الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان اللومانتيه 2014: نصف مليون إنسان يتعمد في رِحاب الفضاء الأممي

رابحة مجيد الناشئ

2014 / 9 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



كل عام وفي مُنتصف شهر أيلول مئات الآلاف من الفرنسيين ومن العالَم يلتقون في هذا المهرجان، هذا الموعد التقليدي الذي بدأَ في عام 1930 بمبادرة من هيئة الصحافة للحزب الشيوعي الفرنسي.

مهرجان الإنسانية هذا تنظمه جريدة اللومانتيه، الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي الفرنسي.

هذه السنة من جديد احتضنَ المهرجان نصف مليون إنسان لثلاثة أيام احتفالية مُتتالية: 12 – 13 – 14 من أيلول وتحت أشعة الشمس الساطعة التي أَضفت طابعاً خاصاً على المهرجان وَتوهجت في القلوب مُوحية بالأمل.

مهرجان الإنسانية، مناسبة لتلاقي وتلاقح اليسار الفرنسي والعالمي وكل المؤمنين بقيم التضامن الأممي والحرية والمساواة والمحبة والسلام حيث تمتزج الندوات والنقاشات السياسية والفكرية بالفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية.

المتطوعون يساهمون في صنع حياة المهرجان

يرتكز هذا المهرجان بالدرجة الأولى على العمل التطوعي. ففي كل عام آلاف المتطوعين يسهرون على نجاحه في كافة المجالات: نصب الخيم، النقل، التنظيف، بيع بطاقات الدخول، الإسعافات الصحية، مرافقة الضيوف واستقبال الصحفيين، العناية بالمعاقين وكبار السن والأطفال وغير ذلك من الأعمال.....

إضافة إلى هؤلاء هناك متطوعو الأحزاب والمنظمات المشارِكة والذين يتوزعون في 450 خيمة، منها 100 خيمة مخصصة للقرية الأُممية.

إحدى هذه الخيم، خيمة طريق الشعب، الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي .

إن اختيار هذه الخيمة ليسَ من قبيل الصدف، فالعراق هذا العام يتعرض لهجمة إِرهابية ظلامية، وتتعرض أَقلياته للتهجير والقتل والإجبار على ترك الدين... والهدف من كل ما يحدث هو تفريغ العراق من مكوناته المتعددة والعميقة الجذور في تربته.

توافد العراقيون إلى المهرجان وإلى هذهِ الخيمة من مدنٍ فرنسية عديدة، ومن دول أوربية كألمانيا وسويسرا وبريطانيا وهولندا والسويد... كما جاءت مجموعة من العراق وبضمنها فرقة موسيقية غنائية.

استطلعنا آراء بعض العراقيات والعراقيين حول المهرجان:

يقول العراقيون جميعاً، جِئنا للتضامن مع وطننا العراق ومع شعبنا، جئنا لهذا المهرجان الأممي لنصرخ في شوارعه لكي يسمع العالم قضيتنا العادلة: تحرر شعبنا ووطننا والحفاظ على أمنه ومكتسباته وديمومة مكوناته وتآخيها والقضاء على الإرهاب والقوى الظلامية.

♦-;- سوسن بائعة الشاي المهيَّل في الخيمة العراقية كعادتها كل عام منذ سنة 1998 تأتي مع زوجها من مدينة فرنسية بعيدة عن باريس: ‹‹ عندما كنت في الجزائر قبل ثلاثة عقود سمعت بهذا المهرجان وكان حُلمي أَن أعيشه، وعند انتقالي إلى فرنسا داومتُ على المجيء وعلى عمل الشاي وبيعه لأن رائحة الشاي المهيَّل تذكرني بالعراق وبحميمية العلاقات لأهلنا الطيبين ››.

وعن العمل التطوعي الذي تقوم به تقول: ‹‹ هذا العمل له متعة خاصة وهو وسيلة للراحة النفسية والشعور بالاعتزاز لأنه يُقدَّم بروحية طيبة وبدون أي مقابل ››.

♦-;- عباس القادم من ألمانيا، حاملاً كامرة التصوير على صدرهِ:

‹‹ جئت لأُعبر عَن تضامني اللامحدود مع شعبي العراقي ولأعيش أياماً حميمية في هذه الخيمة تخفف عني الألم المرُ في قلبي بعد أَن شاهدتُ فلماً عن الإرهابيين وهم يبيعون العراقيات الأيزيديات في الأسواق.... ››. ويستطرد عباس: ‹‹ بهذه الكامرة أَودُ أَن أُخلِّدَ ما يجري في واحة هذا المهرجان التضامني الجميل، ويهمني على الخصوص تخليد هذا الحضور العراقي المتنوع تحت سقف هذِه الخيمة ››.

♦-;- إخلاص من السويد: ‹‹ هذهِ المرة الأولى التي أحضر فيها لهذا الهرجان الرائع الذي سمعت عنه الكثير لكن المشاركة فيه شيء آخر. جئتُ من مالمو معَ زوجي لنعلن تضامننا معَ وطننا العراق ومع شعبنا بكل مكوناته ››.

♦-;- باسمة التي جاءَت مع زوجها من هولندا كعادتها منذ 15 عاماً:

‹‹ جئت للتضامن مع الشعب العراقي.... في داخل هذِه الخيمة، أنا أنسى همومي ومشاكلي وهموم أهلي وفقدان أخي .... إن أهم شيء بالنسبة لي هو التضامن مع شعبي ووطني الحبيب ››.

♦-;- عبد المنعم الذي جاء من جنيف: ‹‹ جئت للتضامن مع شعبي وهذه المرة الخامسة لمشاركتي في هذا المهرجان الهادف والجاد....أنا أَجيء لأبقى ثلاثة أيام في هذه الخيمة، خيمة طريق الشعب، خيمة كل العرقيين، إِنها تمثلني وتمثل كل العراقيين .... أنا للآن لم أرَ فرنسا ومعالمها الجميلة، أنا هنا فقط للتضامن مع شعبي، هذهِ قناعتي وأنا أشعر هنا بالفرح الممزوج بالفخر... ››.

المتطوعتان الصغيرتان

♦-;- آيلا، صبية عراقية بعمر 11 سنة، مُنهمكة دائماً في عمل لفات الفلافل وبيعها، وهذهِ السنة الثانية التي تأتي بها لهذهِ الخيمة للمشاركة في العمل التطوعي: ‹‹ عندما كنت صغيرة كنت أُرافق أُمي التي تبيع لفات الفلافل كل عام في هذه الخيمة، لذلك أردتُ أن أكون مثلها فجئت في السنة الماضية وساهمت بالبيع والتنظيف وقد وجدت أن العمل بدون مقابل وَمساعدة الآخرين عملاً جميلاً وأنا أشعر بالفخر وسأستمر في مساعدة الآخرين في مكانات أخرى ››.

لم تكن آيلا لوحدها، بل بصحبة صديقتها الفرنسية لَيّا، 11 سنة والمنهمكة هي الأخرى بعمل اللفات والحديث مع المشترين. تقول لَيّا: ‹‹ أنا كذلك أعمل هنا كمتطوعة، صديقتي عراقية لذلك أنا أحب العراقيين وجئت للتضامن معهم وأنا فخورة بهذا العمل وسأستمر بالمجيء كل عام... ››.

هكذا تعطي هاتان الصغيرتان الرائعتان درساً ملهماً في أهمية التضامن وبإنسانية العمل التطوعي.

كان للعراقيين حاجة ماسة للتلاقي هذا العام لتبادل الآراء حول ما يحدث في العراق، للتحدث عن جراحاتهم بسبب المصائب التي تحدث في وطنهم، وايضاً لتقاسم أوقات ممتعة رَقصوا وغنوا فيها للحب والسلام والأمل بغدٍ أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م