الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا تكون المقاومة ... و هكذا يُصنع النصر.. و هكذا تكون الشهادة المشرفة

هشام عقراوي

2014 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري هذة الايام في غربي كوردستان و شمال كوردستان و بالتحديد في مدينة كوباني، لا يمكن النظر الية بمعطيات تكتيكات حرب المواجه المجردة بين الكورد و وحدات حماية الشعب من جهة و بين تركيا و داعش و باقي محتلي و أعداء كوردستان من جهة ثانية، بل على الكورد قراءة الحرب و المقاومة الدائرة بالمنظور الاستراتيجي و النفسي الذي يتبع أية حرب تجري بين قوتين متخاصمتين.
كوباني... تلك المدينة النائية و المنسية عالميا و حتى من قبل بعض الحركات الكوردية المسلحة و السياسة و التي تقع على حدود دولتين إستعماريتين تركيا و سوريا، تكتب اليوم تأريخ كوردستان المعاصر وصار يُعقد عليها الامال دوليا و ليس فقط على مستوى كوردستان.
تخلي بعض القوى الكوردية عن مدينة شنكال قبل حوالي شهرين حرمتها من التحول الى رمز للمقاومة و صارت معروفة بالمجازر التي أقامتها داعش ضد الكورد الايزديين، تماما كما صارت حلبجة كرمز كوردي و عالمي لاستخدام الاسلحة الكيماوية ضد الكورد و المدينتان حلبجة و شنكال حُرمتا من المقاومة من قبل القوى السياسية و العسكرية الكوردية في اقليم كوردستان.
و أذا كان هذا هو مصير شنكال و حلبجة بيد بعض القوى الكوردية في اقليم كوردستان، فأن كوباني لم تلقى نفس المصير و هذا بفضل التكتيكات الحربية و روح المقاومة التي يتمتع بها المقاومون عن المدينة و الذين هم وحدات حماية الشعب و على رأسهم نسائنا الباسلات الذين صاروا رمزا لجميع نساء العالم و صار النساء في أنحاء المعمورة يفتخرون بكونهم نساء.
عندما أنسحبت وحدات حماية الشعب من بعض القرى المحيطة بكوباني أنتقدتها الكثير من الجهات السياسية و السياسيون و حاولوا مقارنتها بالذي حصل في شنكال، و لكن الذي يحصل اليوم يثبت صحة الخطة العسكرية لوحدات حماية الشعب و لو لم تنسحب وحدات حماية الشعب من تلك القرى لكانت كوباني قبل حوالي 15 يوما تحت سيطرة داعش و لكان الاهالي يلقون نفس مصير أهالي شنكال و لم يكن هذا التأريخ سيكتب من قبل هذة المدينة.
كوباني تقاوم و أهالي المنطقة هم في شمال كوردستان ماعدا الذين يفضلون البقاء في مدينتهم و لم تستطيع داعش لا سبي نسائهم و لاذبح رجالهم كما فعلوا في شنكال و صارت كوباني تقاوم.
كوباني لا تقاوم فقط بل تسجل للشعب الكوردستاني تأريخا مشرفا.
كوباني لا تصمد فقط بل تخلق روح الصمود في قلوب الكورد، تلك الروح التي هزتها هزائم بعض القوى الكوردية و تخليهم عن الارض دون مقاومة.
كوباني لا تدافع عن نفسها فقط و عن جغرافيتها بل أنها تدافع عن جميع كوردستان.
كوباني لم توحد الكوبانيين فقط بل أنها وحدت جميع الكورد و جعلتهم قنابل بوجة المحتلين و صار "الخونه" في موقف حرج جدا بسبب مقاومة كوباني.
كوباني أنتصرت قبل أن تنتهي الحرب و قبل أن تضع الحرب أوزارها.
كوباني أعطت للشهادة قيمتها و جعلت شهادة المقاتل الكوردية من أجل الوطن و الارض تتفوق على الشهادة من أجل "الجنة" و النساء و الغلمان.
كوباني هي التي جعلت الارهابي يُرهَب من مقاتلات وحدات المرأة لحماية الشعب و خلقت معادلة معكوسة و بدلا من أن يخاف المقاتل الكوردي من داعش صارت داعش تخاف من المقاتل الكوردي.
كوباني هي التي جعلت جميع شهداء كوردستان يعتزون بشهادتهم و مرفوعي الرأس في قبورهم لأنهم أعادوا للشهادة قيمتها و أسمها.
كوباني هي التي جعلت الجندي التركي و دباباتهم كسيارات التاكسي على الحدود وأنهت مفعول تلك الدبابات الارهابي.
كوباني حولت كوردستان الى بركان هائج من السليمانية الى أمد و حتى أسطنبول التركية.
كوباني ستتحول الى مادة سياسيا و عسكريا للاجيال القادمة و سيبحث الكورد عن حقيقة ما حصل هناك و عن تأثيراتها على الكورد الان و على الاجيال القادمة.
كوباني هي التي أعادت الروح الى هذا الشعب و جعلت الكورد يفتخرون بقوميتهم في جميع أنحاء العالم.
وصار الكورد في ألخارج يقولون للاجانب و بفخر:
أنا من كوردستان
أنا من كوباني
أنا من وحدات المرأة لحماية الشعب
أنا كوردي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254