الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية مالمو المندائية في أمسية ثقافية للمقامة المندائية

يحيى غازي الأميري

2014 / 10 / 14
المجتمع المدني


اغتنمت الجمعية الثقافية المندائية في مدينة مالمو،فرصة تواجد الأديب الباحث الأستاذ فاروق عبد الجبار عبد الإمام، المقيم في استراليا منذ عام (2006) زيارته إلى أوربا، لتستضيفه مساء يوم السبت 04-10-2014 في صالة مقرها الجديد، في محاضرة ثقافية أدبية تاريخية حول الشخصية المندائية الفذة الرِّ يشمّا ( أدم أبو الفرج).
كلف كاتب السطور من قبل الهيئة الإدارية للجمعية الثقافية المندائية في مالمو بالتقديم للأمسية وإدارتها؛ أستل بعض المقاطع من كلمة الترحيب و التقديم لضيف الأمسية ومقامته.
سيداتي ، آنساتي ، سادتي الحضور الكرام :ضيوفنا الأكارم طاب مَساؤكم :
ارحبُّ بالجميع أجملِ ترحيب، في اُمستِنا الثقافيّة الأدبيّة هذه والتي تتزامنُ مع أولِ أيامِ عيدِ الأضحـى المباركْ.
أعزائي : لنُحلّقَ معاً عِبرَ الأثير ، ونحن نستعيدُ قِصّةَ شخصيّة مندائيّة نعتزُّ جميعاً بها ،شخصيّةً ضَربتْ في تأريخِها أعماقَ التاريخ ، شخصيّةًَ نُسجت حولَها العديدُ من الحكايات التي تكادُ أن تُكّونَ إسطورةً مندائيّة حفظتها الصدورُ على مدى العصور ، ولم نزل نتناقلها بكل سرور وحبور، فوثَقَناها بأحرف ٍ من نور.
بيننا الآن الأستاذ الأديب الصديق القديم القادم من أستراليا (فاروق عبد الجبار عبد الإمام) والذي أعادَ صياغةَ القِصّةَ الأسطورة ، بأسلوبٍ أدبيّ متميّز جزلِ المعاني سهلِ الألفاظِ في سرده القَصصي ؛ فجاءت سهلةً واضحةً بعيدةً عن التكلّفِ وغريبِ الكلام متناسقةِ الألفاظِ والمعاني .لقد استخدم ضيفُنا طريقةَ السَّجع لبناءِ مقامتهِ الموسومة ( المقامة المندائيّة قصّة آدم أبو الفرج) والتي وردت قِصتهُ ويترددُ اسمه على لسانِ الصابئة المندائيين في الدعاءِ عند السّرّاءِ والضرّاء على حـدٍ سواء .
وبعد هذا المقطع تحدثت عن علاقتي بالأستاذ الأديب فاروق عبد الجبار والتي تمتد لأكثر من عقدين ونيف من السنين.
واستشهدت ببعض المقاطع من مقالة كنت قد كتبتها بتاريخ 22/12/2004 ونشرتها في وقتها في العديد من المواقع الصحفية ومنها البديل والحوار المتمدن وموقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر وصوت العراق، وكان تحت عنوان ( من يضمِدُ جِراحُنا؟ من يوقِفُ مآسينا؟)، في تلك الفترة كان (فاروق) قد حط به الترحال في اليمن السعيد (صنعاء) ينتظر أن يلتحق مع عائلته معاملة لم الشمل إلى استراليا حيث سبقته عائلته إلى أستراليا، أخبرني أنه منهمكاً بين البحث والكتابة لموضوع أدبي لم يطلعني في حينها على أسمه، لكنه كان بلسمه في تلك الغربة والتغرب عن الوطن والأهل،وقد بقي في صنعاء بالانتظار ثلاثة سنوات ونصف، وبعد وصوله استراليا بعدة سنوات عرفت أن جهوده كانت منصبة بكتابة ( المقامة المندائية).
فقرأت للحضور بعض مقاطع من تلك المقالة والتي كانت تتضمن شيئاً تعريفي عن معاناته و عن سيرة صديقي الباحث( فاروق). وسوف اكتفي بتدوين المقطع الأول من المقالة و التعريف الذي كتبته آنذاك وتم قراءته في هذه الجلسة.
(أخي العزيز فاروق* قرأت مقالتكم التي أرسلت لي نسخة منها وزادت من هموم قلبي المطعون بآلاف الخناجر؛ أعرف يا عزيزي طيبة قلبك المملوء حبا ً ووفاء للناس والأهل والوطن .
أعرف إن لوعة فراق الوطن والأحبة والأهل بدأت تسري في عروقك؛ قرأت كلماتك النازفة من الفجيعة التي ألمت بالعراق وشعبه، أعرف إن من رسم لدمار الوطن وخرابه لا يريد للنزيف والفواجع والخراب والتشرد إلا أن يستمر ويزيد.
إذ لا يطيب له أن يهدأ خراب الروح والوطن الذي بدأه وجند له المئات بل ألاف من عديمي الإنسانية والدين والشرف. غريب يا صاحبي ومفجوع بآلاف الأحبة وتذرف دموعك وحيدا ً. غريب يا صاحبي في صنعاء التي
يقال كانت موطن للصابئة قبل أن تأكل الجرذان والفئران سدها.
*الأديب فاروق عبد الجبار معلم جامعي خريج كلية الآداب اللغة العربية أحيل على التقاعد مبكرا ً، عمل في سوق الصاغة في خان الشابندر / بغداد ينقش الأسماء على المداليات الذهبية والفضية ويجيد فن التخريم على القطع المعدنية، باع كل ما يملك من دار سكن ومحل عمل و... و.. لكي يهرب مع عائلته إلى المجهول في سبيل الخلاص من جحيم الرعب والهلع الذي خيم على العراق؛ لم تهاجر عائلة فاروق فحسب بل هاجرت قبله كل عوائل أشقائه وشقيقاته والتي توزعت على أرجاء المعمورة فهذا في لندن والآخر في هولندا وذاك في أمريكا وألمانيا واستراليا ولازال فاروق يقبع في صنعاء ينتظر لم شمله مع أسرته في استراليا منذ أكثر من ثلاث سنوات.)
أستمتع الحضور (بالمقامة المندائية) وأسلوب كتابها، وطريقة سردها، دامت المحاضرة زهاء الساعتين، وحضرها جمهور غفير وشرفنا بالحضور العديد من أصدقاء الطائفة المندائية ومنهم حضور وفد من اتحاد الكتاب العراقيين بصحبة الصديق الأستاذ عصام الخميسي وهم ( السادة الأفاضل علي فواز ،توفيق التميمي،المخرج طالب السيد )، والذي تزامن تواجدهم في مدينة مالمو مع المحاضرة، وكذلك شاركنا الأمسية صديقنا الشاعر حسن رحيم الخرساني، بعد انتهاء الأديب (فاروق) من قراءة الأجزاء المهمة من المقامة ، كانت استراحة قصيرة للالتقاط الصور التذكرية ولتناول الشاي والقهوة والمعجنات التي هيئتها الجمعية للحضور، بعدها جاء دور المداخلات والاستفسارات وقد شارك العديد من الحضور الكرام بمداخلاتهم والتي أضافت متعة وفائدة طيبة لأجواء المحاضرة.
مالمو / السويد في 14/10/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا


.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي




.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس


.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة