الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهاينة العرب

محمد الاغظف بوية

2014 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عندما صاحت نسوة وأطفال في قطاع غزة يطالبون المجتمع الدولى بالتدخل العاجل لحمايتهم من طواحن الصهيونية الفاقدة لكل شعور انساني .حتى أن جيش الاحتلال يقاتل بعقلية "هولاكية " أى القتل والتشنيع وخلق الرعب .فتوالت ردود الفعل اتجاه صيحات النسوة مدوية ومفاجئة، لأنها لم تكن في المستوى الانسانى المطلوب اللهم الا استثناءا التيار الانساني الحاكم في امريكا اللاتينية. وبعض المواقف الاخلاقية الصادرة من الغرب .وأصوات قليلة لكنها محتشمة من عالمنا العربي الغارق في متاهات الخوف والجبن حتى في ظل حكومات "ديمقراطية ".
الصدمة سجلت من شعوبنا العربية والتى لم تزل تحمل في جبها فكرة الانتظارية ،أى بمعنى انتظار ما يسفر عنه اجتماع الحاكم بمستشاريه والذى لن يجتمع بهم الا بعد وصول الضوء الاخضر من المرشدة "الولايات المتحدة الامريكية" على ذكر امريكا كانت استاذى* في التاريخ بتزنيت يسميها "الويلات المتحدة الامريكية "وكنا نضحك من هده العبارة وهذا الوصف ،لكنه تبين بعد مدة زمنية ومباشرة بعد العدوان الثلاثيني على عراق العرب والسنة .أن شرور العالم كلها من أصل واحد وعلتها واحدة.فالشر صناعة أمريكية بامتياز.
من فوائد العدوان الصهيونى على غزة ،كشفه عن خذلان العرب لابناء جلدتهم .فالنظام المصرى الانقلابي خدع الناس بعد سباته وسكوته وعندما استيقظ وهو طبعا استيقاظ مارد منهك وفاشل .ترك المجال لنعاق الاعلام من انذال الصحفيين والصحفيات الذين تحول البعض منهم لأبواق الدعاية الصهيونية .والبعض الاخر حول القناة التلفزيونية الى حلبة أقرب لحمام تقليدي اختارته نساء الحى للزعيق والصراخ وتبادل الشتائم والاستهزاء .ولم يقتصر التخاذل العربي على الشقيقة الكبرى بل حتى بلدان أخرى وان كانت لا تملك مقومات شعب مصر "العظيم".الامارؤات العربية بدورها نافست مصرّ السيسيّ ومابعد الشرعية .تاركة اعلامها لترويج الاخباريات الزائفة بطعم حلو وبكلام معسول لكنه عسل ممزوج بسم قاتل فتاك .
وفي خطابات الاسلاميين تذكير بفساد عقيدة حماس والجهاد .فالاولى اخوانية المنشأ والمعنى واضح فلاجهاد ىلها بل يجب محاربتها واصلاح عقيدة الغزاويين .والثانية لها أجندة خارجية مرتبطة بايران وحزب الله .صدرت هذه الدعوات من تيارات "سلفية" مصرية لها ارتباط بأمها الخليجية وعلى ذكر الأم ـ السلفية .لاننسى أن ذكر بأن الامومة هنا يقصد بها الدعم المالى الكبيروالسخى الذى تناله "السلفيات".فما أن تؤسس خطابك على تبديع الناس وتسفيه أفكارهم وأحلامهم فانك ستجد من يرسل لك المال والدعم .
حتى سلفية الجهاد توقفت عن الكلام فلم نسمع ادانة ولا اعلان الجهاد "الكلامى الورقي منه " ومن يدافع عن مواقفهم هلل لاسترتيجيتهم وسوقها ،فبعد انشاء الدولة الاسلامية والقضاء على الانحرافات الشرعية وتوحيد الأمة سيتم الانطلاق نحو تحرير فلسطين .
التصريحات المليئة بالتعبيرات الفضفاضة لم تسلم منها حتى القوى الحية في بلادنا .ففي مغرب الشمس هاجم مجموعة من المتطرفين الامازيغ موقف السلطة العليا وموقف الشعب المغربي .فالسلطة العليا ممثلة بالملك ،أدانت بشدة العدوان الصهيونى على غزة وتم الاعلان عن ارسال مساعدات غذائية وطبية .والمغاربة خرجوا الى الشوارع ينددون ويتوعدون .علما بأن الشعب المغربي أصيب بالصدمة اتجاه حزب العدالة والتنمية المحسوب "ورقيا "على الحركة الاسلامية .اذ أن الحزب ومناضليه اختاروا لغة الصمت خوفا على مصالحهم "السياسوية "لغة الشيخ عبد السلام ياسين .وظل قادة الحزب منشغلين بعيدا عن التلفاز خوفا من احياء النضال .الذى تبين بعد وصولهم للسلطة أنه نضال زائف .كما تبين أن الكثير من دعاتهم غلبوا المصالح الدنيوية تاركين فلسطين لشعارات تلوكها أفوا سذج .
مواقف الحذلان التى لم تقتصر هذه المرة على التيارات المقربة من الغرب الاستعمارى بل توسعت الدائرة لتشمل تيارات سياسية وشعبية راهنت على القضية الفلسطينية بل اتخذتها بعض الحركات كمطية للتجذر .لكن الواقع أثبت العكس .فمنهم من يحمل السلاح في وجه أخيه في الشرق العربي ومنه من انشغل بسرقة ابار النفط في الغرب الاسلامى ومنهم من شغلته المحافظة على الكرسي خوفا من لوبيات دولية داعمة لاسرائيل .وكل عام وصهاينة العرب يزدادون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي