الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الرجل يشرفني أني أعرفه

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2014 / 9 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هذا الرجل يشرفني أني أعرفـــه
حين وطئت قدمي أرض كوردستان العراق للمشاركة في مرجان مركز لالش الايزيدي و للتعرف عن قرب لمن أقوم بدراسة معتقدهم و في اول ليلة لي هناك كان هذا الرجل من أوائل من استقبلوني ... ليس ففط بل بين عائلته الصغيرة و الكبيرة بت ليلتي الأولى تاركا لي بيته لأقيم ليلتي مع السيدات في عائلته .. كنت المسلمة الوحيدة في بيت و قرية بأكملها أيزيدية .. و من خلال تواجدي في مركز لالش و بفضل ما أتاحه لي من وقت و سعة صدر لكل اسئلتي و تحمل اندهاشي من معقدات غريبة عني لم يضيق صدره يوما بل كان يستمع و يشرح ما هو غامض ويتقبل انتقادات تصدر بحكم اختلاف الثقافة و يسعد بأن نتفق في أمور اخرى من خلال البحث تتضح بعد شرحه و بفضله شاهدت اماكن و قمت بزيارة معبد لالش للمرة الأولى و تعرفت للجميع هناك ...
و للحق فقد زرت معظم القرى الايزيدية و تعرفت للكثيرين، دخلت بيوتهم و أكلت طعامهم و شربت معهم و حضرت مناسباتهم فرحا كان او حزنا .. عاشرتهم لفترة و شاهدتهم عن قرب و لم اجدهم الا مسالمين يحتفون بمن يشعرون أنه يقدرهم ، يقدمون ما لديهم و يسعدون كثيرا بمن يشعرون بالاطمئنان له و احسبني بعد ما مر من فترة معرفتي بهم أحسبني كذلك ........... و ماذا بعد لماذا أذكر كل هذا ؟
صباحا طالعني خبرا لا يقل حزنا عما يجري حولنا و لنا
العنوان ( كاتب إيزيدي يحرق مكتبته احتجاجاً على ما تعرض له أبناء ديانته )
و لأني أعرف كيف بنى مكتبته مرار و تكرارا و في كل مرة كان يقدم مؤنة حياته ليقيمها
حين يصل الأمر بكاتب أخذ على عاتقه تبيان حقيقة ديانته لمن لا يعرفها و يزيل عن وجهها ما علق بها طوال السنين من شوائب ترسبت في نفوس اتباعها و مما ألصقه بهم الآخرون و لأني أعرف مدى تقديره للكلمة و للكتاب و للهدف الأسمى من كل بحث علمي أن نقدم ما نستطيع أن نصل إليه من حقيقة بعد كل هذا يقوم باحراق مكتبته إن هذا لشيء عظيم لمن يقدر الكتاب والحرف و الكلمة
عندما يفقد الانسان قدرته على تحمل ما يجري حوله يصبح كل شيء حينها بلا قيمة
الأستاذ القدير بير خدر سليمان أن تحرق جهدك و تعب السنوات و مقتنيات العمر التي لم تبخل بها يوما على كتبك هذ لا شك يعني الكثير رغم حزني االشديد على الكتب و العمر الذي يُحرق لكني أدرك أن كل هذا لا يساوي نظرة طفل يموت عطشا أو فتاة يكبر في عينيها الخوف و هي تساق لمصير مظلم أو رجل يقدم رقبته لسياف لا يرحم فدوة لأهله لكنهم يذبحون قبل ذبحه
الله الذي أؤمن به هو الله العادل الذي لن يترك الظالمين يعيثون فسادا في الأرض أكثر من هذا و هو المنتقم الذي ينقم من الظالم للمظلوم و يعيد للابرياء حقوقهم .. الله الذي أؤمن به هو من خلقنا في اختلاف مذاهبنا و عقائدنا و لو شاء لخلقنا كلنا أمة واحدة لكن هناك من لا يدركون ... أسفي وحزني لكل ما تمرون به و يقاتلونكم به باسم الدين الذي انتسب له و حقيق الدين منهم و من أمثالهم براء كما أنا براء منم و من دمائكم و دماء غيركم التي تلوث أياديهم ... لعنة الله عليهم و على أفعالهم
عايده بدر
24-9-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة