الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار خاص مع مندوب جبهة البوليساريو بالأندلس السيد: عابدين بوشارايا.

فريد بوكاس

2014 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حوار خاص مع مندوب جبهة البوليساريو بالأندلس السيد: عابدين بوشارايا.

حاوره الصحفي الباحث: فريد بوكاس

• بداية، ماذا يعني بالنسبة إليكم الشعب المغربي وكيف تنظرون إليه؟

بالنسبة لنا، فالشعب المغربي شعب مجاور ويستحق كل الاحترام والتقدير وتربطنا به أواصر الأخوة، وننظر إليه كشعب وفي للقضايا الراهنة التي تمر بها المنطقة، وإننا ننتظر منه أن يقف في جانب الشرعية الدولية ويساند تقرير مصير الصحراوين.

• المغرب يتهمكم بعدم التزامكم بقرارات الأمم المتحدة، فما ردكم على ذلك؟

الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية شاهدة على أننا ملتزمون بتطبيق القرارات الدولية، والمعرقل الوحيد لتنظيم الاستفتاء الذي قبل به الراحل الحسن الثاني هي الدولة المغربية، والدليل على ذلك انسحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي سنة 1982 رغم أنه كان عضوا مؤسسا له، والأسباب كما يعلم الجميع اعتراف هذه المنظمة القارية بعضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
حاليا يمنع النظام المغربي زيارة ملاحظين دوليين مستقيلن، كما يمنع وسائل الإعلام ووفود سياسية، منظمات مختصة في حقوق الانسان لزيارة القطاع المحتل. و لاشك على أن عملية الاستفتاء ليست مشكلة تقنية، بل هي عدم الإرادة لدى الجانب المغربي من أجل تنظيمه.

• بعض وسائل الإعلام المغربي تتهمكم بعدم احترامكم لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف، ألا ترون أن ذلك قد يؤثر سلبا على أطروحتكم الانفصالية؟

أولا نحن لسنا بانفصاليين، وهذا يشهد عليه المجتمع الدولي، بل إننا شعب له تاريخ عريق أغتصبت أرضه بغزو عسكري مغربي. أما ما يتعلق بحقوق الانسان مع كل احترامنا لوسائل الاعلام المغربية، إن كانت ذات مصداقية، فعليها أن تدلي بما يثب ذلك. ونحن لسنا هنا لنقاضي الإعلام المغربي، وإنما لندافع عن حقوقنا كشعب وأمة، ولله الحمد كل المنظمات الدولية تعترف باحترامنا والتزامنا اللامشروط لقضية حقوق الإنسان. وإننا نطالب الدولة المغربية باسم الشعب الصحراوي، كما طالبت منظمات حقوقية دولية ( الصليب الأحمر الدولي، أمنيستيا أنترناسيونال، هومان رايت...) أن تكشف لنا عن مصير المفقودين الصحراويين الذين يتجاوز عددهم عن الخمسمائة 500، وفي هذا الميدان من المسؤول عن اعتقال هؤلاء بالمناطق المحتلة ومن بينهم متظاهرين بمخيم أكديم إزيك ( العيون المحتلة ) وتم محاكمتهم عسكريا، وفيهم من حوكم بالسجن المؤبد وفيهم من حوكم ب 25 سنة سجنا نافذا ، والسبب في ذلك إنشاء مخيم يتكون من 8 آلاف خيمة، و 20 ألف صحراوي يطالبون بالاستقلال وتنظيم الاستفتاء، ووسائل الإعلام الدولية كانت شاهدة على كيفية رد الدولة المغربية على تفكيك هذا المخيم، حيث استخدمت كل أنواع القمع في حق الصحروايين أطفالا، نساء وشيوخا.
ولا زال في القطاع المحتل حاليا، صحراويون يتظاهرون يوميا من أجل المطالبة بالاستقلال، لكن وللأسف الشديد، دائما الجيش و الشرطة المغربية تستخدم كل أنواع القمع في حقهم، إلى درجة أن أجهزة الأمن المغربي تنهج سياسة اختطافهم ونقلهم خارج المدن من أجل تعذيبهم والإلقاء بهم في القمامة.
ففي سنة 2013 قدمت السفيرة الأمريكية مشروعا على أن البعثة الأممية ( المينورسو) الموجودة بالمنطقة، أن تدخل في صلاحياتها مراقبة حقوق الإنسان، فجبهة البوليساريو رحبت بهذا المشروع، في المقابل الدولة المغربية قدمت ما لديها من علاقات وأموال مع دول غربية و بالخصوص فرنسا من أجل إجهاض هذا المشروع الحقوقي.
إذن من لا يحترم حقوق الإنسان ؟ فنحن في جبهة البوليساريو أبواب مخيماتنا مفتوحة في وجه الجميع من أجل زيارتها والاطلاع على ما يجري فيها، كما نرحب حتى بالمنظمات المغربية لزيارتها ميدانيا للاطلاع على الحقيقة.

• لماذا لا تقبلون الحكم الذاتي تحت الراية المغربية؟

أي مشروع مبني على خطأ هو خطأ في حد ذاته، فمجلس الأمن الدولي قبل بالأغلبية تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية سنة 1991 على مبدأين لتنظيمه، الاستقلال أو الانظمام في هذا المشروع. والآن هناك مقترحين على طاولة الأمم المتحدة مشروع مغربي يتحدث عن الحكم الذاتي، ومشروع جبهة البوليساريو الذي يقبل بالحكم الذاتي كاقتراح ثالث في إطار تنظيم الاستفتاء.
ومن باب التوضيح على المغرب أن يحل مشكلة السيادة على الإقليم، لأن هذه السيادة لا تملكها لا الدولة المغربية ولا جبهة البوليساريو، إنما هي سيادة في ملك الشعب الصحراوي الذي من حقه أن يقرر مصيره بالاستفتاء.

• أين وصلت المفاوضات بينكم وبين المغرب بنيويورك؟ وكيف سارت هذه المفاوضات؟

سبق وأن نظمنا لقاءات مباشرة مع المغرب تحت إشراف الأم المتحدة من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار وتنظيم الاستفتاء في خمس جولات، وتسع جولات سماهم المبعوث الأممي لقاءات غير رسمية من أجل فتح قنوات الحوار، وللأسف الطرف المغربي ينهج سياسة التعنت ورفض الشرعية الدولية. ونحن مقتنعون أن الخطة الوحيدة التي يمكن أن تخرج الطرفين من هذه القوقعة هي الاستفتاء، استفتاء حر شفاف ومبني على القرارات الدولية.

• هناك الكثير من الدول سحبت اعترافها بكم، ألا ترون أنكم بدأتم تفقدون ثقة المجتمع الدولي؟

لا ننكر أن هناك دولا عوضتنا على الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وغدا يمكن تجميده وهذا ناتج عن قلة الاستقرار بهذه الدول.
والحقيقة أن الجمهورية الصحراوية أصبحت عضوا مؤسسا لاتحاد الإفريقي الحالي، وفي آخر مؤتمر لهذه المنظمة القارية، تم تعيين مبعوث إفريقي خاص للوقوف على مشكل الصحراء الغربية، ونحن لنا علاقات ديبلوماسية مع دول عظمى في إفريقا وأمريكا اللاتنية، وإلا يومنا هذا لنا أكثر من 50 سفارة في أنحاء دول العالم وأكثر من 62 تمثيلية لجبهة البوليساريو بأروبا، ما يعني أن القضية الصحراوية لا رجعة فيها، وأصبحت الدولة الصحراوية حقيقة وعنصر أساسي لبناء المغرب العربي.

• بمخيمات تندوف ناشطون ضد سياستكم ومؤيدين للأطروحة المغربية، ألا تعتبرون ذلك انشقاقا أو انتفاضة ضد قيادة الجبهة؟

من المعروف عن الاستخبارات المغربية تورطها المباشر في هذا الموضوع. فاللاجئون الموجودون حاليا بالمخيمات، كان وجودهم إراديا وبكل حرية، ونحن كجبهة تحرير الصحراء الغربية كيان شعبي خلق من الشعب ويناضل من أجل الشعب ولا فرق بين مواطن صحراوي أو قيادي، فالصحروايون كلهم قياديون.
وإن كان هناك انفصاليون في صفوف الجبهة أو بالمخيمات حسب ما تروج له المخابرات المغربية، أعتقد أنه من الصواب فتح مجال الاستفتاء بالمنطقة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

• أخيرا، ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للمغاربة شعبا وحكومة؟

إننا كصحراويين لنوجه حبنا الخالص للشعب المغربي، و لا نكن له إلا الود والحب، لذا نكرر أننا نحب ونحترم هذا الشعب العظيم الذي ناضل من أجل استقلال بلاده من ويلات الاستعمار، ونطالبه أن يقف مع جانب الحق مهما كان.
ووجود كيان صحراوي لا مفر منه، لأنه كيان ذو العشرات من القرون مضت وليس بحديث العهد، وهذا الكيان الصحراوي وجوده من أجل زرع نبتة الحب والسلام والاحترام بين الشعوب، ولا مفر منه لأنه سياسهم في بناء المغرب العربي الكبير سياسيا، اقتصاديا، أمنيا واجتماعيا.
أما رسالتي إلى الحكومة المغربية وعلى رأسها العاهل المغربي، قد حان الوقت للتوبة والدخول إلى سجل التاريخ من أبوابه الواسعة حتى تتذكرك الأجيال القادمة كعاهل شارك في السلم والازدهار وبناء مغرب عربي كبير بمشاركة الدولة الشقيقة الجمهورية الصحراوية، والرجوع إلى الله تذرعا له بقلب خاشع من أجل الاستغفار عن الذنوب التي اقترفتموها في حق الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة، وبذلك ستكسب قلوب الشعب الصحراوي. وعلينا أن لا نفلت هذه الفرصة من أجل العيش بسلام جنبا بجنب من أجل مستقبل أولادنا وأحفادنا، كما نطالب النظام المغربي عاهلا وحكومة الانخراط بكل جدية وموضوعية في أطروحة الأمم المتحدة وهي الاستفتاء من أجل تقرير المصير للشعب الصحرواي. ويكفي اللعب بعقول الشعب المغربي الأبي واستغفاله، لأن الأمم المتحدة لواضحة في قراراتها ويتمثل ذلك في إرسال بعثة المينورسو إلى المنطقة، وهناك الكثير لا يعلمون شيئا عن مهمة هذه البعثة، التي هي بعثة من أجل تنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية. ما يعني أن المجتمع الدولي مقنتع بقضيتنا التي من أجلها نناضل وسناضل إلى أن يتحقق حق الشعب الصحراوي.
وحل جميع المشاكل العالقة هو بناء الدولة الصحراوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة