الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افصلوا الدين والقبيلة عن السياسة والدولة

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن أدارة شئون الدولة والسياسة وفق معايير العدل والمساواة الصدق والحق الموجود في الدين يمثل مطلب أساسي لأي شعب في العالم , ولكن عندما يكون خليط شيخ الدين والقبيلة المسلحة هم من يديروا ألدوله وسياستها وفق رغبات قبلية ومذهبيه فهذا حتماً مؤشر غير طيب , واليمن نموذج حي خاصة مع وجود أحلام لدى البعض باستعادة الخلافة الإسلامية و الإمامة الكبرى وهناك أحلام وأفكار أخرى .
ظاهرة تزاوج القبيلة مع الأحزاب الدينية قديمة ومتجذره في الأرض اليمنية , وهي قائمه ودائمة من اجل الحفاظ على مصلحة القبيلة والمذهب على حساب الوطن ومصالحه , وقد أنتج هذا التزاوج التحزب القبلي الديني , الذي عكس انتعاشا مستمراً وقوة للروابط القبلية والمذهبية السلطوية و وصل الأمر إلي حد تدخل القبيلة في رسم سياسات الدولة واستخدام مؤسساتها لمصالحها وممارسة نفوذا اقتصاديا وسياسيا وعسكري لا يحترم ألدوله ودستورها وقوانينها ويعادي ويحارب الديمقراطية وبناء الدولة المدنية وحقوق الإنسان والحريات الشخصية , ولا يؤمن بأهمية و وجود أحزاب يسارية وعلمانية بعيدة كل البعد عن الدين والمذهب .
في اليمن يجب الفصل بين مفاهيم القبيلة و الدين ومفاهيم الدولة و السياسة , فهي تقع على خطوط متوازية لا تلتقي , وبسبب تداخلها وتداخل وظائفها أصبح اليمن يعيش أزمة متواصلة تقوده نحو مستقبل مجهول , و الشعب هرم وتعب من عدم الفصل بينها و من التجييش الأيدلوجي المذهبي القبلي الفاقد للحس الوطني , الذي دمر أسس الدولة و وحدة الوطن وأنتج وحوش بشرية وصل بها الأمر إلى حد جريمة ذبح الجنود التي جعلت العالم يرانا وكأننا في صدام فيما بيننا ومع ديننا ومع البشرية , وأن مفهوم الإنسانية محذوف من قاموس حياتنا و يتعارض مع ديننا ومع المجتمع والأعراف القبلية .
وعي اليمني بمفاهيم الديمقراطية والليبرالية والبرلمانات والانتخابات لا يزال ضعيفاً , والسبب في ذلك يعود إلى دور بعض المؤسسات القبلية و الدينية التي شتت فكر غالبية اليمنيين وشككتهم في تلك المصطلحات وفي روحها العصرية و ألإنسانيه وغيرتها بمفاهيم مذهبية عسرت عليهم الدين وحصرت وعيهم في مفاهيم ضيقة , مثل فتاوى الجهاد وزواج القاصرات و مفهوم المحرمات التي في كتاب الله ثلاث عشرة لا يوجد غيرها ولا يحق لأحد أن ينقص منها او يضيف عليها , ولكن رجال المؤسسة الدينية المتشددة أدخلوا مصطلحات كثيرة متناقضة في مفهوم المحرمات شتت فكر المواطن واشغلته في اتجاهات مفهومه وتم ألإجابة عنها عشرات المرات مثل -;- هل الرسم حلال أم حرام ؟ وهل برامج المقالب التلفزيونية حلال أم حرام؟ وهل التدخين حرام أم حلال ؟ مفاهيم أرهقت عقل المواطن وأفقدته الثقة في نفسه , مع أن مسائلة التحريم واضحة وتحتاج إلى رسول أما علاقة الضرر والاستفادة من الأشياء الأخرى فهي تعالج وتناقش مع الأخصائيين من البشر العاديين.
الدين قانون سماوي غير معرض للخطاء , والسياسة قانون ارضي و من صنع الإنسان وفيها مصالح وعلاقات لا تخضع في كثير من الحالات للأخلاق , ومتى ارتبط الدين بالسياسة تأذى الدين وفسدت السياسة لتعلو بعدها راية الجهل التي تحكم باسم الدين والتي تظن أنها تمتلك الحق المطلق فترفض قبول الآخر وتقصيه وتظل السلبيات التي تطبقها والثقافة التي تفرضها هي إجراءات وليست شرائع , وتتناسى كذلك أن الدين هو موقف إيماني من الحياة والوجود، الإيمان به أو رفضه حق مشروع لكل البشر ولا يحق لأحد تكوين جماعات أو مليشيات أو جيش يقاتل باسمه كما ذكر في وثيقة حقوق الإنسان التي أقرت حرية المعتقد لكل إنسان على الأرض لأنه احد أسس تكوين الضمير في المجتمع وعدم استخدام المعتقد في قتل وإقصاء الأخر , كذلك دستورنا ينص على منع أنشاء أو تكوين مليشيات مسلحة تابعة لأي حزب أو جماعة أو حركة، ومن يريد العمل بالدين والقبيلة عليه أن يفصل نفسه عن السياسة والدولة ، ومن يريد العمل بالسياسة والدولة علية أن يفصل نفسه عن القبيلة و الدين لأنها مؤسسات من منظور المنطق والعقل يجب أن تبقى خارج الصراعات السياسية والحزبية التي تتعارض مع طبيعة ومهام رجل الدين والقبيلة .



د / مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد