الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة نقدية لكتاب -نادى السيارات- لعلاء الأسوانى

محيى الدين غريب

2014 / 9 / 7
الادب والفن


مرة أخرى استضافت العاصمة كوبنهاجن فى أغسطس 2014 الروائى د. علاء الأسوانى للتوقيع على روايته الجديدة "نادى السيارات". تسابق على الحضور المثقفون والقراء من مختلف الاتجاهات بعد أن لاقت روايته نجاحا كبيرا وترجمت إلى عدد من اللغات الأجنبية مثلما حدث لروايته "شيكاغو" ومن قبلها "عمارة ياعقوبيان".

مرة أخرى أستطاع الأسوانى كسر حاجز الخوف ليتجرأ فى الكتابة عن الموضوعات المحرمة الخاصة ، وأستطاع أن يتناول موضوع الجنس بنفس البساطة التى يتناول بها المواضيع الاجتماعية الأخرى محاولا التغلغل بحرية داخل القارئ ، ومحاولا تعريته أمام نفسه وأمام المجتمع.

الشيئ الملفت هنا ، أن هذه النوعية من الكتابة التى تتناول المشاهد الجنسية على حياء والتى تعتمد إلى حد كبير على التشويق الجنسى قد لاقت ترحيبا واسعا فى أوروبا الشمالية ومن بينها الدنمارك ، بينما المفترض غير ذلك ، لأن هذا النوع من الكتابة يعتبر بدائي وساذج بالنسبة لهذه الشعوب المنفتحة على مصراعيها فى هذا المجال.

هذا يعنى بالضرورة أن هناك قيما أخرى سببا لهذا الترحيب والأقبال. ربما الرغبة فى الأنفتاح على الثقافة العربية بصفة عامة ، وربما الرغبة فى تشجيع حرية التعبير فى المجتمعات المنغلقة ، ولكن الأكثر ترجيحا بجانب ذلك هو الفضول لمعرفة الخبايا الجنسية ودوافعها فى المجتمعات الشرقية خاصة الإسلامية.
وربما أسباب أخرى قد تكون بسيطة ولكنها جاذبة. على سبيل المثال هنا فى الدنمارك كون علاء الاسوانى يحاكى مؤلفهم المحبوب الراحل لايف باندورو * فى محاولته التغلغل بحرية داخل قارئيه والتسلل إلى داخلهم بدون حرج ، أو كون أن بعض شخصيات الرواية تتبنى القيم والثقافة الجنسية الأوروبية ، أو كون بعض المشاهد تذكر البعض بتفوق الاحتلال والأستعمار ، أو كون أن أحد شخصيات الرواية اسمها "داجمار" على أسم ملكة الدنمارك فى القرن الثانى عشر ، وهكذا ...

قرأت أجزاء كثيرة من الرواية ، وبالرغم من سهولة اللغة والسرد الروائى وقوة التشويق فيه إلا أن التكرار والتفاصيل الزائدة جعلتنى اتنقل سريعا بين الفقرات ، ولم أستطع قراءتها من "الجلدة إلى الجلدة" كم يفعل الكثير من القراء. إلا أن التشوق للدراسة البحثية للنص هو ما جعلنى أخوض احيانا فى بعض التفاصيل.

اختزال حالة المجتمع المصري وما طرأ عليه من تغييرات في حقبة زمنية ضيقة بجانب أنه شكل عبئا وقيداعلى المؤلف جلب مثارا للنقد.

بعض الرتابة والتكرار كادت أحيانا تصيب القارئ بالملل لولا يقظة المؤلف والأنتقال المفاجئ فى المكان والزمان لشد تركيز وأنتباه القارئ بين الحين والآخر.

سلاسة لغة الرواية وتسلسلها ساهم فى ترجمة ناجحة إلى اللغة الدنماركية التى تعد لغة صعبة وليست غنية بالمفردات كاللغة العربية ، ورغم أختلاف الثقافات.

وعلى عكس رواية شيكاغو لم تطغى التفاصيل الإباحية والجنسية فى رواية "نادى السيارات" على الهدف الأساسى ، حيث نجح الأسوانى فى إيصال رسائل وإن كانت غير مباشرة عن النظام والجمود السياسي والعنصرية والطبقية والكبت الجنسى وموت الدكتاتور فى اربعينات مصر جملة واحدة.

المقابلة الخيالية للمؤلف فى البدابة مع بطلي الرواية "كامل وصالحة" ، فكرة رائعة أعطت للمؤلف عذرا مناسبا للتنصل من تصرفاتهما عندما بخرجا عن النص أوعن طوع المؤلف رغما عنه.

وجه التشابه بين "نادى السيارت للأسوانى و"حفلة التيس" للأديب "ماريو فاراجاس" (اللاتين أمريكى من بيرو) ، ليس غريبا بل منطقيا ، فكلاهما روائى وناشط سياسى ، وقصة الدكتاتور قصة تقليدية تكاد تكون متشابة مهما اختلف المكان والزمان. وفى رأيى أن المقارنة غيرعادلة حيث أن "نادى السيارات" عكست إسقاطات اجتماعية وسياسية على واقع كان حقيقى للأحداث فى مصر فى هذه الفترة الزمنية التى عاصرها المؤلف. بينما "حفلة التيس" عمل درامى تقليدى يتناول الاحتجاج الانساني على وحشية الانظمة وقسوتها ،وهو موضوع عام ومتكرر.

فى النهاية أعتقد أن الأسوانى قد أضاع فرصة تاريخية للتواصل مع قراءه عندما فضل الكتابة عن فترة ماضية يود الناس نسيانها ، بدلا من الكتابة عن أحداث الفترة الراهنة.

*يمكن مقارنة الروائى د.علاء الأسوانى بالروائى الدنماركى د. لايف باندورو فى تناوله موضوع الجنس وفى قدرته على أن يحصل القارئ على نفس الدقة والقيمة الفنية فى متابعة شخصيات رواياته. ويتصادف أيضا أنه طبيب أسنان ولكن بعد لايف باندورو بأكثر من ثلاثين عاما(.
http://egydan.files.wordpress.com/2011/10/d984d8a7d98ad981-d8a8d8a7d986d8afd988d8b1d8a7.pdf *

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=13452








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع