الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عن حوار الجدران ح1
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
2014 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن حوار الجدران
في مسعى لأحد الاخوة العرب وبالصدفة ومن دون مقدمات تعرف الي هذا الاخ العربي الذي يدرس في جامعة اوهايو مقترحا أن يكون هناك حوار جدي ومعمق بيني وبين أحد الباحثين الأمريكيين المهتمين بالشرق الاوسط وقضايا العالم الاسلامي تحديدا وهو على قول الاخ العربي يشعر ومن خلال اللقاءات التي جرت بينهما أن لديه الرغبة الفعلية للفهم وكذلك إيصال وجهة النظر الامريكية الى أوسع قاعدة عربية وإسلامية.
كما أن للسيد الباحث رؤية منصفة الى حد ما وينظر بموضوعية محترمة للكثير من الامور, علاوة على أنه أحد الساسة الأمريكيين المسؤولين عن وضع تصور عن علاقة الغرب وبالذات الامريكان مع العالم الاسلامي وفق مفهوم حوار الحضارات, تملكتني الرهبة والحيرة من عرض الاخ العربي لاسيما مع ما اختزنت من أساليب التعامل الرسمي مع المسؤولين والساسة العرب الذي يشعرني بالوجل والشك حيالهم وكذلك خوفي من التأثيرات السياسية والامنية من خلال الاتصال بالمسؤول الامريكي وعلى هذا المستوى.
خوف مزدوج ومشروع بالنسبة الي على الاقل, النقطة الثانية التي أثارت اهتمامي هو لماذا أنا بالذات دون غيري ممن يمتلكون الكثير من مفاتيح السياسة والاعلام والفكر على المستويين الرسمي والنخبوي وهذا ما لم اره متوفرا بأقل القليل عندي, أكد لي صديقي العربي أنه يتابع بعض الكتابات والبحوث المنشورة على مواقع الانترنت والتي وجدها صدفة في أحد مواقع المعرفة الفكرية فقرر الاتصال بي لأنه يرى وحسب زعمه أن هناك موضوعية وقدر من الحكمة فيما كتبت على حد زعمه وذكرني من باب التذكر كتابي المنشور اليكترونيا الذي أسميته أنا (الاختلاف بين قدرية الوقوع ووجوبيه الاتقاء) ورأى فيه العلمية في الجدال مع البساطة والعمق في الطرح وعقلانية الجدال والمحاجاة.
رأيت أن أعطي نفسي فسحة للتأمل والتفكير ,أستجاب الصديق على أن لا تتعدى المهلة بضعة أيام أو الاعتذار مبكرا وهذا ما كان مني فقد أبلغته في التالي عن استعدادي التام على أن تكون الترجمة لبعض الافكار والمصطلحات الغير مفهومة والتواصل عن طريقه فقط, وافق الجميع وبدأت الجلسة بتلقائية مبسطة وإن بدوت أنا حادا وشموليا في طرح الحوار الذي كان كما هو حرفيا دون تصورات سابقة ولا شروط وقد بدأت بالسؤال التالي,
_ لماذا هذا التباعد بيننا وبينكم في المقاربة الخاصة بفهم الاخر؟ وماذا تفهمون حقيقة عن ماهية التفكير العربي والاسلامي تجاه الاخر؟ أرجو أنت تكون الاجابة دقيقة بعيدة عن العموميات الاعلامية أو التبريرات الدبلوماسية وشكرا.
+ حسنا, لقد بدأت من حيث جوهر الافتراق ,ولكن يمكن أن أوضح لك شيئا, نحن نفهم ونقدر الشعور السائد في عالمكم العربي والاسلامي من الاحباط والقلق فيما يخص العلاقة مع الغرب عامة ومع مجتمعنا بصورة خاصة, وذلك لغياب الصورة الحقيقية عن حقيقة اننا نحترم العالم الاسلامي وخصوصياته ونقبل به كأخر يمكن التواصل والعمل معه ولكن الافكار الاصولية المتطرفة عند البعض في العالمين العربي والاسلامي الذين يشيعون مفهوم فكري متطرف هدفه الايحاء بان الغرب في حالة عداء مع الاسلام والعرب.
وهذا التطرف الديني والاصولي وما نتج عنه من ارهاب فكري وعلى مستوى الاعتداء على نمط حياتنا الذي يؤمن بالحرية والعدالة والمساوات والتسامح والايمان بحق التدين والاعتقاد وحرية الصحافة وضمان حقوق المرأة وغيرها قد انتهكت من قبل الارهابيين الأصوليين مما ولد سوء فهم عند الطرفين تجاه الاخر وبخاصة على المستوى الشعبي .
اما على المستوى الرسمي والنخب الحاكمة فالعمل متواصل لتقريب وجهات النظر واعتقد اننا نجحنا من خلال العمل المشترك بين الادارات الامريكية المتعاقبة وحكوماتكم على تجاوز الكثير من سوء الفهم, اعتقد اني اعطيت تصور شامل وليس عموميا .اليس كذلك؟.
_من كلامك أفهم أن العلة في هذا التباعد وجهل الاخر يكمن في الاصولية الاسلامية الارهابية, اليس كذلك؟.
+ليس تماما ,ما أردت أن أقوله ان الافعال الارهابية والجرائم التي ارتكبتها تنظيمات اصولية اسلامية هي السبب وراء هذا التوتر في العلاقات واعتقد أن على المجتمع العربي والاسلامي عليه أن ينبذ العنف والتعصب والاصولية المتزمتة لكي يستطيع أن يفهم حقيقة نظرتنا لمفهوم التعاون الدولي والعمل المشترك لبناء جسور الثقة وهذا لمصلحة العرب والمسلمين.
_المطلوب اذن عربيا واسلاميا أن يتخليا عن العنف والتعصب والارهاب كمفهوم وممارسة لكي يتمكن من قبول الاخر؟ أليس في هذا القول تجني علينا وكأننا مجموعة من المتطرفين الذين لاهم لهم سوى قتل وايذاء الاخرين؟ وهذه هي نفس الصورة التي يرسمها الاعلام الغربي عنا؟ أليس هذا تطرف ودعوة للكراهية؟ وأرجو أن يكون فهمي خاطئا لما أردت أن تقوله حقيقةً؟.
+حسنا لم أكن أقصد من كلامي أن العرب والمسلمون متطرفون ولكن هناك أفكار شيطانية عند بعض الاصوليين تدعو الى تدمير الاخر وبالذات النموذج الامريكي .سأعيط مثالا, عند قيام النظام الايراني عام 79 ظهر شعار يصف أمريكا بالشيطان الاكبر وهذا الطرح يستفز الأمريكيين الذين يرون في نمط حياتهم انهم أقرب الى الله والى الحرية من الخميني وهذا ما عمق الهوة بين العالمين الحر وبين العالم الاسلامي, حتى جاءت أحداث 11أيلول فأعط للأمريكيين برهان إن هناك في العالم الاسلامي من يرى أننا كشعب حر نؤمن بالديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الاديان نواجه خطر حقيقي, واقول خطر حقيقي وقد يشاركنا الكثير من أصدقائنا في العالم هذا الشعور وهذا القلق بل وحتى أصدقائنا في منطقتكم لديهم نفس الاحساس, أضنك تتفق معي في هذا يا صديقي؟.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فلسطينيون ينتظرون على الحواجز الإسرائيلية للسماح لهم بالمرور
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون