الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اما المرجعية الدينية او دولة القانون

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2005 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان رجال الدين اكثر فئة في المجتمع العراقي تم التاثير عليها واستغلالها في نشر التخلف للسيطرة على عقول العامة حيث هزتها النكسات والاستغلال والسبب في ذلك يعود الى التشويه الجسيم والاختراقات التي تعرضت لها هذه الفئة خاصة بعد الانتقام من نجاح جبهة الاتحاد الوطني في ازاحة النظام التابع لبريطانية عن العراق عام 1958 ثم جاء الاحتواء التام لهذه الفئات في عهد حكم صدام الذي شهد تغيرات في الكيفية التي يمارس بها العامة طقوسهم الدينية حيث اصبح التقديس الاول والأخير لشخص صدام بينما احتل الخوف من زبانيته الدموية المرتبة الثانية وتفاقمت الحالة هذه بعد الضغط النفسي والاقتصادي الشديد على المواطنين خاصة بعد الحصار وكابوس الحملة الإيمانية التي فرضتها المخابرات الصدامية والمليشيات الفاشية مما ادى الى تعامل غالبية الشيعة مع تلك الفتاوى الدينية على انها صدرت تحت ضغط وتهديد القائد خاصة وان اهتمام الناس يومها انصب على سد رمق العيش والمجاهدة من اجل البقاء لا أكثر.
بعد الاحتلال تفاجأ العالم بأصرار الادارة الأمريكية خاصة بعد جريمة الحادي عشر من سبتمبر على إقحام المراجع الدينية في السياسة العراقية ورفضها إناطة المسؤولية بالقوى ألليبرالية على اعتبارها الحل الوسط الذي يرضي الجميع!!
فضلت المراجع الدينية اثناء حكم صدام إبعاد الدين عن السياسة وعوضا عن ذلك وعدت التفرغ حال سقوط النظام لشؤون الطائفة المسبية لترميم الضرر الفادح الذي تعرضت له وكان الطموح الاول للمراجع هو ان لا يجري مستقبلا اضطهاد الشيعة والاقليات الدينية الاخرى وان لا تعامل على انها فئات محظورة أو من الدرجة الثانية وكل ما طالبت به هو( الحريات!!) وممارستها لطقوسها الدينية بحدود ما يسمح به القانون في ظل دولة القانون الديمقراطية( ولم تتعهد يومها بانها ستقوم لاحقا بتقويض كل شيء على الطريقة الإيرانية وتباشر بفرض الطائفية على الدولة والمبالغة بالتحريم وغلق أماكن اللهو بالكامل أوفرض الحجاب تمهيدا لاقامة فدرالية السواد الاعظم!!!!)
بعد سقوط الطغمة الفاشية انهالت الفتاوى الدينية من كل حدب وصوب وصار لكل مجموعة مفتيها الخاص بها يحلل ويحرم على مرامه وعمت الانقسامات الاوساط الشيعية بسبب الخلاف حول التعاون الحاصل بين القيادات الشيعية والجيش الامريكي قبل الاحتلال خاصة وان ايران معادية لامريكا!!
ثم بدأة الفوضى بعد السقوط وبات الكثير من المنتفعين الجدد يلهث وراء الربح السريع والنهب المخالف للاعراف الدينية والشرائع مما اساء لسمعة البديل عن نظام صدام!! ولم تنفع فتوى تحريم التسلل عبر الحدود ومنع شراء البضائع المهربة او المسروقة أوسرقة اموال الدولة وتعاطي أوالاتجار بالمخدرات فقد ضاعت هذه الفتاوى في مهب الريح ولم تصمد امام جحود الجراد الجديد الذي يريد ان يبتلع كل ما أمامه قبل ان يأكله غيره وظهرت فجأة للعلن الفرق الايمانية الجديدة للبطش والاعتقالات للتعذيب والتمثيل بالجثث والتي لم يسمع بها احد قبل الاحتلال وكانت المفاجأة الكبرى حين اصبح الشيعة المعارضون لتجربة ايران الفاشلة من ضمن الضحايا!!!!
لم توقف فدائيو الحملة الايمانية الجديدة قيم ولا اخلاق ولا ضمير لانهم تدربوا على ايدي الفاشية المقبورة ومسلحون بفلسفة واحدة وهي( ان كل من يحكم يظلم ويسرق بطريقته الخاصة فليتوكل على الله لان الرب يمسح الذنوب وهو غفور رحيم!!! ) ونسيت ان تضيف الى فلسفتها هذه المقولة المشهورة( وإن كنت لا تستحي فافعل ما شئت!!!)

الآلاف من هذه ألفات الجديدة بدت على أهبة الاستعداد لان تنفذ أفظع الجرائم دون ان يتوقد لها ضمير مع انها مارست طقوسها الدينية حسب المعتاد ولم تفارق أفواه مجرميها كلمات الايمان والتعاويذ والتسبيح بأسم الله بكل صغيرة وكبيرة رغم اقترافها اعظم المنكرات وأسوأ المومقات.
اما المرجعية فقد بقيت تتفرج ومترددة ولم تتعجل الامور بتوجيه ضربة صاعقة تستطيع ايقاف هذا التيار الايماني الفاشي خاصة بعد ان تطاولت جرائم العصابات هذه لتصبح اشبه بالرسمية وكررت الاعتداء على المواطنين وانتهاك كامل حقوق النساء ولم توقفها الانتقادات ولا شكاوى الناس وتصاعد الفساد المبطن وصارت الملايين من أموال الحرام والربح السريع تغسل باستثمارات رسمية ومشاريع قانونية او تهرب للاستثمار في الخارج واغتنى السراق الجدد على عهد من سبقهم في النظام السابق وواصلوا غسل ذنوبهم بتقديم القرابين للاماكن المقدسة وبناء المساجد على الطريقة الصدامية لكي يرضوا الله ورسوله وتزداد حسناتهم لتمسح ذنوبهم!!!!
فلو كان للمرجعية الدينية قوة التأثير الفعلي على الاوضاع السياسية لكانت الدول التي يحكمها الشرع الديني ومنذ عشرات السنين من أرقى الدول بالأخلاق السامية والعدالة والتواضع و"المساواة" لكن المؤمنون الجدد لهثوا وراء الربح السريع الذي صار في بعض الاحيان يشمل حتى زراعة وتصدير الأطنان من المخدرات التي تزحف من حدود دول الايمان نحو العراق او عبره وتنتهي الصفقات هذه بان يقوم الجناة بزيارة المقدسات الشريفة لغسل الذنوب بعد الملايين من الارباح!!!
لقد ألبسوا السواد لكل النساء فتخبا تحت جنحه الفساد بكل اشكاله وكان اخرها القاء مديرية شرطة كربلاء القبض على عصابات من النساء الشريفات جئن من ايران وهن يرتدين ( البوشي والقفازات السوداء) لبيع وتوزيع أنواع من المخدرات في (المدينة المقدسة) كربلاء!! وأثبتت التحقيقات بان أعمارهن تدلل على انهن من جيل ما بعد الثورة الايرانية!!!
فأين هي تربية المراجع لجيل الايمان من هؤلاء وهل يخفى على احد اكتشاف السلطات الامنية في دول الجوار لاكبر عمليات الفساد والتي لعبت الدور الاساسي فيها نساء مبالغات بالتحجب!!!
ورغم كل ذلك لازال الكثير يعتبر الشكليات ومظهر الانسان وتسويده اوعدمه هو الأهم مما دفع بالمندسين والجواسيس لاستغلال هذه الفرصة النادرة لتمشية مهامهم بكل حرية!!
فالتعصب الديني لاي مذهب يعمي عيون المتسلطين ويبلد عقول البسطاء ويصبح الانسان آلة يمكن ان تملي عليها ما تشاء وقد وصلت التشويهات اخيرا الى مستويات عالية حيث بدأت عصابات تدعي الاسلام والجهاد بتغيير مفاهيم القرآن الكريم وقلبها رأسا على عقب وتنشرها بين الشباب والمراهقين لخلق جيل جديد تعقبه اجيال لاحقة تروج لإسلام دموي جديد احدثت اخباره ضجة عارمة في صفوف المسلمين في ارجاء العالم لان ذلك يهدد بظهور مذهب يأخذ من الاسلام اسما والجهاد غطاء لكنه يجر الاسلام الى هاوية لا يعلم بعاقبتها الا الله ولا الفتاوى ولا المرجعيات الدينية سواء السنية منها او الشيعية بقادرة على منع هذا التيار لانه الاقوى والبدائل لمقاومته مشلولة لان الطائفتين منهمكتان بمحاربة باعة كاسيتات الاغاني ومراقبة النساء أو باعة المشروبات الروحية!!!!
لكن الشارع العراقي الشجاع بدأ بتقييم كل فرد في المجتمع حسب موقفه من ممارسة الجريمة والاعتداء على حريات المواطنين وما اذا كان من السراق ام لا هذه الطريقة من الرفض الشعبي بدأت تنتشر بسرعة بين عامة الناس وخاصة الفقراء الذين لم ينتفعوا من نهب العراق الجديد والمنتفضون على تصرفات المراهقين الذين يريدون تحسين عفة المواطن العراقي وشرفه عبر تقسيم العراق الى فدراليات شريفة وفدراليات غير شريفة!!
لقد تعدى المعتاد أدعياء الطهارة في ما يقترفونه في الخفية من اغتيالات واختلاسات وفساد اداري وجرائم ولم يعد للمرجعية أية سلطة عليهم لان العراق يفتقر الى دولة القانون وليس لعصابات تنهب البلد وتتدخل في الشؤون الشخصية للمواطن المسكين ويجب على قانون الدولة ان يوجه العقوبة الى كل من يعمل لنفسه عصابة تفرض قانون الغاب على العزل بحجة سلطة الفتاوى الدينية!! أو على الاقل إصدار عقوبة لرجال الدين الذين وقفوا قبل أسابيع يتفرجون على تظاهرات الشيعة الفقراء وهم يواجهون رصاص سلطة الايمان الجديدة!!!!!
المؤمن الحقيقي هو الذي يطبق الدين على نفسه وما خصه بغيره وله الحق في ان يمنع نفسه عن ما شاء ويحرم عليها ما شاء فليس هو بوصي على غيره والايمان يجب ان يبدأ بتهذيب النفس وليس العكس فعلى المواطن العادي ان يذعن للقانون وليس لنزوات من هب ودب من ضحايا الكبت الجنسي وقصر العقل والايمان والضمير وهناك الالاف ممن يطبقون تعاليم دينهم في حب الوطن والعفة والإخلاص والنزاهة ولا يعرف بهم الا اليسير من المقربين منهم وعلى العكس مما يفعله الشواذ الذين يبالغون بعفتهم لاخفاء ذنوبهم وفرض حظوة لهم هم ابعد ما يكونون عنها!!!!

على من وعد العراقيين قبل الاحتلال الأمريكي بالحريات للجميع بدون استثناءات ان لا يخدع الجماهير وان يشرع ببناء دولة التعددية والقانون كما وعد, دولة الحريات لكل فئات الشعب, دولة النظام الذي لايعيد الفاشية بحجة الدين فالقدس المحتلة تنتظر من يحررها منذ 38 عام وهناك هو المحك الحقيقي وكل من يريد ان يبيع الشرف والايمان على العراقيين عليه ان يبيعه على جيش احتلال القدس لاختبار ايمانه وجهاديته فهو الشرف الاول والشرط الاول والاخير لامتحان دعاة التطرف الديني ويتمنى الكثيرون ارسال هؤلاء الابطال لملاقاة جيش المحتل بدلا من استعراض العضلات على الناس العزل والضعفاء .
لقد اصبحت الحريات مقتصرة على فئات معينة دون غيرها وازداد التطرف الديني بعد الاحتلال والبعض الذي يتفرج ويستغل الفرص للكسب السريع ينسى ان الناس تسجل كل صغيرة وكبيرة لتواجهه بأفعاله يوم تقرر لمن تصوت في المراحل اللاحقة للانتخابات ومن ظن ان من يفوز بها يستطيع تدريجيا تحويل العراق الى نظام التشريع الواحد والقائد الاعلى عليه ان يتوقع المقاومة بما فيها المسلحة دعك عن الاضرابات الشعبية والعصيان العام وإذ قيل ان التاريخ لا يرحم فالشعب العراقي لا يرحم عشرة أضعاف ويجب منع فرض المرجعية الدينية كبديل لقانون الدولة الديمقراطية فلن يكف الشعب عن المطالبة بحقوقه وفضح ما يتمتع به وجهاء المناصب الرسمية من رفاهية زائدة عن اللازم فهي تضر بهيبة الطوائف قبل السياسيين وتضعف موقفها امام أعدائها الذين يتربصون للايقاع بها ناهيك عن تعليمات صدرت بضرورة اختراق المراجع للتأثير عليها وتدميرها من الداخل!!!
دولة القانون الموعودة تعني ان من يريد ان يتعبد حد المبالغة مضمون حقه والقانون يحميه ولكن القانون هذا نفسه يعاقبه اذا ما تعدى هو على الآخرين والزمهم باتباع وصاياه فهو مسؤول عن نفسه وغير مسؤول عن تصرفات غيره والمواطن المتدين ليس فوق القانون كما هو جاري في اغلب دول التعصب الديني ليس من مهام احد معاقبة الاخرين كما تفعل النظم الدينية المتشددة فالمؤمن مسؤول امام الله عن حقيقة إيمانه او عدمه وليس امام المراجع!!!
ان من يبالغ بالمنع والتحريم ويبالغ بالشرف والعفة غالبا ما يقوم ياعمال خارقة للعرف والاخلاق ومن لا يصدق ذلك عليه الاطلاع على الرسائل الموجهة الى المرجعيات الدينية بشأن هذه الفضائح وللاسف لم يحصل ولو لمرة واحدة ان تشكلت فرق لمعاقبتهم وايقافهم عند حدهم وإذا المرجعية غير قادرة على احكام سيطرتها على انصارها فكيف لها ان تفرض تشريعاتها على الشعب بكامله!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و