الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القات والمخدرات

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 10 / 1
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


القات والشمة والزرده والدخان والمخدرات بأنواعها جميعها مواد ترفع المزاج بنسب متفاوتة بين الخفيف المرح و القوي السريع المهلوس , و البطيء البليد , وهي مواد خطره بشده على الصحة يتناولها الرجال و النساء الصغار و الكبار ألجهله والمتعلمين جميعهم يشترك في تعاطي هذه آلا فات الخبيثة المسببة للأمراض وعلى رأسها السرطان , ولكن هذا لا يقلق بارونات هذه المسميات المخدرة الذين أثخنوا اليمن بها و بالتخلف وبجرائم القتل والسرقة والنصب والاحتيال والأمراض الخطرة و اغرقوا المواطن في مشاكل ذهنيه ونفسية واجتماعية عميقة وفككوا علاقاته بأسرته وبالمجتمع وادخلوا الاقتصاد والسياسة في دوامة الفوضى و ألا عاقه المستديمة مع زيادة الفقر والمجاعة وصل الأمر حسب " فاو" منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن واحدا من كل أربعة يمنيين يعاني من سوء التغذية .
السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة قالت خلال كلمتها في مؤتمر عن المخدرات بأن ( الشباب في اليمن لا يعتبرون زراعة القات نباتا مخدرا ولا يؤثر على الصحة وهذا مخالف للحقيقة، ولكن هذا ما يقنعون به أنفسهم لتبرير الإدمان ) , وفي اعتقادي أنها أعطت اقرب وصف حقيقي للعلاقة بين المواطن اليمني والقات الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان أقل من الكحوليات والتبغ و ممنوع في أغلب دول العالم بسبب اعتباره مادة مخدرة وضارة .
القات ماده مخدره زراعته وتعاطيه لا يتعارض مع القانون , لكنه يعتبر من التحديات الكبرى في اليمن لأنه يشكل خطر اقتصادي واجتماعي قاتل يؤثر على سير الحياة و الأعمال العامة , حيث تتوقف عجلة العمل لساعات طويلة في اليمن أثناء تعاطيه , وقد ذكر البنك الدولي في إحصائية رسمية عن القات اليمنى إن واحدا من كل سبعة عاملين باليمن يعمل في إنتاج وتوزيع القات وتصل أرباحه حاليا في اليمن نحو 12 مليون دولار يومياً , ولهذا له غطاء ونفوذ سياسي وقبلي قوي , وله لوبي اقتصادي يمنع أي إجراءات لمحاربته أو الحد من انتشاره رغم ازدهار الرشوة والابتزاز والإذلال والسرقة بسببه , أضف على ذلك أن القات يقتل بصمت كثير من الأشخاص الذين يتعاطونه نتيجة استخدام مزارعي القات للمبيدات والمواد الكيماوية السامة في الزراعة , ولكن ألمشكله الحقيقة والكبرى التي بدأت بالظهور وتنتشر بقوة في اليمن إلى جانب القات هي انتشار المخدرات مختلفة الأسماء والتأثير والأشكال , التي تدمر حياة الفرد دون خط رجعه وتجعل الإنسان وبشكل سريع يدمنها ولا يستطيع الخلاص منها إلا في حالات نادرة جداً تتطلب منه مجهود نفسي ومادي جبار, لأنها قوية التأثير السلبي السريع على عقلية من يدمنها بحيث تقلب عليه فهم الأمور و تخلطها وتشوشها , وتخلق لديه الهلاوس البصرية و السمعية تجعله غير قادر على الفهم و الإدراك و التفكير بطريقة عقلانية وصحيحة لما يدور حوله والتي على أثرها يفقد القبول الاجتماعي و الثقة في نفسه وفي سلوكه و وضعه النفسي الذي قد يدفعه إلى التصرف بطريقة غريبة و غير عقلانية .
المخدرات في اليمن تنتشر بطريقه سريعة وسهله وبالذات في مدينة عدن ولا احد يدق نواقيس الخطر تحذيرا من هذا المنحدر الخطير , و التدابير الوقائية والمراقبة من قبل السلطات المحلية لمحاربة هذه آلافه لا تزال ضعيفة للغاية على مستوى التوعية و حدود والسواحل ونقاط المرور والسبب يعود إلى الإهمال المتعمد في محاربة هذه آلافه و إلى الإفراج السريع عن العشرات ممن ضبطوا وهم يروجون للمخدرات , كما جاء على لسان ضابط في إدارة مكافحة المخدرات في عدن, الذي قال أنهم تمكنوا من ضبط عشرات من موردي ومروجي المخدرات في المدينة , لكن ما أن يوضعوا المتهمين رهن الاعتقال حتى تتدخل قيادات عليا تطالبهم بالإفراج عنهم , مما يدل على صحة الشكوك في تورط بعض المسئولين وقوى سياسية وقبلية مع المخدرات وتجارها , بعض من هذه الارتباطات والقضايا نشرت في الصحافة وتم تداولها بشكل مفتوح في ندوات وعلى صفحات الانترنت ولكن لا حياة لمن تنادي ,فالذين يتاجرون بالمخدرات يتمتعون بنفوذ يمكنهم من الاستمرار في هذه المتاجرة وبأرواح الناس بصفة عامة وبأرواح شبابنا بالذات الذين تم إغراؤهم بطرق وأساليب ملتوية شيطانية متنوعة وصلت إلى حد اغتيال الجانب الأخلاقي والإنساني لدى بعضهم , مستغلين وبشكل بشع حالة البطالة والانفلات الأمني المنتشر في عدن .
بعد صيف 1994 انتشرت البطالة بسبب سياسة الإقصاء التعسفية للكوادر الجنوبية , وللأسف ساهمت هذه السياسة الناقصة في توسع دائرة الفوضى والفساد والرشوة وفي انتشار تعاطي نبتة القات بين الكثير من الشباب ومعها بدأت بالانتشار المخدرات والتي اليوم في عدن تسير بشكل تصاعدي مخيف واتجاه هذا الوضع الشاذ لا يبشر بالتوقف والنزول وبسبب هذا الوضع تحولت بعض المناطق الجنوبية وعلى رأسها مدينة عدن من مناطق عبور وترانزيت إلى
مناطق سوق وتعاطي كبير , الأمر الذي يمثل خطرا محدقا فالحديث ألان يدور عن مدينة عدن وعن زيادة نشاط أسواق وشبكات وبارونات المخدرات فيها , والأجهزة الأمنية في المدينة غير فعاله لأنها تعمل بإمكانيات بسيطة للغاية , وعلى ما يبدو أن ألدوله لا تمتلك أي إستراتيجية وطنية لمواجهة هذا الإخطبوط بسبب فوضى الثورات والنزاعات المذهبية والأزمات السياسية ولاقتصادية التي تجتاح اليمن , و ألدوله أيضا لم تعترف حتى الآن بأن حالة انتشار المخدرات في عدن تصاعدية ومخيفة في تجارتها وتعاطي شبابنا لسمومها وفي درجات تهريبها التي تكبر وتترعرع مقابل عملية الضبط للمخدرات الصغيرة بالجرامات أو بالكيلو .
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن محاربة هذه الظواهر في الوقت الذي تشير فيه أكبر المنظمات الدولية الموثوق بها بأن عمليات التهريب في اليمن يقودها و يشارك فيها بعض أشخاص من ذوي المناصب العليا في أجهزة الدولة والأمن أما الأخبار التي تروج بين الحين والأخر بالقبض على بعض الكميات من المخدرات أو ألأسلحة أو الأدوية المزورة و ألا طعمه الفاسدة هنا وهناك لا تمثل شي بالمقارنة مع عملية الاستيراد و التصدير لهذه المواد الفاسدة والمخدرة التي يقوم بها بعض من مسئولينا الأعزاء واصحاب النفوذ والقبيلة من وراء الكواليس الحكومية انطلاقا من مخازنهم المحصنة في الموانئ والمدن وعبر شبكة وأسواق عملائهم وشركائهم .

د / مروان هائل عبدالمولى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران