الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على رحلة

محيى الدين غريب

2014 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مما لاشك فيه أن بعثة مصر مؤخرا للأمم المتحدة فى دورتها 69قد نجحت بدرجة جيدة فى إعلاء أهمية دور مصر استراتيجيا وتاريخيا فى وقت صعب كانت مصرفى حاجة ماسة له بعد مرحلة عدم الأستقرار الأمنى الذى مرت به ولا تزال.
ولأول مرة منذ عقود يفتخر المصرىين - حتى المعارضبن منهم - أمام العالم بهذا النجاح الذى تمثل فى أختيار موفق من الرئيس لمستشاريه والعمل بروح الفريق ، وتمثل فى الإعداد المتقن والنشاط الذى لازم البعثة منذ الساعات الأولى ، ثم فى العدد الكبير من المقابلات والاتصالات والإتفاقيات التى تمت بنجاح.
وبالطبع سيكون لكل ذلك تداعيات إيجابية على العلاقات مع العالم الخارجى فى حالة المتابعة الجيدة الجادة من المسؤولين فى مصر.

وكان من الملاحظ الحساسية الزائدة فى الإعلام الرسمى لأى انتقاد للرئيس والمبالغة فى ردود الأفعال والتطبيل والمزايدة ، ما يدعو للقلق من أن يعود الإعلام إلى عادته القديمة ( ربما لاخفاق النظام فى تطهيرالإعلام تطهيرا كاملا). وكان أيضا التسرع فى حصر نتائج الرأى العام الأمريكى فى مظهرها وليس فى مضمونها ، ذلك المضمون الذى يتركز على جدية مسار التحول الديمقراطى فى مصر، وضرورة التزام مصر الكامل تجاه محاربة داعش.

جميع الدول المشاركة ، 190 دولة ، بالطبع يشغلها ماحدث فى مصر مؤخرا منذ 30/6. فحسب المعايير الديمقراطية فإن إشتراك المؤسسة العسكرية فى سياسة أى بلد يخرجها بالضرورة عن الطريق الديمقراطى ، وأن تجربة مصر مع المؤسسة العسكرية لأكثر من 60 عام لم تكن بالطبع ديمقراطية ، وأن الرئبس الذى أمامهم هو رمز من رموز المؤسسة العسكرية.
لذلك كانت فرصة هامة للرئيس السيسى أن ينوه فى خطابه موضحا أن فترة حكمه الحالية فترة استثنائية حتى تستقر مصر أمنيا ويتم القضاء على الأرهاب ، بعدها تتحول مصر إلى دولة مدنية.
مثل هذه المبادرة كانت لتطمأن العالم فى الخارج على مستقبل مصر وتشجعهم على المزيد من الأستثمار والسياحة ، وتدحض ما يشاع عن مصر بخصوص حقوق الإنسان.

خبرة الرئيس السيسى فى مثل هذه اللقاءات العالمبة تعتبر جديدة ومن المؤكد انها ستصقل وتتحسن مع الوقت.
لذلك أنتقدت بعض الردود فى المقابلات التلفزيونية ، ويجب على مستشاريه أخذها فى الأعتبار. وليس كما جاء تفسيرها فى الأعلام المصرى "بأنها قمة الدهاء وروعة المراوغة وما إلى ذلك".
فى المقابلات التى يديروها محترفون ة لرؤساء البلاد ، لا يجدى فيها الأكتفاء بعدم الرد أو بالضحك أو حتى بالمراوغة ، لأن ذلك سيفسح المجال للتأويل والتفسير حسبما يريد الأعلام لتوجيهها لأغراضه الخاصة.

يشاد للسيسى بأنه لم يستدرج للأشتراك بقوات أرضية لمحاربة داعش ، ويشاد له أنه لم يتسرع فى الرد على خطاب أردوغا ن. والأهم أنه لم يتبنى فى خطابه ظاهرة أرهابية بعينها ، بل أدان جميع التطرف والعنف الذى يرتكب بأسم الدين ، وفقط ألمح إلى الإخوان ، "بقوى التطرف والظلام التى تعتمد على العنف المسلح والإرهاب لتحقيق هدافها".
وربما كان الأفضل أن يذكر أن مصر عانت من ويلات الإرهاب منذ 1928 ، بدلا من 1920 ، حتى ترتيط هذه المعاناة ينشأة الأخوان فى مصر.

يبقى ضرورة الحرص والتحذير من هؤلاء الذين يضللون الرئيس ، المهوسون بصناعة نصف الإله ونظرية المؤامرة والقوى الظلامية ، الذين يرددون أن مصر يجب أن تمضى فى طريقها يغض النظر عن رأى العالم الخارجى وعن ما يتردد حول حقوق الإنسان. هؤلاء الذين لا يقبلون الرأى الآخر والمعارضة ، الذين يعتبرون أن وطنيتهم أكثرمن وطنية الآخر ، ويخونون كل مواطن يعارض الرئيس.
ضرورة هامة للتحذير من هؤلاء ، حتى لانتحول من مرحلة التكفير إلى مرحلة التخوين.
تحيا مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل