الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقه الحياة

نشأت عبد السميع زارع

2014 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقال بعنوان (فقه الحياة )

يقول الله تعالى (هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها ) ويقول النبى ص (اذا قامت الساعة وفى يد احدكم فسيلة فان استطاع ان لايقوم حتى يغرسها فليغرسها )

ان الاسلام الصحيح هو انك لاتعادى اى انسان على الارض بسبب خلاف دينى او عقائدى او مذهبى او بسبب جنسه او عرقه او لونه او انتمائه بل الفقه الحقيقى للحياة هو انك تعادى اى شخص عدوانى شرير سفاح مجرم بلطجى حتى لو كان اقرب الناس اليك ان الغاية من خلق الانسان هو عمارة الارض وتنميتها والايمان بالله لم يقل لك النبي ص صلى ركعتين او استغفر الله او ارجع او توب الى الله برغم اهمية ذلك ولكنه قال لك ازرع الشتلة وابنى وعمر الى اخر نفس فى الحياة ان اختلاف العقائد واللسان والجذوروالمذاهب ليس للعداء ولا للكراهية ولا للحقد والبغضاء وانما للتعاون والتعايش والتعارف والتكامل الانسانى وقد بينها القران فى اياته (ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان عليم خبير )

لكن المتطرفين من كل الاديان افسدوا الحياة واججوا الصراعات وتسببوا فى بحار من الدماء والتاريخ خير شاهدعلى ذلك انه ملىء بالمذابح ان فقه الحياة يعطينا دروسا وعبر ودعونا نعرج على بلادنا الاسلامية التى وصل العداء والبغضاء والكراهية فيها الى التراجع الحضارى الشديد -ان المأساة اننا وصلنا الى العداء البينى والفتن المذهبية بل العداء والكراهية وصلت لاهل المذهب الواحد كأشبه بحروب العرب الداخلية كحرب البسوس او حرب داحس والغبراء وحروب الكنعانيين والقحطانيين والحروب العربية العربية

لدى مثال من التاريخ اوربا التى حاربت بعض وارتكبت اكبر مذبحة فى العصر الحديث فى حربين عالميتين قتل فيهما عشرات الملايين من البشر وتدمير شبه كامل للبلاد وتم تدمير الحجر والشجر وحروب الكاثوليك والبروتسانت قتل فيها الملايين ايضا ولكنهم أدركوا هذا العداء واستطاعوا ان يحققوا المعجزة وتغلبوا على الفتن الداخلية وأمراضهم القديمة وبالفعل فعلوها وتناسوا العداء وادركوا المأساة واصبحوا الان امة واحدة برغم اختلاف اللسان والجذور والعقائد والايدلوجيات والمذاهب والالوان والعرقيات اصبحوا الاتحاد الاوربى سوق اوربية مشتركة وعملة واحدة (يورو) تأشيرة واحدة تكتل عسكرى واقتصادى وقوة حقيقية على سطح الارض اما نحن فياحسرة على احوالنا قبلة واحدة ورسول واحد وقران واحد ولغة واحدة ولكننا اختلفت بيننا العقول والقلوب واصبحنا فى تراجع حضارى مهين نتسول غذائنا وسلاحنا ودوائنا من الأخر واصبحنا عالة على العالم وناكل فى بعض وانتشر الخلاف والاختلاف والعداء والكراهية والمؤمرات والدسائس واصبحنا فى وضع لانحسد عليه مهددين بالانقراض من على كوكب الارض

هب ان مقارنة عالمية اليوم تعقد بين امم الارض لتقول كل امة ماذا قدمت للبشرية فبأى شيء نقدمه للعالم ونفخر به امام الامم ربما تفخر امة وتقول نحن قدمنا للعالم العلاج لكثير من الامراض التى كانت تفتك بالانسان واخرى تقول نحن قدمنا الانتاج الزراعى الذى استفادت منه البشرية واخرون يقولون ونحن قدمنا ثورة الاتصالات والمعلومات من نت وموبايل وفاكس وفضائيات وجعلنا العالم قرية واحدة متقاربة وخدمنا البشرية بذلك واخرون يقولون نحن على وشك ثورة الطب القادمة والعلاج بالخلية الجذعية التى تنفع البشرية باكملها حيث نتغلب على كثير من الامراض المستعصية مع ملاحظة ان عالم امريكى هو الذى اكتشف علاج لفيرس سي ونحن فى مصر من اكبر الدول المستفيدة منه لأن لدينا ملايين المرضي بفيرس سي . اما نحن ماذا قدمنا للبشرية ؟

لذلك وقف احد الغربيين فى مؤتمر فى احدى الدول الاوربية وقدم اقتراحا قال فيه نحن نصنع ونخترع ونعطى منتاجاتنا لدول العالم الثالث وهم لم ينفعوا البشرية ولم يقدموا شيئا وأرى اننا نمنع منتاجاتنا عنهم ونقاطعهم لكى يعتمدوا على انفسهم وينفعوا البشرية للاسف الشديد ان فقه الحياة غير فقه الاخرة وهناك من يحاسب غيره بفقه الاخرة الدنيا دار عمل بدون جزاء دينى فيها، وأما الآخرة فهى دار جزاء دينى بدون عمل بشرى فيها. قال تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون»

واخيرا افترض معى سكان عمارة يعيش فيها مسلم ويهودى ومسيحى وبوذى وشيعى وبهائى وكل الملل هل من الممكن ان يتعايشوا مع بعض فيها ماهو المطلوب منهم لكى يتعانوا مع بعض هل مطلوب منهم ان يفتشوا فى عقائد بعض ام مطلوب منهم يتعاونوا فى الكهرباء والماء والغاز والمصعد والصرف وكل مايصلح من شأن العمارة وليس مطلوب منهم ان يحاسبوا بعض على اختلاف عقائدهم لان الحساب على العقائد يوم الحساب (فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) ونحن سكان الكرة الارضية ايضا سكان عمارة الحياة او قل ركاب سفينة ينبغى التعاون لكى تظل السفينة تسير فى فى وسط الامواج بسلام ان فقه الحياة يقول ان لا نعادى بعض من اجل اختلاف العقائد وانما نتعاون ونتعايش لكى تسير السفينة
نشأت زارع










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة


.. #shorts - 49- Baqarah




.. #shorts - 50-Baqarah


.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا




.. #shorts -21- Baqarah