الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة للمرأة ركن اساسي لسلامة المجتمع

فاطمه قاسم

2014 / 9 / 7
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف



هذه تحية ومساندة للدكتور صابر العالول مدير معهد الاختصاص العالي للطب الشرعي في جامعة القدس الذي اعلن ان جميع حالات قتل النساء على خلفية ما يسمى(0 بالشرف ) والتي وصلت الى المعهد ، قد ثبت بعد تشريح جثثهن انهن غير فاقدات لعذريتهن.
تصوروا بالله عليكم كيف ان اؤلئك الذين يصفون انفسهم بالرجال ، والذين اعطوا انفسهم حقوقا فوق شرع الله الذي انزله في قرأنه الكريم ، وفوق القانون الذي اعتمده البشر ، قد ازهقوا ارواحا بريئة حرم الله قتلها ، ولوثوا سمعة طاهرة نقية ، واحدثوا في حياة عائلات تلك الفتيات البريئات ماسي لا تمحى وجراح لا تشفى ، وكل ذلك زورا وكذبا ، ليس سوى استجابة لطمع القلوب السوداء ، في ميراث ليس لهم فيه اي حق ، او انتقاما لاسباب اجتماعية هابطة ، او مرضا لا شفاء له .
كباحثة في علم النفس الاجتماعي والسياسي هالتني تلك الظاهرة التي ازدادت توحشا في الوطن العربي بشكل عام ، وفي بلادنا فلسطين على وجه الخصوص ، ظاهرة جرائم "الشرف" والتي ليس لها علاقة بالشرف على الاطلاق ، لان هؤلاء المجرمين ومعظمهم يمكن تصنيفهم بالمرضى اجتماعيا ونفسيا ، يرتكبون جرائمهم مستفيدين من العذر المخفف الذي تسانده تقاليد وعادات قديمة كانت سائدة في عصور الجاهلية حين كان الرجال يقتلون بناتهم خوفا من الفقر ، وجاء الاسلام ليقوم باعظم ثورة في التاريخ الانساني ضد تلك العادات والتقاليد والممارسات السابقة ، ويقول ان النساء شقائق الرجال ، وان الجنة تحت اقدام الامهات ، وان العلاقة بين المراة والرجل حدودها الشرعية هي القاعدة الاولى لبناء مجتمع قوي يستطيع ان ينهض بتكاليفه وواجباته على كل صعيد .
وكان من الملفت للنظر بقسوة ان مجتمعنا الفلسطيني والذي تطول قائمة اولوياته واولها الخلاص من الاحتلال والذي يممثل ابشع احتلال في التاريخ الانساني ، قد قدم اعظم النماذج لكفاح المراة البطولي في كافة الاصعدة ، فقد فقد صمدت الاخت والزوجة والام المناضلة في زنازين الاحتلال ، وفي نماذج الصمود الوطني ، وفي مواقع الخدمة العامة في المدرسة والجامعة والمستشفيات وكل مواقع العمل والقيادة السياسية والثقافية والاجتماعية ، فكيف يسمح بعض المرضى نفسيا واجتماعيا لانفسهم ان يتخطوا كل ذلك ، وان يرتكبوا الجرائم ضد النساء ، ويهددون حياتهن امام سمع وبصر المجتمع تحت عنوان "الشرف " والذي هو براء من كل جريمة ومن كل انحطاط في الفعل الانساني .
وهنا لابد ان اشكر السيد الرئيس الذي اصدر قرارا بقانون عدل فيه العمل بالمادة الثامنة والتسعين من قانون العقوبات رقم 2 – بهدف الحد من هذه الجرائم وايقاع العقوبة العادلة بحق الجناة والمجرمين ،ولكن حتى نتخلص من تلك الرواسب السيئة التي تجعل من المجتمع في حالة فوضى وارباك ،وفي صورة لا تؤهله من انجاز اولوياته الوطنية فانه لابد من نضال اجتماعي وثقافي عميق وواسع النطاق ، ولا بد من تطوير قانوني كبير في قوانين الاحوال الشخصية وفي القوانين الجنائية وقوانين العقوبات ، وكذلك الدور الذي تقوم به المنابر الاجتماعية والاعلامية للقضاء على هذه الظاهرة وان يصنع المجتمع الياته القادرة على الردع من خلال اقصاء اؤلئك الذين يرتكبون تلك الجرائم لاسباب اخرى بدعوى الشرف .وان يعاملهم كمجرمين ومرضى نفسيين واجتماعين بدل ان يقدم لهم العطاء والصفح فيتصرفون امام عائلاتهم وشعبهم وكانهم ابطال يدافعون عن الشرف ، بينما هم في الحقيقة يطعنون الشرف بكل قسوة .
وهذه المهمة التي اطالب بها لا يجب ان تقتصر على النساء وجمعياتهن ونشاطهن النسوي ، بل يجب على الرججال ان تتوسع مشاركتهم في هذه المهمة ، لان الدفاع عن المجتمع هي مهمة عالية للرجال والنساء على حد سواء .
السلام والرحمة لكل النساء اللواتي فقدن حياتهن وأسيء اليهن ظلما وعدوانا ، على يد مجرمين ظالمين ظالمين مرضى خلت قلوبهم من الرحمة فاستهانوا بالحقوق واستهانوا بالحياة ، واكرر الدعوة لمجتمعنا الفلسطيني ان يرفع الصوت ، وان تحتشد الجهود لرسم صورة تليق بالحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان