاً لمبدأ التوافق سيء الصيت في العراق !.
ولأنها مدارس (خاصة) و(نموذجية) ، فبالتأكيد ستكون اقساطها بمستوى مسيماتها وذات ارقام خيالية . وما أن يبدأ الدوام في يومه الأول حتى يبدأ مسلسل المدفعوات الذي لا ينتهي الا (بتخرج) الطالب من المدرسة .
ومن حقنا ، كمواطنين لدينا أبناء ويهمنا بل ، يشرفنا ان نساهم في بناء وطننا ، وان نرى ابنائنا وهم يواضبون على الدراسة من اجل تنشأة جيل متعلم متنور يسمو في ظل منهج علمي رصين بكادر تدريسي كفء على قدر كبير من المسؤولية الوطنية والمهنية .
أقول ، من حقنا أن نتسائل :
اولا .. هل فعلا كثرة المدارس هذه ، جاءت من أجل رفع المستوى العلمي للطالب العراقي ، أم من أجل رفع المستوى المادي لجيوب تجار المدارس ؟.. في ظل غياب الرقابة الحكومية ، وعدم اقرار ضوابط خاصة لهذه المدارس بدءاً من اسعارها الى كادرها التدريسي ؟؟.
ثانياً .. هل الاهمال الواضح في المدارس الحكومية من تآكل الجدران .. الزجاج المهشم في النوافذ .. الابواب المخلوعة .. الكهربائيات المفقودة .. الرحلات المكسورة .. اضافة الى الصفوف المكتضة حد الاختناق بالطلبة ، والتي تصل احيانا في بعض المدارس الى ضعف استيعابها ..
هل تأتي ضمن خطة الدولة (لخصخصة) قطاع التعليم ؟؟
أم هناك حالة (توافق) بين ادارات هذه المدارس ومديريات التربية و وزارتها ؟..
بعد أن صار الدستور وقوانينه في خبر كان !!....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر